“أزمة طهران – واشنطن”.. غموض وضبابية يلفان المشهد في الخليج

42

حصاد نيوز – في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر في منطقة الخليج العربي، إثر دقّ طبول الحرب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، وآخرها احتجاز طهران لناقلة نفط بريطانية بدعوى تهريبها وقودا من الخليج، ثم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إسقاط قوات بلاده طائرة مسيرة إيرانية فوق مضيق هرمز، يرى خبراء عسكريون أن “احتمالات نشوب حرب لا تزال بعيدة في ضوء الردع المتبادل والأهداف المنكشفة للأطراف المتصارعة”.

ويشير هؤلاء الخبراء، في أحاديث خاصة لـ”الغد”، إلى أن الأطراف المتصارعة “تتحسس سقف التصعيد لتلافي الاستهداف المباشر لمصالح الأطراف المنخرطة في المنطقة”،فضلا عن تأكيد بعضهم؛ أن الغموض والضبابية يلفان المشهد باكمله في منطقة الخليج، ما يضع التوقعات جميعها في خانة التكهن، بسبب التدحرج السريع للأزمة.
ويرجح اللواء المتقاعد فارس كريشان، سيناريو الحرب بين واشنطن وطهران في ظل التصعيد القائم بالخليج العربي، معتبرا أن “الحل الوحيد لتجنب شبح الحرب يكمن في تقديم إيران تنازلات ملموسة وواقعية للجانب الأميركي وحلفائه في الإقليم”.
ويبين أن التحرك والوجود الأميركي في المنطقة لم يزد، وأن ما حصل هو “أن التغطية الإعلامية كشفت عن هذا الوجود”، موضحا أن الوجود العسكري الأميركي كاف لتهديد إيران.
ويشير كريشان الى ان السلاح الأميركي الاساسي في المواجهة مع ايران هو الاقتصاد وليس خوض الحرب العسكرية، وهو ما سيكلف طهران الكثير.
وكانت السعودية أعلنت عن موافقتها على استضافة قوات أميركية على اراضيها لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما علقت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) على الخطوة بأنها “تهدف إلى ضمان رادع إضافي في مواجهة التهديدات”.
وخلال الفترة الماضية، عززت الولايات المتحدة الأميركية وجودها العسكري في منطقة الخليج العربي بإرسال حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” بحجة “حماية مصالحها ومواجهة تهديد إيراني محتمل”، فيما تؤكد ايران في الوقت نفسه أن “جيشها على أهبة الاستعداد وأن الانتشار العسكري الأميركي لا يشكل تهديدا بل فرصة لها”.
ويرى العميد المتقاعد حافظ الخصاونة ان واشنطن تعتمد استراتيجية الردع ضد إيران، بخاصة بعدما أشارت تقارير استخباراتية إلى أن “قوات موالية لطهران في الشرق الأوسط تمثل تهديدا للقوات الأميركية في المنطقة”.
وحول خطوة ارسال قوات ومعدات عسكرية اميركية الى السعودية، يقول الخصاونة إنها تأتي وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران في الخليج بدءا من الانتشار العسكري الأميركي إلى هجمات على ناقلات نفط وإسقاط طائرات مسيرة، مبينا ان “هذه الخطوة توفر ردعا إضافيا وتضمن القدرة على حماية مصالح المنطقة من تهديدات ناشئة وجدية”.
يشار إلى أن “البنتاغون” أعلن في حزيران (يونيو) الماضي أنه سيرسل ألف جندي إلى الشرق الأوسط دون أن يذكر إلى أين على وجه التحديد.
بدوره، يرى العميد المتقاعد محمد علاونة ان “نذر نشوب مواجهة عسكرية في منطقة الخليج العربي في تصاعد، خاصة في ظل التصعيد الاخير من قبل طهران واحتجازها ناقلة نفط بريطانية”.
ويضيف أن “الغموض والضبابية يسودان مآلات ومستقبل التصعيد الأميركي الإيراني في منطقة الخليج التي تقف على أطراف أصابع هذا التصعيد على وقع ارتفاع منسوب احتمالات الذهاب إلى حرب ثالثة في الخليج”، فيما ينشط وسطاء بين الطرفين لتغليب لغة الحوار على لغة الحرب.
قد يعجبك ايضا