حفيدة صدام: الأردن وقطر منحونا رواتب ومساكن
حصاد نيوز – كشفت حفيدة الرئيس السابق للعراق، صدام حسين، حرير حسين كامل، عن خفايا ومذكرات لها، مع رسائل إلى العالم، في أول حوار لها مع موقع روسي، أجرته معها وكالة “سبوتنيك”، الاثنين.
سبوتنيك: هل تعرفينا والقراء عنك بنبذة، وكم عمرك وتحصيلك الدراسي؟
حرير: مواطنة عراقية… وابنة للفريق (الجنرال) حسين كامل وحفيدة الرئيس الراحل صدام حسين من ابنته رغد صدام حسين، عمري 32، ودرست في كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال في الجامعة الكندية في الأردن.
حرير: كتابي بعنوان حفيدة صدام… محتواه يشبه عنوانه… كل ما مررنا به كعائلة… من أيام جميلة، وصعبة ومن مشاكل وأسبابها..سلطت الضوء على الجانب المخفي لعائلتي بحيث يستطيع كل مهتم أن يفهم هذه العائلة بشكل اصدق… تمت طباعته على حسابي الخاص وتوزيعه من قبل دار العربية للعلوم، بدأت بكاتبته قبل سنتين.
حرير: بعد الاحتلال الأمريكي، غادر كل منا العراق.. أي كل أم مع أولادها، ولم نكن نحمل جوازات عراقية مما صعب المسألة، ثم تم التزامنا من قبل الأردن، وقطر بما يسمى بالثقافة العربية استضافة.. كنا نساء وأطفال وأكبرنا مراهق، وتم منحنا جوازات عربية لعدم استطاعتنا إلى اليوم من الحصول على الجواز العراقي، بأمر من الحكومة التي تسمي نفسها بالعراقية، فوفرت لنا الدول العربية المقومات الرئيسية للمعيشة كأوراق ثبوتية، وراتب شهري، ومنزل للسكن، وبقي الحال على ما هو عليه إلى اليوم باستثناء من يتزوج (مثلي)، أو من يسافر للدراسة، مثل الكثير من الأحفاد.
حرير: كانت ليلة باردة موحشة ومظلمة… غادرنا بعد أن تم تسريب الخبر بأن ابنتي الرئيس رغد ورنا موجودين مع أطفالهما في الموصل “مركز نينوى، شمال بغداد”، وخوفاً على المستضيفين وعلينا كأطفال ونساء غادرنا مشياً على الأقدام على الساتر الترابي الحدودي الفاصل بين العراق وسوريا، وكانت مجازفة كبيرة حيث لو شعرت القوات السورية بوجود أشخاص هناك فكان لديها أمراً بإطلاق نار عشوائي.
حرير: أيام قليلة قضيناها في سوريا، وبعدها تلقينا استضافة من المملكة الأردنية الهاشمية، وتم نقلنا.
حرير: لم يكن تقبل الأمرين سهلا فأنتِ تتكلمين عن رئيس لنا، وعن جدنا بنفس الوقت، وعن بطل أحببناه، لم يكن سهلا أبدا، لكن مع الوقت تدرك الحكمة من الأمور الصعبة، أعتقد أنه لو لم يخدر كان سيقاوم أكيد و”سيستشهد” لكن ستغيب الكثير من الحقائق عن الناس والتي كنا نعرفها جيداً كعائلة باستثناء العالم أجمع الذي كان مضللاً بشكل كبير، وبرأيي المحاكمة ومع إننا كنا نتابع تفاصيلها بألم إلا إنها وضحت للعالم العربي حقيقة هذا الرجل كما هو وليس كما اعتادوا أن يسمعون عنه أو يتصوروه.
سبوتنيك: من غدر بالرئيس وعائلته؟ هل هناك أسماء معينة؟
سبوتنيك: هل تفكرون برئاسة العراق مرة أخرى؟ وهل لو حكتم سيكون حكمكم على نهج الرئيس؟
حرير: هذا قرار عراقي وهم من يقرر ويختار، لكل مرحلة لها سياستها وما يتماشى مع تلك المرحلة لذلك يجب أن تكون السياسة المستقبلية مناسبة للمرحلة القادمة.
