كلمة في بلاط جلالة الملك !! مجلس الاعيان من دور سياسي الى جاهات اعراس وصلحات

48

حصاد نيوز – جمال حداد

في عالم مزدحم بالأحداث،ووطن عربي يعج بالحروب ويموج بالتقلبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، تحت مظلة الألفية الثالثة و علومها المتطورة التي تعتمد التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل والاتصال المذهلة،المحتاجة الى خبرة عصرية،وذهنية شبابية لكي تواكب التطورات السياسية المتسارعة والمشكلات الداخلية المتنامية،يجب إعادة النظر في نهج مؤسساتنا،وزاراتنا،دوائرنا،وعلى رأسها تشكيلة مجلس الأعيان الذي يقع على قمة الهرم الترابي في تجويد النصوص التشريعية والرقابة المالية على الحكومة.ولنبدأ بالخطوة الأولى من التغيير الذي نحلم به،ليكون ترجمة فطرية ومنطقية للإنسان الأردني الباحث عن وطن يحفظ مواطنته ويصون كرامته.

مجلس الأعيان الأردني الذي يلعب دوراً مهماً في الحياة السياسة،بالرغم انه غير تمثيلي حيث لا يمثل جماعة أو فئة ولا جهة جغرافية او مكوناً اجتماعياً،لكنه يتطابق مع مجلس النواب في المهمات السياسية،التشريعية،المالية، من هذا المنطلق فان التغيير يجب أن يبدأ به عملاً بنظرية التدرج في الإصلاح. فأهمية مجلس النواب تنبع من خبرات الأعيان أنفسهم التي اكتسبوها من خلال عملهم لسنوات طويلة ، في وظائف متقدمة وحساسة بأجهزة الدولة المدنية والعسكرية.

هذا حكما يشكل إضافة نوعية لمجلس النواب ورافدا قوياً يمده بالمعلومات،والمعرفة،و الخبرات المتراكمة، لذلك أطلق على مجلس الأعيان في كثير من الدول المتقدمة مجلس الحكماء، فهو يأتي بإرادة ملكية صرفة، يمتلك أعضائه سمات فريدة تميزه عن غيره ليكون جديراً بالاختيار وبحجم الإرادة الملكية السامية.

كلمة حق نقولها بحق مجلس الأعيان الحالي : ـ انه فقد آلقه وبريقه الذي كان يحظى به أيام زمان، و اصبح صورياً باهتاً،ناهيك انه لم يعد فاعلاً بعد غياب دوره المؤثر، تراجع دوره بعد ان فقدت لواقطه القدرة على التقاط نبض الشارع ،وشاخت مجساته الحسية عن تلمس طريقها بين الناس.انطفأ نوره بحيث لم يعد يرسل او يستقبل، بمعنى ادق اصبح لا صوت له ولا صوره ـ اي انمحى من الذاكرة الوطنية ـ وانكمش حتى تلاشى، و كأنه صورة تذكارية قديمة لمجموعة من كبار السن محشورة في برواز ومعلقة على حائط الذكرى.ولا غرابة في القول انه صار اثراً بعد عين،شكلاً بلا مضمون،بندقية بلا عتاد،وقد حان الوقت لوضعها في المتحف…. هذا ان وجدت لها مكاناً في متاحفنا الأثرية المكتظة بالانتيكات النادرة الثمينة الموضوعة كشاهد للتاريخ والحضارة.

هناك تراجعاً لدور مجلس الأعيان السياسي،التشريعي،الرقابي بطريقة مذهلة انقلب الى دور اجتماعي يقود افراده جاهات الأعراس،صلحات العشائر،وحلَّ الخصومات بين الأقارب،وهذا مخالف لدور العين وموقعة،صاحب الهيبة وله صدر الديوان في كل مكان وزمان،والذي يجب ان يبقى إيقونة حية للجميع وقدوة يقتدى بها في المجتمع كله.

ومازلنا نتذكر بكل اعتزاز أعيان كرام،أصداء مواقفهم لا تزال ذكراها تترد بين الناس وافكارهم نبراسا لما جاء بعدهم،لأنهم حملوا الأمانة على أكتافهم ولم يفرطوا بها حتى انتقلوا الى رحمة الله تعالى، فصاروا المثل والمثال لأنهم ملأوا كراسيهم،وقدموا كل ما عندهم حيث بقيت بصماتهم الى يومنا هذا

العين شخصية مهمة لها تاريخ طويل في العمل الحكومي الرسمي.تم اختياره لعامل التميز ،وللنقش الذي تركه على جدار الوطن إثناء خدمته،لكن واقع الحال اليوم يشي بعكس ذلك.فبعض الأسماء في مجلس الاعيان غير معروفة للعامة وليس لها اي ذكر يذكر، مجرد شخوص تملْ الخانة،مع ان العين يجب ان يحمل كاريزما قوية طاغية،خاصة ان مجلس الاعيان هو مجلس الملك وبالتالي عليه ان يرتقي الى هذه المسؤولية التي اودعها به سيد البلاد، اضافة الى ان مجلس الملك ـ مجلس الحكماء ـ يتعامل مع اخطر مجلسين في الدولة هما مجلس الوزراء ومجلس النواب وبعض أعضاء هذين المجلسين لهم باع طويل في السياسة،القانون،علم الاجتماع ،الاقتصاد.

لا نفرض رأياً على احد بل من قبيل الاضاءة على موضوع خطير ومهم جداً، الحق نقول ان واقع الحال وتسارع وتيرة التغييرات الاجتماعية،السياسية،الاقتصادية في الوطن بخاصة و الإقليم بعامة تستدعي من صاحب القرار الادرى بكل من حوله الطلب الى بعض الأسماء الخلود للراحة،تلك التي استنفذت وقودها،ولم يعد في جعبتها ما تعطيه، واستدعاء وجوه جديدة فوارة بالحيوية ومتعطشة للعطاء على مدار الساعة.

الوقائع
قد يعجبك ايضا