ام هريرة ظاهرة حقيقية بوسط البلد

31

imgid155620

الصورة المرفقة التي التقطتها  خلسة – وهي صورة لمرأة عجوز عاف عليها الزمن ، ولحافاتها الرطبة وحياتها الشقية  بوسط البلد – مجمع السياحي مقابل مدرج الرومان ، ويبدو ان الايام دارت بها، والبحار هاجت وماجت حال الكثيرين ممن يطلق عليهم البعض  مرضى نفسين ومجانين وسط البلد !!،  مع انه  وبرايي  المتواضع ان المرضى الحقيقين ، هم من لايبدون اي اهتمام او ادنى مبالاة بشؤونهم ، سواء مسؤولين بالتنمية الاجتماعية ممن يسرقون اموال الجمعيات كما يشاع  ام غيرهم  من البشر العادين ، لان التعمق او التأمل قليلا  في مايفعله هؤلاءالمجانين   كما يسميهم بعض المسؤلين  قد يوحي بكثير من الاحيان  بما عجز عنه اكبر المسؤلين احيانا .

ان مالفت انتباهي للكتابة حول ام هريرة و التي  مقرها الذي لا اعرف هو الرسمي ام غير الرسمي ، او لعله مقر فرضته قسوة الايام فهم مرضى وسط البلد النفسين بالمقر شتاء  ببرده  القارس  وبنفس المقر حرا  يذيب الحديد صيفا .

في احد الايام  كنت ماشيا في ذلك الطريق الذي بنته وصنعته امانة عمان على اطلال الرومان ، وانفقت عليه ملايين الدنانير وبالضبط امام المدرج الروماني ، عند الحدائق والكراسي التي خصصت ليرتاح نظر اخوتنا السياح ، والخواجات الاكارم كي تنعم عيونهم الجميلة بالمناظر الخلابة الرائعة،وكي تنعم كلابهم وقططهم المدللة بشم هواء النسيم وسط البلد؟ وطبعا هذا ليس خطأ  شرط ان يكون المقابل ان تحل مشاكل البشر اولا وتؤمن حاجاتهم، فلا احد يكره التطور والمناظر الحلوة ، ولا احد يكره رؤية السياح  الذين يجلبون المال  للخزينة ، بل اني اشجع واثني على وزارة السياحة والاثار التي قررت اخيرا فتح المدرج الروماني للعامة ولاهل البلد الذين حرموا منه سنوات طويلة ، مع اني حزين وحزين جدا على المبنى الكبير الذي يقع الى الجانب الاخر من شمال المجمع فهو مبنى طويل وضخم ولا نرى فيه غير السيارات الصافة تحته ولا نرى فيه موظفين او بشر – فكان الاجدى استغلال ذلك المبنى الضخم لجلب الاموال لخزينة البلد وفائدة العامة والبلد ولا نقرأ هناك غير عبارة واحدة ادارة المجمعات وانا لا افهم ما المقصود اصلا بوحدة ادارة مجمعات ويبدو ان العناكب   والغبار سيغزو ذلك المبنى الرهيب  الكبير   الذي بني اصلا بدل ماكان يعرف بمجمع رغدان القديم  !! .

فمسكينة قطط ام هريرة المتسخة المشردة التي تشارك ام هريرة  بالعظام وارجل الدجاج التي تجمعها ام هريرة لنفسها  وتفضل ان تطعم بناتها من الجنس الاخر بدلا من ان تطبخها وتاكلها هي    كل هذا   امام مدرج الرومان، وعلى مراى ومشهد كل الناس – حقا انها قمة العزة للنفس ،فهل يا ترى تذكرت امانة عمان هؤلاء المشردين والمساكين   الذين لامأوى لهم !

ام ان المسؤولين فضلوا ان يسموهم بمرضى وسط البلد النفسيين لاسقاط المسؤولية عن واجبهم ووظيفتهم بالايواء  لهؤلاء  ؟وماذا عن المشردين والحالات المأساوية ومشفى الامراض النفسية الخارجي والحالات التي نراها عند مبنى الامانة   بعد المدرج بعشرين او ثلاثين متر مربع ؟!!!وعشرات العشرات من المناظر المزعجة تارة والكوميدية تارة اخرى  والمحيرة تارات وتارات .