حرير: كل شيء في العراق جميل لم أخذ من بلدي سوى ذكريات معنوية ما زلت اشتاق لمدرستي، وشارعي، وبيتي، وتلك هي ذكرياتي، وما تبقى لي من حطام تلك الحرب، لكن لم يتسنى لي اخذ أي شيء غير ذلك باستثناء ملابسي (قطعتا تيشيرت وبنطال).
سبوتنيك: هل تتعرضون لتهديدات أو مضايقات من جهات معينة؟
حرير: طبعاً، وبشكل مستمر خصوصاً والدتي، ومن ثم نحن أولادها، ونفهم ذلك حينما نمنع بالكثير من الأيام من الخروج وممارسة حياتنا الطبيعية.
حرير: قدم الشعب الأردني الكثير من الحب، والاحترام، والمعاملة الخاصة، ومراعاة الجانب الإنساني، والى اليوم كان ذلك سبب كبير في تطييب جراحنا.. وعلى صعيد الدولة كما ذكرت تم منحنا جوازات بإسامي وهميه ومنزل للسكن وراتب شهري.. وحراسة مشدده.
حرير: نعم، منهم من كان صديقاً وبقي كذلك.
حرير: اعتقد أن التجربة خير برهان وابلغ من الكلام بكثير.. لقد راهن العالم على نجاح تجربة احتلال العراق، واليوم يستطيعون أن يستخلصوا الجواب من تجربتهم بأنفسهم.. لم تنجح تلك التجربة، ودفع العراقيون، والعالم الثمن باهظا، “إذن أصلحوا ما خربتموه”.
حرير: أكن إعجابا خاصاً لروسيا، واعتقد أنها اليوم بأفضل حالاتها وتشهد نهض نوعية، بعد تولي رئيسها فلاديمير بوتين، رئاستها.
حرير: الكتابة، والقراءة، وممارسة دوري كامرأة وربة منزل يومي يشبه الكثير من نساء هذا العالم.
حرير: عراق موحد بكل طوائفه وأديانه.. حقوق للمسيحيين، والمسلمين بكل طوائفهم، وعيش رغيد لبلد عانى الكثير ويستحق كل ما هو أفضل.
حرير: يدركوا حقوقهم ويكونوا يداً واحدة، ويجب أن يوضعوا حدا للطائفية المقيتة، وهو حلم ليس ببعيد فقد عشنا لعقود متحابين، ويجب أن نرجع كما كنا وأفضل.
حرير: كمواطنة أنا مع تلك الآراء، وما يحصل اليوم هو خير برهان على صحة هذا الرأي.
حرير: العيش بحب وسلام.
حرير: أحب السفر كثيراً ومكنني من معرفة هذا العالم بشكل اقرب، وفي كل دولة زرتها تعلمت شيء جديد، واستطعت أن افهم ثقافتها، وتعلمت من سفري احترام عادات وآراء واختلافات الغير..انوي أن ازور روسيا، ومتشوقة لزيارة اليابان والدول الآسوية.
حرير: اليوم كل الدول العربية تقريباً أصبحت مكاني وألاقي احتراماً وترحيباً كبيراً من الناس.. لكن يبقى العيش في بلدي هو حق من حقوقي، ولن أتنازل عنه حين يصبح العراق بلداً مناسباً للعيش ومرحباً بي كإنسانة ولا يمثل خطراً علي، وعلى عائلتي.
حرير: حين كنا في سوريا عرضت الأردن استضافتنا ولأسباب إنسانية، وتم منحهم الموافقة الدولية، هذا فيما يخص والدتي رغد وخالتي رنا وأطفالهم، وقبلها عرضت المملكة المتحدة البريطانية الاستضافة ولكن بشروط، أما بخصوص جدتي ساجدة، وخالتي حلا، عرضت قطر استضافتهم واستضافتنا أيضاً لكن كنا في ذلك الحين باستضافة الأردن وأصبح بذلك لدينا التزام اخلاقي مع تلك الدولتين لذلك لم نغادر لأنهم لم يطلبوا منا ذلك.
حرير: العالم أجمع للأسف.
أجرت الحوار نازك محمد