اقالة د.الجراح من رئاسة التكنولوجيا …تهور وانحطاط فكري …وتخبط اداري
حصاد نيوز – د.عصام الغزاوي
صدقاً لا اجد سبباً مقنعاً لمحاربة النجاح في بلدي سوى العنجهية والمحسوبية والفساد الاداري، الاسبوع الماضي وتزامناً غير مقصود مع قرار ترامب الأرعن صدر قرار عن مجلس التعليم العالي لا يقل عنه إثارة بإعفاء ثلاثة رؤساء جامعات من مناصبهم منهم الاستاذ الدكتور عمر الجراح رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، مكافئة له بعد حصول الجامعة بجهوده على تصنيف اول على مستوى جامعات المملكة وتصنيف 5 نجوم على مستوى العالم، وأصبحت الجامعة في عهده ضمن افضل 500 جامعة على مستوى العالم .
شخصياً لم التقي الدكتور الجراح يوما ولا يعرفني ولا يخصني أي طالب في جامعة العلوم والتكنولوجيا، لكن الاردنيون والأكاديميون بمن فيهم معالي وزير التعليم العالي الأكاديمي الذي أكن له كل التقدير والإحترام، والطلبة يعرفونه حق المعرفة من خلال النتائج المبهرة المشرفة للجامعة منذ ان تولى رئاستها، عرفه جميع من تعامل معه مخلصا، نزيها، مبدعا، نظيفاً، ناجحا، معطاءً يواكب التطورات في العالم .. منتميا ومحبا للوطن وقدم أقصى ما لديه من قدرات لخدمة الوطن والجامعة وكان نموذجاً يحتذى به وقدوةً لزملائه ومنارة يبث الطاقة الإيجابية في موقع عمله بشهادة معظم من تعامل معه.
إقالة الدكتور عمر الجراح من منصبه بعد كل هذه الإنجازات يعتبر تهور وانحطاط فكري وتخبط اداري وكأن البعض لا يريدون الخير للاردن ولا يريدون للاردن النهوض والسمعة الطيبة في مجال العلم والتعليم
الدكتور عمر الجراح وفريقه كان يمتلك هدف ورؤيا واضحة وكان من الممكن لو إستمر في عمله ان ينهض في جامعة العلوم لتكون من ارقى الجامعات العالمية، وهو قامة اردنية باسقة ومصدر فخر وتشريف لكل الاردنيين ، لم يتوانى يوماً عن خدمة أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة، وخدمة الجامعة والمجتمع المحلي .
حيث قام باضافة عدة مساقات تهتم بالنشاط اللامنهجي منها مساق المسؤلية المجتمعية والريادة والابداع لطلبة البكالوريوس واضافة شرط زراعة شجرة كمتطلب رئيسي للتخرج، كان يتجول بين الطلبة ويستمع لهمومهم وشكواهم, وينظُر في ملاحظات بسيطه جدا قد تكون عند بعض رؤوساء الجامعات غير ضرورية وغير مهمة، بل كان يتعامل معهم كأبنائه، فهم يلتقطون الصور معه في ساحات الجامعة ويضحكون ويمرحون ضمن حدود الإحترام المتبادل، لقد كان خبر إنهاء خدماته صدمة لكل من عرفه لما فيه من روح شبابية وتعاونية، وستبقى سيرته مثال للنزاهه و الإخلاص في العمل ولا بد يوماً من انصافه .