الرزاز يمنح صكوك غفران لشاغلي المناصب العليا ممن انتهت عقودهم من باب “سكن تسلم”

31

حصاد نيوز – ما أنْ خرجنا من ضائقة تعيين أشقاء النواب التي أثارت جدلاً واستنكاراً من أعلى هرم الدولة (جلالة الملك)، الى أن دخلنا بتائهة أخرى أشد وطئاَ وأمَّرُ طعماً والتي تتمثل بسياسة الحكومة المبتكرة للمناصب العليا التي تشغر بانتهاء عقود شاغليها تحت شعار: “سكّن تسلم”

بمعنى أنّ المسؤول باقٍ في منصبه ومغفورٌ له حتى وإن بلغت ذنوبه عنان السماء!!! وبمعنىً آخر أشد مأساوية أنّ المُفسد لا حدود أمامه ولا خطوط حمراء تردعه طالما أنّ بقاءه على رأس عمله مفروغ منه من قبل حكومته! عندما تترك الحكومة هذا الهامش المدمر في تعيينات الوظائف الإدارية العليا بأن تُبقي كل مسؤول تنتهي مدة عقده مكانه مهما عاث أو أفسد.. فإن الكروية المؤسسية ستبقى تدور وتلتف وتعلو فوق أسقف التجاوزات والمحسوبية والتنفيعات والأعطيات والمصالح دونما رادع!!
لم يعد سراً ما أزكم أنوفنا في التعليم العالي خلال “عامي النكبة” الأخيرين التي شهدها القطاع وحيثيات وتفاصيل فاحت منها رائحة شبهات الفساد وبددت الأمل حتى بات التطوير بأعين المهتمين بشؤون الجامعات طيفاً لا يهذي به سوى السكارى والغافلون عما يجري!
فما بين قصص تزوير الشهادات وشبهات تعيينات مجالس أمناء الجامعات، وأعطيات مقاعد الطب المجحفة، وإقالات فجّة لرؤساء جامعات، ومقامرة في البحث العلمي وتفتيته الى لجان مخالفة للنظام بعضوية أصدقاء وأحباء ، وأعطيات التراخيص لجامعات من هنا وهناك، وتعيينات بعقود للأقربون والأولى بالمعروف وتعيينات تنفيعية لملحقين ثقافيين بدون أسس وبلا شفافية ، وغيرها الكثير…فإنه لا سبيل للاصلاح بدون تغيير أو تبديل لنشل ما تبقى من هاوية السقوط.
حيث طالعتنا بعض الأخبار بأنه وبعد الضجة التي أُثيرت حول التعيينات الحكومية الأخيرة فإن رئيس الحكومة يفضل عدم إجراء أي تغييرات في المناصب العليا من باب عدم إثارة اي مشاكل جديدة ومن باب “سكن تسلم”!!! ففوق الذهول أمام هذا “الباب” فإنّ الخذلان أعمق ليس لأنه لم يكن هناك محاسبة او رقابة فحسب ….إنما لأنه لم تكن الحكومة بصورة واقع حال التعليم العالي من الأساس على ما يبدو!!!!!!!!!! فماذا بقي بعد أكثر مما سمعنا عنه وعرفناه حتى تكون الجكومة بصورة واقع الحال على الأقل وحتى تتحرك لتتخذ أدنى إجراءات الاصلاح والتغيير؟!
لا نقول لدولة عمر الرزاز الا أنه: اذا كانت هذه سياسة الحكومة فعلى الدنيا السلام!!! فالحرج والمشاكل التي قد تتأتى من تغيير المسؤولين في بعض المناصب العليا لن تكون بقدر المصائب والكوارث التي ستنجم جرّاء الإبقاء على بعض المسؤولين والتمديد لهم في أماكن عملهم والتي ستتفتح ملفاتها على مكتبكم خلال الفترة البسيطة المقبلة!!
فالصمود والثبات لمن ينجح في ادارة مؤسسته وتحقيق أهدافها، ومن لم يستطع يُستبدل….هكذا تنمو الأمم وتورِق…لتثمر!!! لا بسياسة “سكن تسلم”! وإلا فإنه لا نفع ولا تعويل على شعارات الحكومة بالإصلاح الاداري لكسر ظهر الفساد الذي نادى به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه…والذي نناشده لأن يوعز بإيلاء ملف التعليم العالي والجامعات ما يستحق من عناية واصلاح حقيقي من قبل الحكومة التي أغفلت عنه بكل عناوينه وتفاصيله! وكان الله بعون هذا البلد المبتلى!!!

الوقائع
قد يعجبك ايضا