الطراونة : قرار تخفيض معدلات القبول في جامعات الاطراف موضع للاستغراب والدهشة

28

حصاد نيوز – أ.د. اخليف الطراونة

بداية؛أنطلق في منشوري هذا من غيرتي على سمعة التعليم العالي وجودته، فقد قرأت اليوم باستغراب ودهشة قرار مجلس التعليم العالي الموقر بتخفيض معدل القبول في البرنامج الموازي للحاصلين على معدل 60 ‎%‎ فما فوق في الثانوية العامة في جامعات الأطراف ، وهي : مؤتة ؛ وآل البيت ؛ والحسين بن طلال ؛ والطفيلة التقنية ، للعام الجامعي 2018-2019 على البرنامج الموازي ليضاف هذا القرار لقرار سابق تم اتخاذه لقبول تقريبا جميع من حصل على معدل 65% في الجامعات نفسها في البرنامج العادي للعام الحالي.
وموضع الاستغراب والدهشة ، ما يتركه هذا المنحى من اثر سلبي على مخرجات التعليم العالي التي يجب العمل على أن تكون مخرجات تنافسية وذات سمعة عاليه وعالمية . نعلم أن هذه الجامعات تعاني من ضائقة مالية صعبة ، وأن هذه القرارات تجيء بحجة استمرار هذه الجامعات وبقائها ، لكن الحل لا يكمن في قرارات من شأنها التأثير في سوية التعليم العالي،وجودته، وتنافسيته. فالعنصر البشري المؤهل هو وحده الذي يقرر مدى التفاضل بين الأمم والشعوب، ويعاظم فرص تقدم المجتمعات؛ بل يكون بسياسات وخارطة طريق واستراتيجيات واضحة المعالم تسعى الجامعات والقائمون عليها من خلالها لتكون خزانا للفكر وعقلا للدولة ومصنعا للقيادات المتميزة .
وهذه القرارات المتخذة تدعوني للتساؤل: متى يصعد مسؤولونا بقراراتهم وخططهم ورؤيتهم إلى مستوى الفهم العميق بالتحديات التي يواجهها قطاع التعليم العالي ومؤسساته ، فتضع الحلول الملائمة لها التي تأخذ بالاعتبار تحسين مخرجات التعليم العالي : فعلا وقولا ،وبعيدا عن القرارات الآنية المتسرعة .
إننا مدعوون جميعا إلى وضع المبادرات والتوجيهات الملكية والأوراق النقاشية لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، المتعلقة بالإصلاح والتحديث وتطوير التعليم ، موضع التنفيذ والاهتمام ، وإلى إعادة الهيبة إلى سمعة التعليم العالي بما يحقق النتاجات المرغوبة في التعليم العالي ويحول دون تسرب غير المؤهلين للعمل في جامعاتنا، لتبقى جامعاتنا ومدارسنا أنموذجا في الرقي والحداثة وعلى مستوى طموح وتطلعات قيادتنا الهاشمية الحكيمة.
قد يعجبك ايضا