شاهد بالتفاصيل…هذا ما قاله السيسي في أول تصريح له بعد إعلان فوزه رسميا!
حصاد نيوز – في أول خطاب متلفز له عقب الإعلان عن فوزه رسميا في الانتخابات؛ تعهد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بزيادة المساحات المشتركة بين المصريين، مشيدا بالمشاركة “الفاعلة” في الانتخابات.
وقال السيسي: “إن الاختلاف في الرأي لم يفسد للوطن قضية، والمساحات المشتركة بيننا أوسع من المصالح الضيقة”، وأكد أن العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصرين سيكون على أولويات أجندة العمل في المرحلة المقبلة”.
وتعهد السيسي بمواصلة تحقيق التنمية والاستقرار، وأن يعامل كل المصريين دون تمييز، موجها الشكر لمنافسه الوحيد في الانتخابات الرئاسية موسى مصطفى موسى وفريق حملته الانتخابية.
وفي ما يلي نص كلمة السيسي:
أيها الشعب الأبي الكريم، الذي يثبت في كل وقت وحين أنه شعب نابض بالحياة، وقادر على تحدي التحدي ذاته، شعب قادر على إنفاذ إرادته الحرة وإعلائها فوق أية أهـواء أو مصالـح، إلا مصالح الوطن وغاياته، أتحدث إليكم اليوم مجددا معكم عهد الصدق والشفافية، الذي عاهدتكم عليه وأتجرد في خطابي إليكم من قواعد اللغة الرسمية، أو التراكيب اللغوية المعتادة، سأحدثكم بمشاعر الفخر والاعتزاز التي أحاطتني، وأنا أتابع عن كثب مشاهد احتشادكم أمام لجان الاقتراع، ولم يكن احتشادكم بهذه الصورة الوطنية المبهرة، من أجل اختيار شخص يرأس الدولة، بل كان احتشادا لتجديد العهد على مسار وطني، انحاز أبناؤه له وقرروا الاستمرار في خوض معركتي البقـاء والبناء.
أبنــاء مصر الكــرام..
إن فخري واعتزازي بكم مسألة راسخة في يقيني، وثقتي في عبقرية الأمة المصرية لا تحتمل الشك أو التأويل، وعلى الدوام كانت اختياراتي الوطنية المنحازة لإرادة المصريين نابعة من هذه الثقة، ومن يقيني بأننا أمة عظيمة تستشعر الصدق وتصدقه، بمقدار ما تستشعر كذب من يتاجر بأحلامها ومستقبلها وتثور عليه.
وأقـول لكم بكـل الصـدق والتجــرد، إن كـل التحديـات الـتي واجهنـاهـا، وكـل المشكلات التي اقتحمناهـا، وكـل الأزمات التى عبرناها، كانت السـر في تحقيق الانتصار عليها، هو الرهان الصادق على عبقرية هذا الشعب.
وثراء خلفيته الحضارية والثقافية، وتاريخــه الممتـد بامتـداد الحضـارة ذاتهـا، ولم يخـب رهاني على المصريين يوما، ولم يخذلني إخلاصهم وحماسهم وتجردهم، واستنهضنا سويا قدرات الأمة بكل مكوناتها وأعمدتها، وها هو الوطن العظيم يرسم لنا وبنا لوحة وطنية رائعة، مرة أخرى لوحة لم يستثنى منها أحد، وكان مشهد الاصطفاف الوطني لكل أطياف النسيج المصري، مبهـرا وباعثـا علـى الأمل. فها هي الأسرة المصرية تتقدم بثبات وطمأنينة، شبابا مفعما بالحماس والأمل، وشيوخا يؤدون حق الوطن، وعمالا يصنعون المجد، وفلاحين يزرعون الحلم، وتقدمتهم المرأة المصرية صوت الضمير، وأيقونة التحدي، رمز التضحية والصلابة في مواجهة التحديات، مما رسخ لدي اليقين بأنها هي أعظم جملة مصرية في سجل الشرف الوطني، وقد كان هذا الاصطفاف الوطني دليلا دامغا على قوة ومتانة البناء المصري وصلابته، في مواجهـــة ممــن أرادوا هدمــه.
وازدانت تلك اللوحة الوطنية بأبطال مصر من القوات المسلحة والشرطة المدنية، الذين عقدوا العزم على توفير أقصى درجات التأمين والسلامة، لجموع الشعب المصري وحمايتهم، وهم يعبرون عن إرادتهم وتحت إشراف قضائي كامل من قضاة مصر الأجلاء، الذين عبروا عن الشفافية والتجرد بكل صـدق وإخـلاص.
شعب مصر العظيم..
ليس لدي ما أقوله لكم سوى أن أتوجه إليكم جميعا بالتحية والتقدير والاحترام، على ما بذلتموه وتبذلونه من أجل مصر، ذلك الوطن العزيز، وأعدكم وعــد الصدق المبين بأن أظل على عهدي معكم، مخلصا في عملي غير مدخر لجهــد، من أجل رفعة وطننا العظيم، وساعيا لبناء مؤسساته بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة، وباحثا عن مكانته بين الأمم، عاقدا العزم على تحقيق التنمية والاستقرار، وتوفير الحد اللازم من جودة الحياة لأبنائه، وأعدكم بأن أعمل لكل المصريين دون تمييز من أي نوع، فالذي جدد الثقة بي وأعطاني صوته لا يختلف عمن فعل غير ذلك، فمصر تسع كل المصريين، ما دام الاختلاف في الرأي لم يفسد للوطن قضية، والمساحات المشتركة بيننا أوسع وأرحب، من أيدلوجيات محددة أو مصالح ضيقة، ولعل العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصريين، سيكون على أولويات أجندة العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة.
وبهذه المناسبة العظيمة أتوجه بالشكر والتقدير للسيد موسى مصطفى موسى، والذي خاض وأعضاء حملته الانتخابية منافسة وطنية شريفة ومتحضرة، دللت على ما يتمتع به من حس وطني عال وأداء سياسي راق.
السيـــدات والســـادة..
إن هذا الوطن العظيم يستحق منا أن نعمل من أجله، فنزرع له الأمل، ونصنع له المستقبل، ونكتب له تفسير حلمه، ونرسم له طريقا للغد، يعبر به نحو ما يستحقه ويليق بتضحيات أبنائه، إن مصر لن يبنيها أو يحميها سوى أبنائها، هذه نبوءة التاريخ التي ستحققها الجموع مــن أبناء أمتنا، مردديـن في كـل وقت وحين.