في حوار شامل …ناصر الشرّيدة : 18 مليار و 776 مليون دولار حجم الاستثمارات في العقبة الاقتصادية

26

حصاد نيوز – أكد معالي رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة بان منطقة العقبة الخاصة قصة نجاح رائدة ومتميزة منذ تأسيسها ، بنيت على أسس ومقومات مكنتها من الانطلاق بخطى ثابتة متجاوزة مرحلة التأسيس الى مرحلة العطاء والانجاز ، تم تتويجها في التوسع في الاستثمارات ، وخلق فرص العمل ، والمساهمة في النشاط الاقتصادي على المستوى المحلي والعربي والعالمي .

وكشف الشريّدة في حوار مع ” الوقائع ” عن حجم الاستثمارات في المنطقة الخاصة والتي بلغت منذ انشائها 18 مليار و776 مليون دولار توزعت على قطاعات السياحة والفندقة والصناعات الخفيفة والخدمات ، مبيناً بأنه وبالرغم من التحديات والاضطرابات الإقليمية المحيطة الا انه استطعنا البقاء في حالة الأقل تضرراً في النشاط السياحي والاقتصادي نظراً لتمتعنا المستمر بعون الله في مجال البيئة الآمنة والاستقرار السياسي الذي يرعاه ويقوده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .

وحول أخر المستجدات بخصوص اطلاق ستة مناطق استثمارية جديدة في لواء القويرة ، أكد الشريدة بان هذه المناطق تحظى برعاية واهتمام من لدن جلالة الملك ، ونعمل بناء على توجيهات جلالته لتكون تلك المناطق سياحية وصناعية وخدمية ولوجستية توفر البينة التحتية الكاملة لممارسة هذه النشاطات بهدف نقل التنمية وتوزيع مكاسبها على ما يحيط بالمنطقة الخاصة من حواضر وبادية إضافة الى توفير فرص العمل للمواطنين في تلك المناطق.

وفيما يلي نص الحوار الكامل :.

الوقائع : بداية شهدت منطقة العقبة الاقتصادية مسيرة من الانجاز وهو أمر مقدر ننظر إليه بعين الرضى ، لكن هناك بعض المراحل شهدت تباطؤ وترحيل لبعض الأزمات . معاليكم هل نعتبر تعيينكم هي مرحلة ” لا ” للتأجيل أو الترحيل بهدف تحقيق فلسفة ورؤية المنطقة الخاصة ومنحهّا القدرة على تحقيق أهدافها ؟

الشريدة : أولاً ..دعني اتفق معك في أن تأجيل أي عمل هو مقتل له وللانجاز ، لكن كل مرحلة كان لها ظروفها الخاصة فمثلا حين عصفت الأزمة المالية العالمية بالاقتصاد العالمي واقتصاديات المال كان لا بد من التوقف للتيقن أين نحن من خطط مواجهة هذه الأزمة فكان لا بد من تأجيل بعض الخطط إلى حين تبين الحقيقة وتداعيات الأزمة لكن ما تحقق في العقبة الخاصة خلال عمرها هو نتيجة مرضية تماما بل وفاقت التوقعات وأنا شخصيا ضد أي تأجيل ليس له ما يبرره ، فكلفة حل المشكلة اليوم اقل بكثير من كلفة حلها في الغد وهكذا، لذا أنا من المؤمنين بان لا تأجيل للخطط الموضوعة لتطوير العقبة وحسب إمكانياتنا المتاحة .

الوقائع : تحتضن العقبة الخاصة جملة من الاستثمارات في قطاع السياحة ، واللوجستيات ، والاستثمارات التعليمية والتجارية ، فكم بلغت قيمة الاستثمارات الفعلية حتى نهاية العام 2016 م ؟

الشريدة : بلغ حجم الاستثمارات في المنطقة الخاصة منذ انشائها 18 مليار و776 مليون دولار . منها 10 مليار و57 مليون دولار استثمارات إماراتية تشمل مشروع مرسى زايد وسرايا فيما بلغت الاستثمارات السعودية 4مليار و74 مليون دولار والاستثمارات المحلية الأردنية 3 مليار و945 مليون دولار والاستثمارات الهولندية 742 مليون دولار فيما بلغت قيمة الاستثمارات الكويتية في العقبة 445 مليون دولار . حيث تتوزع هذه الاستثمارات على قطاعات السياحة والفندقة والصناعات الخفيفة والخدمات .

