وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف مجموعة من المقرات العسكرية والاستخباراتية لحركة حماس، في حين ردت الأخيرة بإطلاق صواريخ على المستوطنات.
ومن خلال التطورات والأحداث السابقة، يتضح أن هناك تماهيا ومصالح مشتركة تجمع نتانياهو وحركة حماس، وأنهما يعملان، وإن بشكل غير مباشر، من أجل بقائهما، خاصة أن التصعيد المتبادل بقي في نطاق محدود.

فنتانياهو، الذي قرر اختصار زيارته إلى واشنطن بعد حادثة إطلاق الصاروخ الاثنين، سيعود باعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان، ووعد بتحجيم إيران وعودة للاستعداد لعملية عسكرية، يتوقع أن تحسن من وضعه الانتخابي.

أما حركة حماس فهي تحاول أن تهرب من أزمتها الداخلية والغضب الشعبي بعد رفع الضرائب في القطاع بافتعال معركة مع إسرائيل.

وهكذا، فإنه بين نتانياهو القلق وحماس المأزومة، من الواضح أن من سيدفع الثمن، في التصعيد العسكري، هو الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم، أن نتانياهو وحماس سيكونان أبرز المستفيدين من التصعيد الحالي، في حال تمكن الطرفان من السيطرة على الأحداث بحكم المصالح الخاصة لكل من حماس ونتانياهو.

من الواضح في التصعيد الأخير أن حركة حماس، من خلال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه تل أبيب، تحاول أن تستعيد “شرعية المقاومة” المزعومة، التي فقدتها إثر قمعها العنيف والشرس للاحتجاجات الشعبية التي أطلقتها حركة “بدنا نعيش”.

ويبدو أن هذه المحاولة تمثل سعيا من جانب حماس إلى القضاء كليا على أي تحرك شعبي ضدها في القطاع، حيث ستواجه التحركات الشعبية بتهمة “الخيانة” ومحاولة “طعن ظهر المقاومة ضد العدو” كما تزعم دائما.

أي أن حركة حماس تحاول من “تصعيدها” هذا ضرب عصفورين بحجر، وذلك من خلال “استعادة شرعية المقاومة المزعومة” و”قمع أي تحرك شعبي حالي أو مستقبلي”.