الاحتلال الإسرائيلي يبعد أردنيين أفرج عنهما إلى غزة
حصاد نيوز – بفرحة منقوصة استقبل أهالي الأسيرين الأردنيين أحمد خريس ورياض صالح القصراوي خبر الإفراج عن ابنيهما من السجون الإسرائيلية بعدما قضيا 17 عاما فيها، إذ قررت سلطات الاحتلال إبعادهما إلى الضفة الغربية وقطاع غزة رافضة تسليمهما للأردن على الرغم من أنهما يحملان الجنسية الأردنية.
قرار إبعاد الأسيرين المحررين حرم ذويهما من السلام عليهما واحتضانهما، واكتفت أسرتاهما في الأردن بمشاهدة فرحة خروجهما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للاطمئنان عليهما.
وكانت إسرائيل اعتقلت خريس والقصراوي عام 2002 على متن السفينة “كارين أي” التي ادعت أنها كانت تحمل أسلحة إلى فلسطين المحتلة بأوامر من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
معاناة مستمرة
وإمعانا في زيادة معاناة الأسرى وعائلاتهم قررت سلطات الاحتلال إبعاد الأسير الأردني أحمد خريس إلى قطاع غزة، حيث تم تسليمه للسلطة الفلسطينية عبر معبر بيت حانون مساء أمس الأربعاء بحسب ذويه، وسلمت السلطات الإسرائيلية الأسير رياض صالح القصراوي إلى السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية.
وبدموع ساخنة اختلطت فيها مشاعر الفرح بالحزن عبرت زوجة المحرر أحمد خريس عن غضبها من قرار الجيش الإسرائيلي نفي زوجها إلى قطاع غزة، دموع الفرح بخروجه من “ظلم السجان الصهيوني” اختلطت بدموع الحزن على “فراق لا ندري متى اللقاء بعده” قالت فاطمة داود.
وتابعت أنه منذ “17 عاما والاحتلال الإسرائيلي يحرمني من رؤية زوجي، ويحرم أبنائي من حضن أبيهم، وعندما أنهى محكوميته في السجون الصهيونية قرر نفيه إلى قطاع غزة”.
أما أبناء الأسير المحرر خريس فانشغلوا بترتيب المكان لإقامة حفلة استقبال المهنئين بخروج والدهم من السجن، ففرحتهم وإن كانت ناقصة إلا أنه “ارتاح من قبضة السجان الصهيوني وإجرامه”.
من جهته؛ اعتبر الأسير المحرر فادي فرح مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في السجون الصهيونية قرار السلطات الإسرائيلية بأنه “إجراءات تعسفية بحق الأسرى”.
تشتيت العائلات
وأضاف فرح أن الأسيرين خريس وصالح أردنيان ويحملان الرقم الوطني، وليس هناك أي عائق من الجهات الرسمية الأردنية يمنع عودتهما للأردن “لكن الكيان الصهيوني يعمد إلى تشتيت الأسرى المحررين في الضفة وغزة”.
وفوق كل الإجراءات التعسفية لسلطات الاحتلال بحق الأسرى -يضيف فرح- يعاني الأسرى الأردنيون من مشكلة رئيسية تتمثل بعدم تمكن أهاليهم في الأردن من زيارتهم، فمنذ توقيع معاهدة وادي عربة عام 1994 لم تنظم سوى أربع زيارات، كان آخرها عام 2008.
بدوره، اعتبر الأسير الأردني المحرر من السجون الإسرائيلية سلطان العجلوني أن الاحتلال يبالغ في التنكيل بالأسرى المفرج عنهم من خلال نفيهم الى غزة أو مكان إقامتهم في الضفة لحرمانهم من ذويهم وتشتيت شمل العائلات.
وأضاف أن معاناة الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال “مضاعفة نظرا لحرمانهم من زيارات الأهل والزوجة والأبناء”.
ودعا العجلوني الخارجية الأردنية لزيادة الاهتمام بالأسرى الأردنيين.
يشار إلى أن الأردن غير أوضاع عدد من الأسرى الأردنيين الذين يحملون الجنسية الأردنية والأرقام الوطنية ممن اعتقلتهم القوات الإسرائيلية خلال عملهم ضمن كوادر قوات الأمن الفلسطينية، فمنحهم بطاقات الجسور الخضراء، وبالتالي لم يطالب بعودتهم.
ويبلغ عدد الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية 27 أسيرا بحسب لجنة الأسرى، وعدد المفقودين 29، وتطالب اللجنة الحكومة الأردنية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عنهم.