الوقائع : من المعروف بان هناك صعوبة بالغة في إيجاد بيئة استثمارية تفتقر إلى الأمن والآمان ، ونحن في الأردن وبحمد الله نحن نتجاوز هذه المعيقات التي تؤرق دول الإقليم ودول الجوار ، لكن نحن بحاجة إلى إعادة النظر في التشريعات الناظمة للاستثمار وجذبه لتحقيق بيئة استثمارية أكثر ملائمة لحاجة المستثمرين ؟

الشريدة : تعلم أخي جمال أن رأس المال دائما يبحث عن الآمان للاستقرار وهذا الأمر وبحمد الله متوفر في الأردن فالبيئة الاستثمارية جاذبة للاستثمار وإلا لما وجدت الاستثمارات الأجنبية والعربية تستقر في العقبة الخاصة وفي مناطق مختلفة من المملكة.

كما أن البيئة التشريعية تتمتع بالاستقرار أيضاً فحين يجد المستثمر أن هناك الكثير من التغيير في القوانين الناظمة للاستثمار فانه يبدأ في البحث عن البدائل المختلفة وانا اجزم ان تشريعاتنا الاستثمارية محفزة وجاذبة للاستثمار وهذا لا يمنعنا من إعادة النظر ومن خلال التطبيق وتحسس أي ثغرات في بعض التشريعات التي نرى أنها باتت غير مناسبة أو غير منافسة على مستوى الإقليم لأننا لا نعمل في بيئة ثابتة بل متغيرة وهذا يستدعي مواكبتها فحين تقدم إحدى الدول على تعديل تشريعاتها لتتقدم في مجال جذب الاستثمار فاننا آنذاك مدعوون لتعديل تشريعاتنا لنحافظ على جاذبية الاستثمار وحيويته .

الوقائع : خلال الخمس سنوات الماضية واجهت العقبة عدد من التحديات ، أزمة مالية عالمية، عدم استقرار سياسي في المنطقة ، الأمر الذي أدى إلى تراجع النشاط الاقتصادي وانخفاض أعداد السياح …معاليك هل ستشهد العقبة انطلاقة جديدة لجعلها مقصداً سياحياً عالمياً وبوابة للتجارة والاستثمار ؟

الشريدة : من خلال تتبعي لما حدث في الإقليم من تغيرات سياسية وتحديات واضطرابات يمكنني القول أننا وبحمد الله استطعنا ان نحول تلك التحديات الى فرص ففي بدايات ما يعرف بالربيع العربي اجزم ان المنطقة كلها عاشت في تراجع سياحي واقتصادي كبير ، لكن حين ترى حجم التراجع لدينا مقارنة بالآخرين تراه لا يذكر ان كان على الصعيد الاقتصادي أو على الصعيد السياحي فمقارنة الأرقام التي تتوفر لدينا تفيد اننا باستمرار بقينا ضمن حالة الاقل تضررا نظرا لتمتعنا المستمر بعون الله في مجال البيئة الآمنة والاستقرار السياسي الذي يرعاه ويقوده سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .

فعلى سبيل المثال لا الحصر ارتفعت نسبة الإشغال الفندقي في العقبة عام 2016 بنسبة 12.6 بالمائة عما كانت عليه في العام 2015 حيث بلغ عدد الغرف التي تم إشغالها في العام الماضي 640712 غرفة فندقية مقارنة بما يصل الى 478597 غرفة فندقية في العام 2015 .

فيما بلغ عدد السياح الذين أموا العقبة خلال العام الماضي 484039 ألف سائح من مختلف الجنسيات حيث حلت السياحة الروسية في المرتبة الأولى بعد السياحة الوطنية إذ بلغ عدد السياح الروس الذين وصلوا العقبة 56428 ألف سائح تليهم من حيث العدد السياح القادمين من فلسطين إذ بلغ عددهم 33199 سائح تلاهم من حيث العدد السياح القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية إذ بلغ عددهم 10715 ألف سائح.

