حقك تعرف !! الحكومة تدخل في غيبوبة الاستحالة!! والرزاز يقاتل بسيف خشبي بلا ظهير شعبي

34

حصاد نيوز – جمال حداد

رئيس الوزراء الناجح يجب أن يكون قائداً لا موظفاً يتلقى التعليمات وينفذ التوجيهات، الرئاسة ابتداءً ليست وظيفة بل هي قيادة، سياسة ،حكمة…قوة الرئيس تنبع من شرعيته التي يستمدها من برامجه الإصلاحية وصلاحياته التي يتمتع بها و يوظفها لتقديم الخدمات للناس كي يكونوا ظهيراً له وسنداً لسياساته،ومن هنا يكتسب شعبيته وهيبته، الهيبة والشعبية كلاهما، لا يأتيان مجانية لكنهما يتحققان بالعمل الدؤوب وتحقيق أماني الناس.

ما سلف مشروط بامتلاك الرئيس ـ الولاية العامة ـ.و لا تكتمل المعادلة الديمقراطية الا بوجود برلمان قوي منتخب بقانون عصري وانتخابات حرة نزيهة،تشارك فيه كل القوى السياسية والشعبية….عندئذٍ يحس الناس كافة انهم مشاركون في القرار السياسي ودفع عجلة الاقتصاد.وجود رئيس ـ كامل الدسم ـ وبرلمان شعبي،يحد من ارتهان الدولة لقلة نخبوية تتحكم بالبلاد والعباد لخدمة مصالحها، حين توفر رئيس ديناميكي وبرلمان يلبي الطموحات الشعبية بالحرية والعدالة والحياة الكريمة،تكتمل الدائرة وتعتدل المعادلة،فيتراجع الفساد،ويزداد النمو وينكمش الترهل حتى تصبح المؤسسات مضبوطة ودقيقة مثل ساعة سويسرية متقنة.

