محمد قطيشات …لا يخوض الوحل ولا ينظر إلى الماء الآسن العكر
حصاد نيوز – جمال حداد
محمد قطيشات – مدير هيئة الإعلام ،شاب يفيض حيوية ،يتوقد ذكاءً ،يتفجر عنفواناً .
يتميز بشجاعته وجسارته في الدفاع عن الحق ، وينتصر لإنسانية الإنسان بعيداً عن التمايز الفارغ ومقاييس الجهة،العائلة، القرابة.
هو رجل قانون فالناس سواسية تحت مظلة القانون لا فرق بينهم أمام العدالة…إنسان موضوعي، ليس له من مطمح أو مطمع إلا أن يرى الأردن الأحلى و الأغلى دولة متقدمة وريادية في كل المجالات ومنها الإعلام والصحافة.
ورث هذه المهمة الصعبة وخاض التجربة، ووجد واقعها يثير العجب، بسبب التراكمات الكثيرة المعوقة و الأخطاء الكبيرة و موروث قديم بائس أصبح اليوم إشكالية عنيدة تقتضي فتح الأبواب المغلقة وكسر الأقفال العتيقة التي تحول بينه وبين الباب الأرحب الذي سيدلف منه إلى الفضاء الارحب…فضاء الحرية والتنوير،فضاء إعلام الحداثة لا إعلام اللغة الخشبية،ولا اجترار المواضيع البلاستيكية التي أصبحت بالية محنطة في الألفية الثالثة،ألفية التكنولوجيا الرقمية المتجددة التي تتجدد مع كل اشراقة يوم جديد.
الثورة الإعلامية بحاجة إلى شخصية مقتحمة و ثائرة بقامة محمد قطيشات، لا يبحث عن مجد شخصي بقدر ما يسجل في صفحته انه فعل شيئاً لوطنه،بدمغ بصمته من خلال نقلة موضوعية في الإعلام،وسن سنة تكون منارة لمن يخلفه بعد أن صحح أخطاء من كان قبله وسلف سلفه….لذلك في فترة وجيزة أعطى لموقعه نفسه،قلبه،أعصابه،خبراته،تجاربه كل ما يستطيع ان يمنحه ….فقد جاء من بيت الخبرة كمحام لامع في نقابة المحامين،يمتلك طاقة خلاقة،و مواهب متعددة.شاب لم يأتِ من دائرة أخرى استنفذت قواه واستهلكت عمره ويقضي أوقاته بشرب القهوة وطق ” الحنك” بل هو ملهم لماح ذو مهارات فنية عالية، يحمل مشروعاً وطاقة متجددة،والحق ان من اختار محمد قطيشات لهذه الهيئة الحساسة كان موفقاً لان مثل هذه الكفاءات الرائعة كمحمد وأمثاله من الشباب، يجب ان لا تبقى معطلة وهذه الشخصيات المعطاءة حرام ان تبقى في الظل.
محمد لا يغريه بريق الكرسي ولا جاه الوظيفة،فقد قدم استقالته أكثر من مرة،لكنها رفضت بقوة لان محمد بنظر صاحب القرار ” خبرة ” … فلسفته التي يطرحها للنقاش هي في غاية العمق والبساطة،في غاية الفعل والفعالية،تشتم منها رائحة الجندي المجهول والمواطن المنتمي الذي لا يسعى إلى مكسب أو شهرة،تراه شديد الثقة بما يقول، واثقاً مما يقول ومؤمناً بخطته ومنهاجه مثالاً لا حصراً :ـ ليس المهم ان تكون مديراً او موظفاً بسيطاً.المهم ان تكون مخلصاً بعملك وتقدم كل ما لديك…اي ان تكون صاحب مشروع حتى في وظيفتك فهي حياتك ومستقبلك ومصدر رزقك.وهي تعكس مدى وطنيتك وانتمائك لا مجرد مكان للتسلية بحل الكلمات المتقاطعة او الثرثرة فيما المراجعون يقفون بانتظار رحمة الموظف من اجل توقيع عاجل.
لهذا النقاء وهذه الطهارة الأخلاقية واندفاعه في العمل اثار حفيظة الكسالى،شنوا عليه حرباً استخدموا فيها كل اسلحة البلاغة اللفظية ضده…ناهيك عن تقولّ عليه المتقولون غيرة وحسداً،لكنهم لم ينالوا منه لانه لا يخوض الوحل ولا ينظر إلى الماء الآسن العكر.
الحقيقة التي يجب ان يعرفها الجميع ان محمد قطيشات ليس موظفاً تقليديا جاء عن طريق ديوان الخدمة المدنية بل هو محام،باحث،خبير،في قانون الإعلام وفوق هذا وذاك له ثلاثة مؤلفات ثمينة في مجال الإعلام، و له كذلك أبحاث قيمة ونشرات ومقالات لافتة في المجلات المتخصصة،بهذه المثابرة والعمل الدؤوب وسهر الليالي أصبح احد أعلام الإعلام جراء تعايشه مع هموم الوسط الصحفي وتحسس مشكلاتهم ومعرفة أوجاعهم.
الاهم دفاعه في قاعات المحاكم منذ حوالي عقدين عن حرية الكلمة ،الديمقراطية،الصحافيين، الإعلاميين،الصحف اليومية والأسبوعية،المواقع الإخبارية فكان له مكانته واعتباره بين القضاة وأهل الكلمة من إعلاميين وصحافيين، هذه المواقف المتعددة جرجرته للوقوف في منطقة حرجة تلتقي وتتشابك وتتنافر فيها الحريات الصحفية و الأمنية والسيادية لكن محمد قطيشات كان لها وصنع معادلة مدهشة قوامها العدالة أرضت الجميع ونالت إعجابهم .
الحقيقة ان ذكاء محمد قطيشات ذلل كل المسائل الخطيرة وعمل منها توليفة تحفظ حق الصحفي وهيبة الوطن وسيادة القانون، و للأمانة استطاع ان يمسك اللعبة الإعلامية بنعومة وصرامة وقدرة عالية على بناء منظومة إعلامية إحداثية ترضي الكاتب،الشارع،والدولة.فقد ضبط هذه المهنة الحساسة،وقصقص الزوائد و أزال التشوهات حتى عادت مهنة المحترفين المهنيين وليس مهنة الذين لا مهنة له ،لتغدو مرآة صافية تعكس الحقيقة وتنقل صوت الوطن كما يريدها سيد البلاد الملك عبد الله الثاني،وتتساوق ما هو مطروح في الأوراق النقاشية من إعلام منضبط محترم، ينقل المعلومة الصحيحة ولا يثير الفتنة ويغتال الشخصية ويدمر السمعة بالإشاعة الكاذبة..
شكراً، محمد قطيشات ..ستبقى منارة هادية على طريق الإصلاح، ورجل علم وعمل لا يؤمن بالتنظير في المكاتب المكيفة بل بالقبض على اللحظة التاريخية للتطوير والتجديد.