فيما بلغ عدد السياح القادمين عبر مطار الملك الحسين الدولي في العقبة عام 2016 ما مجموعة 157071 بنسبة زيادة بلغت 73بالمائة عن العام الذي سبقه 2015 حيث بلغ عدد السياح القادمين جوا 119890 ألف مسافر.

وبلغ عدد البواخر السياحية التي رست في ميناء العقبة خلال العام الماضي 2016 بلغ 50 باخرة سياحية حملت على متنها 60375 سائحا من جنسيات مختلفة بنسبة زيادة مئوية بلغ مقدارها 38 بالمائة عن العام الذي سبقه عام 2015 حيث بلغ عدد السياح القادمين بحرا 43659 سائحا .

وهنا اؤكد ان السياحة في العقبة تحظى بعناية خاصة منذ انطلاقة المنطقة الخاصة حيث شهدت المنطقة توسعاً سياحيا غير مسبوق من حيث عدد المنشاءات السياحية والفندقية ومنشاءات الخدمات المساندة حيث بلغ حجم الاستثمار في القطاع السياحي ما يزيد على 50 بالمائة من مجموع الاستثمارات الكلية المقامة في المنطقة الخاصة منذ انشائها .

وانوه هنا الى ان قطاع السياحة في العقبة يعد قطاعاً واعداً وامتاز القطاع عن غيره من القطاعات باستيعابه اعداداً من العمالة المحلية التي أثبتت ان لا وجود لثقافة العيب في العمل، خاصة اذا ما توفرت للعامل الأردني سبل الاستقرار الوظيفي من تأمين صحي، وضمان اجتماعي، وفرص للترقي، والكسب المناسب فقطاع السياحة واجهة الأردن الخارجية ومصدر مهم للعملات الأجنبية،. وإبراز الوجه الحضاري للأردن،

انا واثق ان هذا العام سيشهد حركة سياحية نشطة بدأت تباشيرها مطلع هذا الشهر عبر وصول الطائرات التي تقل السياح من مختلف الدول الاسكندنافية حيث سيتمر توافدها حتى نهاية الشهر الرابع من هذا العام .

الوقائع : تستعد سلطة العقبة للإعلان عن إطلاق ستة مناطق استثمارية جديدة في لواء القويرة ..للحديث عن هذه المناطق والمزايا والحوافز التي ستتمتع بها ؟

الشريدة : لقد اعلنا بالفعل عن هذه المناطق التنموية الست في لواء القويرة وهي مناطق سياحية وصناعية وخدمية ولوجستية توفر البينة التحتية الكاملة لممارسة هذه النشاطات وفلسفة اقامة هذه المناطق هو نقل التنمية وتوزيع مكاسبها على ما يحيط بالمنطقة الخاصة من حواضر وبادية وهي إضافة الى ذلك ستوفر فرص العمل للناس في تلك المناطق.

حيث تمتاز المنطقة ببطالة عالية لا يمكن محاربتها الا بوجود صناعة وخدمات تستطيع استيعاب تلك القوى المعطلة عن العمل وميزة الاستثمار في هذه المناطق لا تختلف عن أي ميزة توفرها قوانين وتشريعات وانظمة المنطقة الخاصة بمعنى أنها تعتمد بيئة وحوافز المنطقة الخاصة من حيث العمال وحرية تدفق الأموال وعدم الإخضاع لضريبة الدخل ومعاملة منتجاتها على أنها مصنعة داخل المنطقة الخاصة ونحن في هذا الجانب نتعاون مع مدينة العقبة الصناعية الدولية في العقبة التي ستدير بعض تلك المناطق نظرا لما تتمتع به المدينة من سمعة دولية في مجال الاستثمار وتشجيعه خاصة في السوق الصيني الذي يعد السوق الاقتصادي الأول على المستوى العالمي

كما نقوم بتقديم خدمات كبيرة ومباشرة لمنطقة القويرة و الديسه و وادي عربة ووادي رم ، وهناك مسارات سريعة ومسارات متوسطة وغيرها لتنفيذ مشاريع تنموية وخدمية لأهالي وسكان المنطقة والجمعيات بالتعاون مع مؤسسات حكومية وشبه حكومية ومنظمات غير حكومية وكلها تهدف إلى خدمة المنطقة وسكانها ، وهناك اهتمام كبير وزيارات عديدة تمت إلى تلك المنطقة من لدن جلالة الملك المفدى ، ونحن نعمل هناك بناء على التوجيهات الملكية السامية بهذا الخصوص .

