خالد الخلايلة لـ طارق خوري “شعبنا الأردني يعي الغث من السمين “
حصادنيوز-لا اعلم حيثيات الموافقة على الندوة التي تم عقدها برعاية النائب طارق خوري, وكما لا اعلم كيف تم الموافقة على عنوان المحاضرة “سبب عزوف الأردنيون من أصول فلسطينية عن الانتخابات”, ولا اعلم أيضا ما هي الجهة التي يتحصن خلفها في كل مرة يثير فيها النعرة الطائفية دون محاسبة او حتى مسائلة, ومن هي الجهة التي تتبنى فكره أكانت داخلية ام خارجية ام هل هي اجتهاد شخصي يتبناه بين الحين والأخر؟.
استغرب الكثير من الشعب الأردني الصابر من عقد هذه الندوة وتفاجأ كما تفاجأ دولة عبد الروؤف الروابدة الذي وافق “حتى لا يتهم بالإقليمية” بالطرح الذي لا مبرر له الا انه يعكر صفو المزاج العام الأردني ويخلق جدلية السؤال بالتعريف بهوية الأردني والغمز بمواطنته من جهة أخرى.
لا أرى الا ان سعادته يتجه مع العديد من يتبنى طرحه الى “لبننه الأردن” وإيجاد مصطلح يخدمه هو وغيره “المكون الفلسطيني في الأردن” ولا يهم سعادته ان كان النقاش يفضي الى تعكير صفو الأردنيين , المعكر أصلا صفوتهم بما يحدث في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا,
وكم كنت أتمنى لو كان العنوان “سبب عزوف الأردنيون عن الانتخابات؟” كونه لا يوجد في الاردن الا الهوية الاردنية سواء اكانت من اصول فلسطينية ام حجازية ام عراقية ام غيرها.
وكم كنت اتمنى ان تكون عنوان الندوة “سبل تحقيق المصالحة الفلسطينية”, او “كيفية دعم الاهل في فلسطين في ضل الهجمة الإسرائيلية”, او مناقشة قانون الانتخاب الذي اوصله الى مجلس النواب رغم عدم رضى الاردنيون عنه او غيرها من مئات المواضيع التي تهم المواطن الاردني ككل دون الرجوع الى بلدته الاصلية او انتمائه السياسي.
ولو كنت اشك ان الندوة تخدم المواطن او حتى القضية الفلسطينية لكانت سعادتي وغيري كبيرة الا اني اكاد اجزم انها تهدف الى اللمز بالهوية واللمز بدرجات المواطنة وتفتح الباب على مصراعيه لجدلية التعريف بمن هو الاردني ومن هو الفلسطيني والتجديف بكل قوة نحو الحقوق المنقوصة التي يلمز بها سعادته لعزوف الاردنيون من اصلول فلسطينية عن الانتخابات وغيرها مما لا نحتاجه الان ولا غدا.
قد يخدع عنوان الندوة الكثيرين ممن يجد في الإقليمية بيئة خصبة للنمو وقد تخفي الندوة ما هو اخطر من ذلك بوجود شخصيات عامة تتبنى فكرة بان الاردن يتكون من مكونين الاول اردني والأخر مكون فلسطيني لا ارى اننا في حاجة لابرازه كمصطلح سياسي يؤسس لمرحلة لاحقة تتبنى تقسيم البلد وتجترح المواطنة الا اذا كانت المرحلة القادمة تتطلب ذلك.
ارى كغيري ان محاولاته هو وثلة من الشخصيات ما هي الا محاولة لافراز قيادات أردنية من أصول فلسطيني توهم الإخوة الأردنيين من أصول فلسطينية انها قادرة على تمثيلهم وتحصيل حقوقهم المنقوصة ان كانت كذلك.
وختاما أتوجه بالنصيحة لسعادته بالأخذ بالدروس والعبر من محيطنا العربي فالعناوين البراقة التي تبهر العامة أصبحت مستهلكة ولا يهضمها الجهال فكيف يهضمها شعبنا الأردني الذي يعي الغث من السمين.