لقاء الملك مع «النقابات»…تحفيز على مشاركة إيجابية تتغلب على التحديات

ولعل الرسالة الملكية الثانية التي حملها اللقاء هي أهمية المشاركة الإيجابية في الخروج بحلول لمختلف القضايا الوطنية وعلى رأسها التحديات الاقتصادية، والمشاركة الإيجابية تعني تقديم الحلول القابلة للتنفيذ على أرض الواقع بعيداً عن النقد الذي لا يطرح البدائل.

اما الرسالة الثالثة فهي إيمان جلالة الملك بالوطن والشعب وقدرته على تجاوز التحديات وهو إيمان يبعث برسائل اطمئنان للجميع بأن التحديات ،وان كانت كبيرة، وبعضها وطني والآخر إقليمي أو دولي، إلا أن هذا الشعب قادر على تجاوز كل التحديات، كما تجاوز تحديات في مراحل سابقة ومنذ تأسيس الدولة الأردنية.

وعودة إلى اللقاء الملكي مع النقابات المهنية، طالب جلالة الملك النقابات بإعداد خطة متكاملة ووضع تصور اقتصادي متكامل والتشارك مع الحكومة للخروج باستراتيجية واضحة وشاملة للتغلب على تحديات المرحلة، خاصة في شقها الإقتصادي. ولعل طلب جلالة الملك من النقابات المهنية وضع هذا التصور يحمل مضامين عدة أيضاً، أبرزها أهمية النقابات المهنية كبيوت خبرة في كل المجالات والتي تدخل اختصاصاتها في ميادين الحياة اليومية كافة، بالإضافة لمنتسبيها الذين يقارب عددهم النصف مليون منتسب.

أما المضمون الثاني فهو أن على الجميع التشارك في وضع الحلول وعدم الاكتفاء بالانتقاد أو التأشير لمكامن دون أن يكون هناك بدائل أو خططا قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

رئيس مجلس النقباء نقيب اطباء الاسنان د.ابراهيم الطراونة قال أن جلالة الملك عبدالله الثاني وخلال لقائه النقابات المهنية كان متفائلا ومؤمنا بقدرة الأردن على تجاوز كافة التحديات وان جلالته يقدر دور النقابات المهنية في مختلف المجالات. وأضاف أن النقباء خرجوا وهم أكثر تفاؤلاً بمستقبل مشرق بعد أن استمدوا هذا التفاؤل من جلالة الملك الذي بدا واثقا بتجاوز اي تحديات تواجه الوطن. وقال أن جلالة الملك طالب النقابات بالتعاون مع كافة القطاعات لوضع خطة اقتصادية شاملة على مستوى الوطن للنهوض بكافة القطاعات وإيجاد الحلول للتحديات الاقتصادية وعلى رأسها الفقر والبطالة،

وهو ما اعتبره الطراونة مسؤولية كبيرة وضعها جلالته على عاتق النقابات التي ستبدأ الإعداد لتصوراتها على الفور، على حد قول الطراونة.

وقال نقيب الجيولوجيين صخر النسور أن جلالته ركز على وضع تصور من الجميع سواء من الحكومة أو القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني بما فيها النقابات للخروج بحلول اقتصادية عصرية وفعالة تسهم في النهوض بالواقع الاقتصادي للمملكة. واعتبر أن هذا المثلث الذي تمثل الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني اضلاعه كان حاضرا في خطابات جلالة الملك منذ توليه سلطاته الدستورية، مؤكدا انه كلما تقلصت المسافة بين هذه المكونات الثلاثة كلما كانت الخطوات نحو النهوض الاقتصادي أسرع وأقصر.

وبين النسور أن القطاعات التي تغطيها النقابات المهنية واسعة، وان على النقابات الآن الإسراع بوضع تصوراتها حتى تسهم مع الجميع في هذا الوطن بالخروج من هذه الأزمة الاقتصادية وهي مسؤولية الجميع.