المجالي : تجربتنا بالسلام مريرة وترامب قد يتراجع بقرار محكمة

32

حصاد نيوز – وصف رئيس مجلس النواب الأسبق المهندس عبدالهادي المجالي المهندس عبدالهادي المجالي تجربة الأردن مع الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذها لإتفاقياتها المتعلقة بعملية السلام بالمريرة.

وأضاف خلال حديثه لفضائية الجزيرة مساء الأربعاء أن الولايات المتحدة تغاضت عن كثير من الاتفاقيات مثل معاهدة السلام التي نصت على عدم بحث أمر القدس إلا بالرجوع للأردن واجتماعات 1996 ومواقف أمريكية أكدت أن أمر القدس ليس محل بحث حتى الوصول إلى حلول نهائية.
وأوضح أن ترمب بقراره يمحو كل هذه المواقف إرضاء لقلة سياسية داخل الولايات المتحدة.
ولفت المجالي إلى جهود جلالة الملك الموصولة والمؤكدة على إيجاد حل للقضية الفلسطينية، ولكن القرار الأمريكي قطع الجهود الساعية إلى السلام مبنياً أن الشعب الأردني مع القيادة الهاشمية يعتبر هذا الأمر جلل .
وتابع: أؤمن أن اسرائيل لا تريد السلام بل تريد الأرض، وأتمنى أن يستمر هذا التلاحم بين الشعب والقيادة للوقوف سداً منيعاً بوجه هذا القرار.
وحذر المجالي من ترك المقدسيين خاصة وأن أوضاعهم المادية باتت سيئة ، مشدداً على ضرورة دعمهم مادياً ومعنوياً.
ولفت المجالي إلى وجود فرصة في هذه الحادثة لأن يكون العرب لاعباً رئيساً في المنطقة، حيث فقد العرب دورهم وأصبح اللاعبين الرئيسين في المنطقة هم الإيرانيون والأتراك والاسرائيليين.
وشدد المجالي على ضرورة أن يتجاوز العرب خلافاتهم التي هي سطحية ولا تصل لدرجة القدس وفلسطين، مؤكداً أن هذا الوقت المناسب ليكون العب لاعباً رئيسياً في المنطقة.
في معرض رده عن ما يشير إلى وجود عدم إرتياح في الأردن لمواقف الحلفاء التقليديين، قال المجالي: ” لا نريد أن نصب الزيت على النار” والأردن نأى بنفسه عن التحالفات الإقليمية منذ زمن.
وأكد أن جلالة الملك زار الرياض الثلاثاء في لقاء ودي وايجابي “ونحن نريد أن تتصالح القيادات العربية”.
ودعا إلى تجاوز الخلافات لأن الوقت اليوم ليس لها “رغم عدم نكراننا لوجود خلافات”.
وحول وجود تموضع سياسي أردني جديد على المستوى الاقليمي والدولي، قال المجالي: إن من الضروري أن نعيد تقييم علاقاتنا خاصة مع الدول التي وافقت على هذا القرار، مشدداً على أن الأردن لا يريد أن تأخذ أي دولة عربية موقفاً مخالفاً لدعم قضية القدس.
وبين أن القمة الاسلامية التي عقدت في اسطنبول عبرت عن اجراءات لم تنته بعد حيث شُكلت لجنة لشرح وجهة النظر العربية والاسلامية، وأنه حان وقت طلب مساعدة الدول الصديقة.
وأكد أن الموقف الدولي اليوم جيداً ويعبر عنه قلة عدد الدول التي نحت منحى الولايات المتحدة في قرارها بنقل السفارة.
وشدد على أن الأردن يتطلع إلى دعم دول القوى الاقليمية كافة ” لنقف وحتى لا يغدر بنا في المستقبل” لأن أي خلل في ذلك يتأذى منه الشعبين الأردني والفلسطيني.
ونفى أن يكون الأردن حاول الانسحاب من أي محور كاعتدال ومقاومة، بل إن الأردن يريد محوراً عربياً واحداً، فالمرحلة هي مرحلة بناء جسور مختلفة للواقع الجديد الذي طرأ خلال هذا الأسبوع.
وأكد المجالي على ضرورة المراهنة على المساعي التي خرجت بها القمة الإسلامية ومنحها فرصة لدراسة ردة الفعل.
وفي حال عدم وجود تغير جذري، اقترح المجالي عقد قمة أخرى بجدول أعمال مختلف، وحتى تتحقق ردة فعل دولية.
وعبر المجالي عن تفاؤله بمجريات القمة الإسلامية ونتائجها لأن القمة انعقدت بمدة أسبوع من القرار الأمريكي بما اعتبرها خطوة ايجابية متميزة.
وأَضاف: “إن حضور الجميع رغم تواضع التمثيل وموافقتهم على قرارات القمة يعني أن البلدان المشاركة وافقت على القرارات الناتجة عنها ومضامينها”.
ودعا في حال عدم تحقيق القمة لنتائجها من استجابة دولية إلى إعادة تقييم المواقف.
وفي رده على سؤال إن كانت قرارات التحرك العربيوالإسلامي ستؤدي إلى تراجع الإدارة الأمريكية عن هذا القرار، قال المجالي: “الشعب الأمريكي منفتح ويزن مصالحه ولا يرضى بالديكتاتورية الموجودة ومصالح الشعب الأمريكي مع العالم الإسلامي ترجح على اسرائيل”.
وأشار إلى أن هذا يشكل نقطة يمكن أن تدفع بالولايات المتحدة أن تتراجع عن قرارها بضغوط من أصوات داخل الولايات المتحدة تطلب من ترمب أن يتراجع عن قراره.