واقعنا مأزوم،ومجتمعنا يبحث عن خشبة الخلاص للخلاص من أوضاعه المزرية وظروفه المعيشية البائسة، الحكومة نائمة و فاجعة البحر الميت وكارثة سيول ضبعة،وفضيحة عوني مطيع،وعدم جلب الكردي وتردي التعليم والصحة والنقل لم توقظها…وكل هذه الكوارث، لم تهز في ذقن الحكومة الرزازية شعرة.وبقيت ظلال حكومة الملقي تلقي عليها ظلالها بل ازدادت سوءاً و تراجعت الثقة الممنوحة للحكومة الجديدة، لأسباب لا يصعب حصرها أبرزها :ـ
فشل التنمية،غياب الإصلاح الحقيقي،زيادة الفقر،ارتفاع كلف المعيشة،اتساع دائرة البطالة،تنامي الجريمة،تفشي المخدرات،تراجع الخدمات،استفحال الفساد الصغير والكبير، أما المرعب ما ذكره تقرير اليونيسف ان 20 % من أطفال الأردن يعانون فقراً متعدد الأبعاد،وتلك طامة كبرى مع اننا لم ندخل حروباً طاحنة كاليمن وسوريا.
لشخص الرئيس عمر الرزاز كل الاحترام وعلى أدائه ألف علامة استفهام، الأردنيون رفعوا سقوف توقعاتهم ،عندما جاء الرزاز خلفاً لحكومتين ذاقوا الويل منهما، النسور الذي أدار الحكومة على طريقة مدير مدرسة ، والملقي الذي ولى مدحوراً تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية لتبنيه قانون ضريبة ” يُشلح الميت كفنه “.
كذلك فقد الرزاز شعبيته بسبب القانون اياه رغم تجميله،كما تشكيلته الوزارية البائسة التي جاءت نسخة كربونية عن حكومة الملقي حيث استلف منه غالبية وزرائه المغضوب عليهم شعبياً ،ما يشي ان الرئيس رغم وعوده المعسولة غير جاد بالتغيير ولا يسعى إلى إصلاح ،شعاره ” ليس بالإمكان أحسن مما كان ” .
الرزاز لم يفعل شيئاً ينعكس على حياة المواطن الذي يئن من الفواتير المتعددة وغلاء الأسعار المتصاعدة وتعليم الأولاد،وفحش المحروقات.
اما على الصعيد الاداري فلم يوقف الترهل في المؤسسات،او يلاحق الفاسدين الصغار منهم والكبار، ولم تتوقف التعيينات وعمل على تكديس المستشارين الذين لا يستشارون، ولم يجفف هدر النفقات،اللهم الا تجفيف بركة الببسي، فاكتبها يا رب في ميزان حسناته.هذا الأسطورة البيئية، عجزت عنها الحكومات السابقة، لكنه بجرة قلم جفف ماءها وخلص السكان من حشراتها.
التشكيل الباهت افقده بريقه،وجاء التعديل ضعيفاً ليزيد الطين بلة،فبدل ان يُكحلها عماها، مما افقده البقية الباقية من شعبيته،وقد تعامل مع اختيار الوزراء كاختيار مدعوين الى حفلة عائلية انتقى الأحباب و الأصدقاء من عظام الرقبة.فقد وزرّ وزراء اتوا ثم ذهبوا ولم يحفظ الشارع أسماؤهم او ملامح وجوههم لأنهم لم يبرحوا مكاتبهم .هذا دليل خواءهم السياسي وفقرهم الاداري،وما حدث كأنه لعبة الكراسي الموسيقية.ما يدل دلالة قطعية ان التوزير الرزازي لم يخضع لمعايير الكفاءة او التاريخ السياسي للوزير، انما كانت الأمور ارتجالية،كأن التوزير دعوة عائلية لتناول الشاي و الجاتوه.
والاخطر جرى اختيار وزراء ليس لهم اية تجربة ادارية او سياسية تذكر،دخلوا الوزارة وخرجوا دون ان يعرفوا دورهم ولا مالهم أو عليهم.ولا تفسير لهذا الوضع المستهجن الا تطبيق النكتة القائلة ” معالي الشعب الأردني ” حيث يرى كل واحدٍ لديه مؤهل لاستلام وزارة.
الرزاز فقد تعاطف الشارع، ولم يستطع اعادة هيبة الدولة، انما باع الناس الوهم.المواطن يتقلب في مقلاة الغلاء،والاحتجاجات تتفاقم وتعود للدوار الرابع ، عمال البلديات،المزارعون،السواقون،الأغلبية الصامتة أشبه ببراكين خامدة بينما الجماهير كافة تشعر بالإحباط لأنها مجرد حقل تجارب لحكومات تتبدل كجلد الحرباء،نتج عنه احتقاناً غير مسبوق وتدهوراً في الحالة المعاشية للناس، لا يخفي على العين من ازدياد نسبة التسول بطريقة لافتة في الأسواق و الإقبال على تجارة البسطات لسد الرمق وتنامي جرائم السرقات.
باختصار شديد،حكومة الرزاز لا تحمل أي مشروع سياسي او اقتصادي،وكل ما يفعله الرزاز علاقات عامة لتحسين صورته ” امام اهل الصحافة والثقافة و أضواء الإعلام ” .هذا لا يطعم العامة خبزاً و بندورة. فتجويع الناس جريمة، لما لها من ذيول اجتماعية وانحرافات أخلاقية ناهيك الى دفع الشباب لحمل افكار جهنمية او الغرق في الموبقات.
الخلاصة تشير ان حكومة الرزاز دخلت غيبوبة من الاستحالة ان تبرء منها والرزاز نفسه في حالة لا يحسد عليها بعد ان حنث بوعوده ولم يقدم الحد الادنى من التزاماته.هو الآن يقف وحيداً بلا ظهير شعبي ولا سند برامجي، معزولاً يقاتل بسيف خشبي ورمح من قصب يصلح ليكون شبابة للتسلية وليس للعملية السياسة و إدارة عجلة التنمية .
الوقائع
قد يعجبك ايضا