وفي يوم اخر، رايت نفس المراة تصرخ  ، وتدافع  دفاعا مستميتا   وتشتم احد المارة بكل  قوة  ، لأني رايت بعيني ذلك الشاب اللوكيشوت بالقطة  ويجعلها تهرب وتركض  وكأنها كرة قدم جامدة ، عندها  عرفت ان فرقا كبيرا بين المصطلحات التي يقولها لنا كثير من المسؤولين  كذبا وتدليسا ، وبين المصطلحات الحقيقية   التي تنطبق على الاشياء ، فهل هذا الشاب الذي شاط  القطة بقدمه مريض نفسي وام هريرة مؤذية بوضعها ورائحة فراشها ورائحة العظام  الرطبة  التي تملأ المكان- من برايكم مريض نفسي؟ المسؤول المتخاذل المتقاعس  الذي لا يبدي اي اهتمام بكل اولئك المشردين ؟ ام المشرد الذي لاحول له ولا قوة  والذي يبتكر كل الابداعات ولو كانت كوميدية ومؤذية للغير  لكي يعيش بكرامة، هذا ان ابقى له المسؤولون من اصحاب السيارات الفارهه الغارقون تحت مكيفات ال دايو وهم يحاربون  ويكافحون لأجل ان يكونوا لهم الكلمة في الشات ويعانون الامرين  لاجل ان يصبحوا اصحاب اكبر الاسماء بمعجبي  لايكات فيس بوك وطبعا هذا لايعني ان لايوجد هناك مسؤولين رجالا وشرفاء يقولون ويفعلون يبنون ويبنون وغيرهم يهدم او يوعز النجاح له مع ان غيره هو صاحب الفضل به  .

والغريب اننا نجد اول من يطالب بكرامة المشردين ومجانين وسط البلد ،هم  مسؤولي التشات   الذين لا نعرف هل يسمعون بمسميات اولئك المجانين وهو المصطلح مجانين وسط البلد  الذي يفضله اولئك المسؤلين الخاملين  ؟

“المكهرب” ..   مثلا شخص  هو عالم بالتشرد والاتساخ، ومن قبله هتلر والمرحوم نابليون  الشهير بقراءة الكتب  التي لم يقراها اكثر المسؤلين المحترمين  !  والمكهرب الذي يعكس اسوأ صورة بشكله المقرف ولبسه الممزق وجاكيته الذي يلبسه في عز الصيف  وهو ليس ذنبه بالطبع ، واخر يبيع البسكويت صباحا  ولا يغادر غير الظهيرة عندما يؤمن ثمن الدخان – ان  الذنب ذنب وزارة التنمية الاجتماعية  فاين هي عن هؤلاء، اين مشاريع التنمية واين المساعدات الخليجية !!اين مساعدات الولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب والخليج!! والذنب طبعا  ذنب المسؤلين ، الذين على ما يبدو او كما يتضح لا يعيرون اي اهتمام لحالات مثل حالة ام هريرة قد اكون  اول من اطلق عليها ام هريرة ، واصبحت مشهورة بهذا الاسم على قدر ماتملك من قطط تائهة وجائعة  بالشوارع –  ولكن جائع اصبح  يطعم جائع !! ياللعجب وياللهول ؟ لم يعد الاغنياء  يطعمون الفقراء واصبح الجوعى يطعمون الجوعى !! لانه اكثر شعورا بمرارتهم ومن جنس غير جنسهم فذلك بشر وتلك قطط، وانقلبت موازين الدنيا بالفعل !!

وواضح من خلال  صورة المرأة التي بالطبع لا اعرفها ولا اعرف حكياتها التي على ما يبدو انها حكاية  اشهر مرأة في وسط البلد فيما اصبحت تعرف  بلقب  ام هريرة  لعدد  الهرر التي تؤويها هذه المراة – اتمنى ان لا يصبح بعض  الشعب الذي مل من اخبار  ارتفاع الاسعار كل يوم فمرة محروقات ومرة ملابس ومرة رخص السير ومرة كهرباء ومياه !! مثل ام هريرة، التي قررت ان تعيش بمزاجها، واتمنى من وزارة  التنمية الاجتماعية  القيام بواجبها على الشكل الامثل دون نقص  وهذا غير واضح لي ولا للعيان بالوقت الحالي بكل اسف، اتمنى من الحكومة الكريمة ايقاف تسونامي ارتفاع الاسعار واتمنى ان تكون ام هريرة مثالا رائعا لبعض مسؤولين اخر زمن الجشعين .

قد يعجبك ايضا