ودعا المجالي إلى الغاء القرار الأمريكي بالتوجه للمحكمة – الفيدرالية مثلاً- وأن يتم إلغاؤه بقرار قضائي.
كما أوضح المجالي أن معاهدة وادي عربة ليست بين طرفين الأردن واسرائيل بل موقع عليها من الولايات المتحدة ووافق عليها مجلس الأمن لذا فهي معاهدة دولية.
وأشار إلى أن الأجدى ليس الدعوة لإلغائها بل التوجه لمجلس الأمن والشكوى من خرق هذه الاتفاقية.
وحول مساحة الممكن في علاقة الأردن باسرائيل أو الولايات المتحدة، استحضر المجالي أزمة الأردن عام 1991 وتفتيش السفن الأردنية في خليج العقبة والقيود على مستورداته.
وبين أننا نجحنا في تجاوزها، فالعلاقة مع الولايات المتحدة قائمة على المصالح، والأردن يتطلع إن تعيد هذه الإدارة النظر بقرارها.
وحول التصرف الأردني إذا ما استمر القرار الأمريكي قال المجالي: هذا افتراض مبيناً أن ترمب من الممكن أن يتراجع عن قراره مثل قرارات أخرى تراجع عنها بقوة المحكمة الفيدرلية أو الضغط منها بناء الجدار مع المكسيك.
وأكد المجالي ضرورة التعامل بواقعية مع القرار الأمريكي بعيداً عن الغوغائية والانفعالية وأن نتطلع إلى نتائج، وإن لم نصل لها” فلكل حادث حديث”.
وحول الدور الأمريكي في عملية السلام والدعوة للبحث عن بدائل له قال: من الواجب أن يتم البحث عن بديل لأمريكا في رعايتها لعملية السلام منذ عقدين، لأنها لم تكن راعياً محايداً في أي من قراراتها حيال فلسطين.
وأشار إلى وجود بديل عنها دول يتمثل في المجموعة الأوروبية كون قادتها حكماء وتعي الموقف ولها مصالح في المنطقة، وزاد بالقول: ” نتمنى أن تتقدم المجموعة الأوروبية بمبادرة جديدة للسلام”.
وأكد المجالي أن وجود اليمين المتطرف في اسرائيل هو من يحول دون المسير بعملية السلام، مشيراً إلى وجود شريحة من المجمع الاسرائيلي تقول” كفى” للحروب والنزاع.
وبين أن المبادرة العربية كانت متوازنة أكدت على اعتراف عربي باسرائيل نظير أن تأمن مستقبلها، ولكن الحكم اليميني المتطرف يذهب بالشعب اليهودي إلى الهاوية عبر تبنيه لأفكار مثل : “لا عودة عن الضفة الغربية نهائياً”.
وأكد أن المفهوم الاسرائيلي للسلام في ظل حكم اليمين بات يختلف عن مفهومنا العربي لكونه يريد الأرض ووفق المقولة القديمة التي تقول: “إن الحدود الشرقية لاسرائيل حتى نهر الفرات”.
وحول فكرة الوطن البديل وطرحها من قبل اسرائيل، قال المجالي:”إن هذه نقطة تواجه الأردن لكون الأردنيين من أصل فلسطيني يشكلون نسبة كبيرة في المجتمع الأردني وهم مستاؤون جداً من القرار الأمريكي لكونهم يُحرمهم من حق العودة الى بلادهم”.
وبين أن هذا يشكل ضغطاً على الأردن إذا ما أضيف له اللجوء السوري، محذراً من وجود خطة لتسفير فلسطيني إلى الضفة الشرقية.
وحول العلاقة الفلسطينة الاسرائيلية، حذر المجالي من وصول السلطة الوطنية الفلسطينية إلى شعورها بحالة عدم ضرورتها. وبين أن هذا ما أشار إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه بالقمة الإسلامية.
ووصف السلطة اليوم في حالة تأرجح بين الاحتلال وعدمه مبيناً أن السلطة باتت تطرح قرار حلها وحال أتخذ القرار فاسرائيل ستتحمل المسؤولية الكاملة للشعب الفلسطيني.
واعتبر أن قرار تحويل الأردن إلى الجنائية الدولية جاء من قبل دول تصنف على أنها صديقة وحليفة لاسرائيل مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، مستبعداً بالمطلق ضلوع أي دولة عربية بهذا القرار.
وحول “صفقة القرن” قال إنها مبادرة أمريكية اسرائيلية مثل أي مبادرة طرحت في الـ 50 عاماً الأخيرة، ولذلك فهي طرح غير واقعي، لا يمكن أن يبحث تحت الطاولة وما رشح من معلومات عنه غير رسمي ، بحسب هلا.
ووصف وجود صفقة القرن بكلام غير معقول، ” فلا يمكن تصديق اشاعات مثل أن مصر تريد منح 720 كم في سيناء لأهل غزة”، ولا يوجد وثائق أو موافقات رسمية ودستورية.
وحول تأثير القرار الأمريكي على الدور الأردني كراع للمقدسات في القدس، قال المجالي: “إن الولايات المتحدة قبل عقدين وقعت على ذلك” ولكنها اليوم تتغاضى عن تعهداتها.
وأكد أن شرعية الهاشميين تمنحهم حق رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وحال أمريكا اعترفت بها عاصمة فلن نتخلَ عن هذه الرعاية.
ودعا المجالي إلى استمرارية الاحتجاجات والتظاهرات في فلسطين والأردن ومختلف الدول العربية والإسلامية لإظهار الغضب للعالم وحتى الخروج بنتائج فاعلة للقمة الإسلامية.
قد يعجبك ايضا