عاصفة بريطانيا تسبب خسائر فادحة.. وتستنفر سفارات الخليج
تسببت العاصفة الكبيرة التي بدأت في بريطانيا منذ فجر الاثنين بمقتل فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة وفوضى كبيرة في المواصلات وخسائر فادحة، فيما استنفرت سفارات دول الخليج في لندن لمتابعة أوضاع رعاياها لضمان سلامتهم.
وأعلنت السلطات البريطانية أن فتاة في السابعة عشرة من عمرها توفيت في مدينة كينت، جنوبي لندن، بعد أن سقطت شجرة ضخمة على منزلها وهي نائمة فأدت إلى تحطم أجزاء من المنزل ووفاة الفتاة على الفور.
وتسببت الأشجار المنهارة في إغلاق العديد من الطرق العامة في البلاد، وتعطيل الكثير من القطارات ووسائل النقل على الساحل الجنوبي.
استنفار خليجي
وخصصت السفارة السعودية في لندن خطاً هاتفياً مفتوحاً على مدار الساعة لتلقي أية طلبات للمساعدة، سواء من السياح الزائرين، أو الطلبة السعوديين الدارسين في بريطانيا، فيما أعلن السفير السعودي في لندن أنه أصدر أوامره لكافة الأقسام والملحقيات والمكاتب التابعة للسفارة بالاستنفار والبقاء على أهبة الاستعداد من أجل تقديم المساعدة الفورية لأي سعودي يحتاج ذلك.
كما بعثت الملحقية الثقافية في لندن برسالة إلى المبتعثين والمرافقين تطلب فيها توخي الحيطة والحذر من التقلبات الجوية في الطقس خلال فترة العاصفة.
كما أصدرت السفارة الكويتية أيضاً تحذيراً، ودعت مواطنيها في بريطانيا إلى توخي الحيطة والحذر بسبب أسوأ عاصفة تشهدها البلاد منذ 26 عاماً.
ونبّهت السفارة في بيان:جميع المواطنين الكويتيين الى الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة التي تفرضها السلطات البريطانية في مثل هذه الظروف منعاً لوقوع خسائر في الأرواح.
كما خصصت السفارة خطاً هاتفياً لمساعدة رعاياها وأبلغت به الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، فرع بريطانيا، من أجل إيصاله الى كل الطلبة الكويتيين.
وأعلنت سفارة دولة قطر أيضاً الاستنفار بسبب العاصفة، حيث قال الملحق الثقافي القطري إن “السفارة في حالة تأهب مستمر للعمل على متابعة ومساعدة الطلاب القطريين”.
الأسوأ منذ 1987
وبحسب أجهزة الرصد الجوي البريطانية فإن العاصفة التي تمر بالبلاد هي الأسوأ منذ عام 1987، فيما نشرت السلطات العديد من التحذيرات بشأن العاصفة التي تزيد سرعتها على 90 ميلاً في الساعة (140 كلم/س)، إضافة إلى تحذيرات من حدوث فيضانات وانهيارات في العديد من المناطق، خاصة المناطق الساحلية في الجنوب.
وأصدر عمدة لندن بوريس جونسون بياناً قال فيه إنها “كانت ليلة عصيبة لكل السكان في العاصمة”، مشيراً إلى أن أجهزة الطوارئ كافة أمضت ليلتها في استنفار لمتابعة أية مشاكل يعاني منها السكان.
وتسببت العاصفة التي اجتاحت جنوبي المملكة المتحدة في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 140 ألف شخص، بحسب ما أعلنت (UK Power Networks) التي تزود خدماتها لأكثر من 8 ملايين مستهلك في مختلف أنحاء البلاد.
وفي مطار هيثرو، حيث أكبر مطار في العالم، تم إلغاء 130 رحلة جوية، أي نحو 10% من الرحلات المقرر أن تتحرك من وإلى المطار، فيما اضطرت سلطات “هيثرو” الى تأخير هبوط طائرة ركاب لعدة دقائق في السابعة من صباح الاثنين بعد أن واجهت مصاعب بسبب سرعة وشدة الرياح.
تكاليف مرتفعة
أما مطار “جاتويك”، وهو ثاني أكبر المطارات البريطانية، فأعلن عن إلغاء أربع رحلات جوية فقط صباح الاثنين.
وقالت شبكة القطارات في جنوب بريطانيا إن خدماتها لن تكون متوافرة في الساعات الأولى من صباح الاثنين، فيما اضطرت هيئة المواصلات في لندن الى وقف حركة القطارات العاملة فوق الأرض وإبقاء خدمات “المترو” فقط التي لم تتأثر بسبب كونها تحت الأرض.
وفيما لم يتم الإعلان عن أية تقديرات رسمية لخسائر الساعات الأولى من العاصفة الجوية، فإن بعض المحللين الماليين يتوقعون أن تتكبد شركات التأمين بعض الخسائر والتكاليف المالية نتيجة ارتفاع الحوادث والتضرر الذي أصاب العديد من المنازل في البلاد بفعل العاصفة.