مناطق الحدود بين الأردن والعراق تترقب الانتعاش
حصاد نيوز – على وقع هدير الطائرات العمودية التي أقلت الوفدين الحكوميين الأردني والعراقي لمكان اجتماعهما على الحدود المشتركة “معبر الكرامة ـ طريبيل ” في فبراير/شباط الماضي، تنفس أهالي القرى والبلدات الأردنية القريبة من الحدود الصعداء متفائلين بعودة قريبة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى سابق عهدها.
لم يكن ذلك اليوم عادياً بالنسبة لأهالي مناطق الرويشد والصفاوي والأزرق وغيرها من البلدات الأردنية الشرقية، حيث ترقبوا نتائج الاجتماعات المشتركة إيذاناً بعودة حركة النقل البري للشاحنات والركاب بعد أكثر من 10 سنوات من التوقف بسبب التحولات السياسية التي شهدها العراق وما أعقبها من تدهور للأوضاع الأمنية.
سؤال واحد طرحه كل من صادف قادماً من المعبر الحدودي “بشّر هل فُتحت الحدود.. أكيد هذه المرة سترجع الشاحنات وحافلات نقل الركاب بعد هذه السنوات الطويلة من الانقطاع”. فيما بدا بعضهم غير واثقين من صحة الاتفاقات الحكومية الأردنية والعراقية، لأنهم حسب قولهم سمعوا مثلها الكثير سابقاً.
ويقول أحد الشباب الذي ظهرت ملامح الفرحة على محياه، إن شاء الله تفرج وننتظر بفارغ الصبر عودة التجارة بين الأردن والعراق، كما كانت في السابق فقد خسرنا كل شيء من تجارة وخدمات كنا نعتاش منها في المنطقة.
وأشار بيده إلى عدد كبير من المحلات التجارية المغلقة ومنها ما عفا عليه الزمن وقال “15 محلاً تجارياً يملكها والدي من بين هذه المحلات، كلها معطلة منذ سنوات طويلة وقد تدهورت أوضاعنا المالية والمعيشية ولا يمكننا تحسين أوضاعنا إلا بانتعاش حركة النقل والشحن بين عمان وبغداد”.
وقال الشاب “استعد الآن لإعادة فتح هذه المحلات كغيري من أهالي المناطق الأردنية التي يمر منها الخط البري بين البلدين، علّ وعسى أن نعوض بعض خسائرنا وتحسين أوضاعنا”.
وفي الطريق من مركز حدود “الكرامة – طريبيل” والذي يبعد حوالي 400 كيلومتر عن العاصمة عمان، وفي منطقة الرويشد فقد بدت المحلات التجارية والمطاعم خالية من الزبائن سوى عدد قليل من سكانها، وكل شئ هناك يحكي قصة المعاناة التي مر بها المواطنون من تدهور للأوضاع المعيشية وخسارة ممتلكاتهم بسبب إغلاق الحدود مع العراق.
وقال صاحب أحد المطاعم الذي خلا من الزبائن ولم يعد يقدم سوى المشروبات الغازية والساخنة والساندويشات :”هذا المطعم كان يعج بالنشاط ويعمل على مدار الساعة، لكن اليوم حالنا كما ترى ولا مجال أمامنا للعمل في مجالات أخرى”.
وأضاف :” نترقب باهتمام كبير فتح الحدود بين البلدين والسماح للشاحنات العراقية بالدخول مباشرة إلى الأردن حتى تعود الحياة إلى طبيعتها في مناطقنا المختلفة وتسهم في إنقاذ المحلات التجارية فيها”.
وتعتبر مناطق الأردن الشرقية النائية الأكثر فقراً في البلاد، بسبب عدم توفر فرص العمل فيها واقتصار نشاطات سكانها على تربية المواشي والتجارة التي تعتمد على حركة النقل مع العراق.
وتنسحب الأوضاع في المناطق على القرى والبلدات العراقية التي يمر منها الطريق البري الواصل بين البلدين من حيث ترقب عودة نشاط حركة النقل وشحن البضائع .
وكانت الصادرات الأردنية إلى العراق تتجاوز 1.5 مليار دولار وتراجعت بنسبة 70% بسبب إغلاق الحدود والأوضاع الأمنية التي مر بها العراق فيما شهدت تجارة البلدين توقفاً تاماً في بعض الأوقات.
ووافقت الحكومتان على دخول شاحنات كل بلد إلى الآخر من دون أن يتم تحميل الحمولات في منطقة التبادل التجاري الواقعة على الحدود، وذلك إلى جانب بدء تطبيق قرار إعفاء أكثر من 300 سلعة أردنية مصدرة للأسواق العراقية من الرسوم الجمركية. وأعفى الأردن واردات العراق من خلال ميناء العقبة بنسبة 75% من الرسوم.
وبحسب وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني، طارق الحموري، بدأت الشاحنات فعلاً بدخول أراضي البلدين حيث قدر عدد الشاحنات التي توجهت مباشرة إلى العراق يوم السبت، بحوالي 35 شاحنة، وأن العدد سيزداد خلال الفترة المقبلة.
وقال حموري إن حركة النقل والشحن البري المباشرة ستنعكس على الأوضاع المعيشية لقطاع الشاحنات الذي يعمل فيه عدد كبير من الطرفين، إضافة إلى انتعاش المناطق الحدودية الواقعة على الطريق البري الواصل من عمان إلى بغداد.
وأضاف الحموري “نعتقد أن الطريق البري داخل الأراضي العراقية بات آمنا ولم يعد هنالك ما يبعث على الخوف، وهو ما يعزز حركة الشاحنات في الاتجاهين ورفع معدلات التبادل التجاري”.