الغور الشمالي: شاب يتطوع لتعليم الأطفال السباحة لحمايتهم من الغرق

46

حصاد نيوز – بدافع الخوف على أطفال لواء الغور الشمالي من الغرق الذي يتهددهم على مدار العام”، أطلق العشريني علي الرياحنة مبادرته “علموا أولادكم السباحة”، كتجربة جديدة في منطقة المشارع لإنقاذ هؤلاء الأطفال من الغرق، كما يقول.

ويضيف الرياحنة “أن حالات الغرق الكثيرة في مياه قناة الملك عبدالله، والبرك المكشوفة في المناطق الزراعية، دفعتني الى استئجار بركة تابعة لمتنزه المتقاعدين العسكريين في لواء الغور الشمالي”، مشيرا الى أنه عمل على ترويج المبادرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومناشدة الأهالي بالتوجه لتعليم أبنائهم الصغار، كإجراء وقائي من الغرق في العطلة الصيفية.
ويقول الرياحنة “إن حديث الأمهات بين الحين والآخر عن ذكريات مع أبنائهن الغرقى “أوجع قلبي”، لاسيما وأن حالة من الخوف والقلق ما تزال تسيطر على الأمهات الأخريات في كل عطلة صيفية، من ذهاب أبنائهن الى قنوات المياه المكشوفة”.
ويقول “إن العطلة الصيفية فرصة لقضاء الراحة والاستجمام يستمتع بها الأهالي والطلبة، الا أنها في لواء الغور الشمالي تشكل مصدر قلق وخوف للكثيرين، جراء عدم توفر المسابح الآمنة للأطفال وغياب شروط السلامة العامة، في الوقت الذي يفتقد فيه اللواء للحدائق والملاعب، مما يزيد من خوف الأهالي”.
وأضاف الرياحنة، أنه يدفع 100 دينار شهريا، لمؤسسة المتقاعدين العسكريين بدل أجرة البركة، رغم أنها صغيرة ولا تكفي، لاسيما وأن الأطفال عددهم يتجاوز الـ90 طفلا، وهم من مختلف الأعمار بين 7 و15 عاما، وأغلبهم من منطقة المشارع، التي تشهد حوادث غرق متكررة.
ويقول صاحب المبادرة، الذي لا يجد عملا دائما، إن العديد من العائلات أجبرته على أخذ أجرة رمزية لتوفير أجرة البركة الشهرية.
ويطالب الرياحنة، الجهات المختصة، بإيلاء العناية والاهتمام بالمكان، من خلال إنشاء الألعاب المائية المختلفة، بالإضافة إلى إعطاء فترة التدريب الوقت الكافي ليتمكن الأطفال من السباحة بشكل جيد.
ويأمل الرياحنة، من الجهات المانحة والداعمة والمختصة، بالعمل على إنشاء وتوسعة البرك المائية، التي تتوفر فيها شروط السلامة العامة، وذلك لحل مشاكل الغرق، التي أصبحت كابوسا لأهالي الغور الشمالي.
ويقول المواطن جمال أبو نعاج “إن مناطق وادي الأردن من أكثر المناطق التي يتعرض أطفالها لحوادث الغرق”، مشيرا الى أن أغلب ضحايا قناة الملك عبدالله هم أطفال جراء غياب المرافق العامة، وعدم وجود متنفس لأهالي اللواء، إضافة الى ارتفاع الحرارة الذي يدفعهم الى التوجه الى المياه سواء في قناة الملك عبدالله، أو البرك الزراعية، للتخفيف من درجات الحرارة المرتفعة.
وأضاف، أنه وبعد أن سمع عن “المبادرة” توجه على الفور وسجل أطفاله الصغار، كإجراء وقائي لهم من الغرق، خصوصا وأنه يسكن بالقرب من القناة المكشوفة، التي تفتقد لأي إجراء وقائي.
وطالب أبو نعاج، الجهات المختصة، بصيانة السياج لمنع الأطفال من السباحة فيها، خصوصا الذين لا يجيدون السباحة، مشيرا إلى أن المنطقة تشهد حالة من الفوضى في ظل غياب الجهات المعنية عن ضبط الوضع.
ولم يكن “محمد خشان” (11 عاما) أول من يغرق في قناة الملك عبدالله، ضمن مسلسل الموت المتدحرج الذي يختطف سنويا عددا من الأطفال الساعين الى الهرب من حرارة الطقس اللاهبة.
وقال محمود خشان والد “محمد”، إن طفله ذهب الى القناة ليطفئ حرارة جسمه، نظرا لارتفاع درجات الحرارة، الا أن عدم وجود الأسلاك الشائكة على جوانب القناة أدى الى انزلاق قدميه عن الدرج الحديدي ووقوعه وغرقه في القناة.
وأشار الخشان، الى أن ابنه لم يكن يعرف السباحة، كما أن جميع أفراد العائلة لا يعرفون السباحة، فشكل الموقف دافعا قويا له للبحث عن فرصة لتسجيل أبنائه الآخرين في المبادرة.
وأكد، في حديثه، أن تلك المبادرة علمت العديد من الأطفال الضبط والالتزام بالتعليمات والأخلاق، مشيرا الى أن تعليم الأطفال والشباب السباحة خفف الكثير من حوادث الغرق خلال العطلة.
وطالب الخشان، بإيلاء صاحب المبادرة مزيدا من الاهتمام، واستقطاب المبادرين والعمل على دعمهم.
ومن جهته، قال متصرف اللواء ركان القاضي “إن قناة الملك عبدالله، التي يمتد طولها 110 كيلومترات من منطقة العدسية حتى نهاية الأغوار الوسطى، تفتقر لوسائل الحماية جراء الاعتداءات المتكررة من قبل المواطنين على السياج”، مبينا أن هذه الاعتداءات تحصل بسبب سرقة المياه لري المزروعات، أو العبث بها بقصد السباحة أو سرقة الشبك لغايات البيع.
ويلفت الى أن هناك إجراءات مشتركة مع الجهات المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة للحد من تكرار حوادث الغرق، مشيرا الى اقتراح عدد من الحلول، خصوصا في المواقع الخطرة المحاذية للمناطق السكنية، والتي تمر منها القناة، تتمثل بإقامة أنابيب ضخمة عند المساكن وتغطية سطح القناة، وتركيب حواجز إسمنتية على أطرافها، وإنشاء مقاطع عرضية تمنع مرور العوالق، تسهيلا على رجال الدفاع المدني في حال حوادث الغرق، خوفا من سحب الغريق الى أماكن بعيدة.
قد يعجبك ايضا