* الدرس الأول : . بتاريخ 2012/11/18 وقبل آذان الفجر بساعتين كانت النيران تلتهم سيارة الوالد وسيارة شقيقتي ، ومن الواضح أنه فعل جبان حقود ومكيدة مبيته ومدبرة ، فالسيارتين بنفس التوقيت واﻷسلوب ومكان الحريق وبهذا الوقت (وقت السحر)عادة ما يكون والدي مستيقظا للقيام ولقراءة ما تيسر من القرآن وما أن وصله خبر الحريق أخذ يردد(حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله )فلم يهلع ولم يجزع وحتى أنه لم يخرج من المنزل لرؤية السيارتين المحترقتين ، بل بدأ باﻹستعداد لصلاة الفجر وقد أقترب موعد اﻷذان مع انتهاء الدفاع المدني من إطفاء الحريق.
*الدرس الثاني :خرجت برفقة والدي لصلاة الفجر وما أدهشني بأنه رحمه الله لم يلتفت للسيارات المحترقه ولم يتوقف لرؤيتها بل مضى مسرعا بهمته المعهودة متكئا على عكازته نحو المسجد ، وبعد اﻹنتهاء من الفجر توجه للمنزل ونظر نظرة مسرعة للسيارتين وهو يردد (حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة الا بالله)
*الدرس الثالث :في صباح ذات اليوم حضر مدير مركز أمن المهاجرين وبرفقته بعض الظباط وشباب البحث الجنائي والمختبرات الجرمية وما أدهش الحاضرين في ذلك اللقاء قول والدي لي “يابني في مكتبي علبة حلويات أحضرها وضيف اﻹخوة 》فقال له مدير مركز أمن المهاجرين 《سيدي الشيخ بهذه المناسبة تقدم الحلويات》فكان جوابه رحمه الله 《نحن نقدم الحلوى رضى وتسليما بقضاء الله وقدره》
* الدرس الرابع :بتاريخ 2012/12/3 أنعم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بزيارة منزل الوالد وتناول الغداء فيه وأذكر بأن التشريفات الملكية ومسؤولي الديوان الملكي العامر أخبروا الوالد بأن طعام الغداء سيقومون هم بتأمينه فإعتذر رحمه الله لهم قائلا 《كيف يدخل جلالة الملك بيتي ولا يأكل طعامي》فكان كما أراد وتم تجهيز الطعام بالمنزل بإشراف ست الكل والدتي حفظها الله وجميع النساء بالمنزل
* الدرس الخامس :أثناء تناول الغداء همس جلالة الملك حفظه الله بأذن والدي بأنه أمر بهدية للوالد وهي 《سيارة حديثة》تعويضا من جلالته عن إحتراق السيارتين وفي كل مرة ينوه جلالته للهدية يعتذر الوالد عن قبولها قائلا لجلالته 《هديتكم وصلتني بزيارتكم》وما هي إلا أيام يتصل مسؤول من الديوان الملكي العامر بالوالد ويخبره بتنفيذ رغبة جلالة الملك وأن هديته للوالد جاهزة للتسليم فقال الوالد له 《أرجو ألا تحرجوني لقد إعتذرت لجلالته في منزلي فكيف أقبلها بعد اﻹعتذار》
وأصر رحمه الله على ذلك فقال له المسؤول《سيدي الشيخ السيارة مسجلة بإسمك ورخصتها جاهزة》فقال رحمه الله《أرجو تتكرم علي بموظف من الديوان وبرفقته كاتب عدل ﻷتنازل عنها 》فكان للوالد ما أراد فأرسل الديوان موظف وكاتب عدل للمنزل وتنازل الوالد عن السيارة ، وأذكر أنها سيارة تويوتا كامري 2013 جديدة من الشركة وتحمل الرقم 《333》
* الدرس السادس واﻷهم:في ذات اليوم مساء جلست العائلة (أمي،إخواني،خواتي،اﻷحفاد) مع الوالد نناقش موضوع الهدية وكلنا باﻹجماع كان رأينا بأن الهدية لا ترد والرسول عليه السلام قبل الهدية ،والهدية جاءت دون طلب أو تصريح أو تلميح والكل يدلي بدلوه بالموضوع والوالد رحمه الله صامتا لا يتكلم فقط ينظر لمن يكلمه ويستمع له
فقلت له 《شايفك ساكت سيدي ، إحكيلك كلمه》فقال رحمه الله 《يا أبنائي إذا أذهلكم تعويض الملوك ، فما ظنكم بتعويض ملك الملوك》فساد الصمت المكان وكأننا إستفقنا من نوم عميق وحلم طويل ولسان حالنا يقول 《واﻵخرة خير وأبقى》
رحمك الله ياوالدي رحمة واسعة وجمعنا بك بصحبة سيد المرسلين في جنات النعيم ختاما : إلى روح سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جانبه الشريف إلى روح فضيلة والدي رحمه الله وأموات المسلمين أهدي أجر قرائة 《الفاتحه》