إردوغان: لا تراجع عن عملية عفرين
حصادنيوز-قصفت تركيا أهدافا في شمال غرب سوريا اليوم الاثنين وقالت إنها ستسحق سريعا مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن في حملة جوية وبرية على منطقة عفرين السورية.
وفتحت الحملة المستمرة منذ ثلاثة أيام جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية المتعددة الأطراف، مما يعيد رسم معالم معركة تدعم فيها قوى خارجية مقاتلين محليين.
وفي حين عبرت واشنطن وعواصم غربية أخرى عن قلقها، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه حصل على موافقة روسيا، الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد الذي يناصب تركيا العداء منذ فترة طويلة.
وبدأ الجيش التركي وحلفاؤه من المعارضة السورية عملية لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب من الجيب الواقع في شمال غرب سوريا يوم السبت. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب متحالفة مع مسلحين أكراد يخوضون قتالا ضد الدولة التركية منذ عقود. أما الولايات المتحدة فسلحت ودعمت الوحدات باعتبارها حليفها الرئيسي على الأرض ضد داعش.
ودعت فرنسا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن اليوم لبحث القتال في عفرين وأجزاء أخرى من سوريا. وقالت بريطانيا إنها ستبحث سبل منع مزيد من التصعيد.
لكن إردوغان قال إن تركيا عازمة على المضي قدما. وقال في خطاب بأنقرة “لا تراجع عن (عملية) عفرين. ناقشنا ذلك مع أصدقائنا الروس ولدينا اتفاق معهم. كما ناقشنا الأمر مع قوات أخرى من التحالف والولايات المتحدة”.
ولم تؤكد موسكو، وهي حليف للرئيس السوري بشار الأسد وتدير قاعدة جوية كبيرة في سوريا، منح الضوء الأخضر للحملة، التي تعارضها سوريا بشدة، لكنها لم تتحرك فيما يبدو للتصدي لها وسحبت قواتها من منطقة عفرين.
ودعت إيران، الداعم العسكري الرئيسي الآخر للأسد، إلى وقف العملية. ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة خارجيتها بهرام قاسمي قوله إن حملة عفرين قد تؤدي إلى “عودة الإرهاب والتطرف الإقليمي”.
وقال بروسك حسكة المتحدث باسم الوحدات إن الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد وقوات تدعمها تركيا استمرت في اليوم الثالث من العملية. وأضاف أن القصف التركي أصاب مناطق مدنية بشمال شرق عفرين.
وذكرت الوحدات أن عفرين وصلتها تعزيزات بالفعل تحسبا للعملية التركية، لكن هناك نقاشا بشأن إرسال مزيد من التعزيزات. وقد يكون ذلك صعبا لأن الأراضي التي تسيطر عليها الوحدات تفصلها عن عفرين مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية السورية.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف ينضوي تحت لوائه مجموعات عديدة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، في بيان إن عفرين ستكون “مستنقعاً لن يخرج منها الجيش التركي إلا بعد أن يتكبد خسائر فادحة”. كما طالبت التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال داعش “بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه قواتنا و شعبنا في عفرين”.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية على صلة بمسلحين انفصاليين أكراد ينشطون في تركيا وأغضبتها مساندة واشنطن لهم في المعركة ضد داعش، في قضية سببت توترا شديدا في العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
كما تعهد إردوغان أيضا بطرد قوات سوريا الديمقراطية من بلدة منبج إلى الشرق وهي جزء من منطقة أكبر في شمال سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي قادت الحملة المدعومة من واشنطن لهزيمة داعش في معاقلها السورية العام الماضي.
ويزيد هذا من فرص اندلاع صراع طويل الأمد بين تركيا وفصائل الجيش السوري الحر المتحالفة معها من ناحية ووحدات حماية الشعب الكردية من ناحية أخرى.
لكن محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي المسؤول عن الشؤون الاقتصادية بالحكومة، قلل من احتمالات أن تكون للحملة العسكرية آثار مدمرة أو أن تستمر طويلا.
وقال في أنقرة “ينبغي ألا يقلق مستثمرونا، فالتأثير سيكون محدودا، وستكون العملية قصيرة، وستقلص خطر الإرهاب على تركيا خلال الفترة المقبلة”.
ورفض مسؤول تركي كبير أن يقدم إطارا زمنيا للعملية وقال إنها “ستمضي بسرعة” مضيفا أن تركيا تعتقد أن هناك بعض الدعم المحلي لعمليتها في كلا من عفرين ومنبج. وتابع “بعض العشائر تعرض المشاركة في عملية منبج”.
وقال نوري محمود المسوؤل في وحدات حماية الشعب إن القوات التركية لم تسيطر على أي أراض وأضاف لرويترز “قواتنا تمكنت حتى الآن من صدهم وإجبارهم على التقهقر”.