الوقائع : فيما يتعلق بسكة حديد العقبة ، أعلنتم بأنها ستخضع لخطط تطويرية بهدف بلورة وصياغة مفهوم جديد للسكــة تكون قادرة على نقل الحاويات من ميناء الحاويات إلى الميناء البري في مدينة معان ..للحديث حول ابرز ما سيشهده هذا المشروع ؟

الشريدة : سكة الحديد التي تعنيها هي مشروع اقتصادي على المستوى الوطني تقوم بدراسته والتخطيط له وزارة النقل بالتشارك مع شركة تطوير العقبة الذراع التطويري لسلطة المنطقة الخاصة وهي ضرورة أصبحت للربط ما بين الميناء البحري وما بين الميناء البري المتوقع انشاؤه في معان فبالإضافة الى فرص العمل التي سيوفرها مثل هذا المشروع فانه سيعمل على تسريع نقل الحاويات والبضائع القادمة فيها ويمنع تأخيرها ويقلل من خطر النقل بواسطة الشاحنات على الطرق ويخفف من آثارها على الطرق النافذة التي تحتاج الى الصيانة المكلفة جدا بين الحين ولآخر هذا المشروع سيتم فقد بدأت فعليا دراسات الجدوى له ومن المتوقع الانتهاء منه قريبا لطرحه على الشركات المعنية . .

الوقائع : حرصت سلطة العقبة الخاصة على دورها المجتمعي فكان على سلم أولوياتها انطلاقا من التوجيهات الملكية بهذا الخصوص للحديث عن أهم مبادرات التعليمية ، والتوظيفية والإنسانية التي قدمتها السلطة للمجتمع المحلي ؟

الشريدة : اولا يجب ان أشير الى ان دعم التعليم وتطويره في العقبة يعد من أولويات السلطة وصولا الى إشراك كافة قطاعات المجتمع في جهود التنمية المستدامة التي تقودها السلطة بموجب قانونها ودورها التطويري المنشود.

لذلك تم ايلاء قطاع التعليم العالي والجامعي أولوية بالنسبة للسلطة حيث قدمت خلال العام الماضي 2016 ما مقداره 730 منحة من خلال برنامج دعم التعليم الذي يستهدف طلبة الجامعات والكليات الحكومية من أبناء محافظة العقبة غير المقتدرين مالياً لمساعدتهم في متابعة تعليمهم الجامعي.

كما نفذت السلطة خلال العام الماضي دورات تقوية في مختلف المواد الأساسية في مرحلة الثانوية العامة والأساسية حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه الدورات حوالي (1000) طالب وطالبة ويقوم على تنفيذ البرنامج (90) معلما ويشمل البرنامج (23) مدرسة حكومية في العقبة وقراها.

وفي ذات السياق، دعمت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة مجموعة من المبادرات التعليمية منها ( ملتقى طالبات الجامعات الثامن) الذي يهدف الى تطوير الطاقات الشبابية لدى الطالبات داخل الجامعات الأردنية وناقشت هذه المبادرات موضوع العادات وأثرها على حياة الشباب وإستراتيجية بناء العادات الإيجابية وهدم العادات السلبية واستفاد من المبادرة ما يزيد على (250) طالبا وطالبة.

وتم ابتعاث 14 طالبا وطالبة في مختلف التخصصات من أبناء المجتمع المحلي في العقبة للدراسة في جامعة العقبة للتكنولوجيا تتويجا لمذكرة تفاهم مع الجامعة تبرعت خلالها بدفع رسوم هؤلاء الطلبة الأربعة عشر كاملة وعلى نفقة الجامعة فيما تقدم سلطة العقبة الخاصة مبلغ 100 دينار شهريا للطالب المبتعث كمصروف جيب وطيلة فترة دراستهم الجامعية.

وإيماناً من السلطة بضرورة دعم الأسر العفيفة والمحتاجة فقد قدمت “السلطة” مساعدات عينية طالت عشرات الأسر في المناطق الأكثر فقرا في المحافظة، كما تم تجديد اتفاقية أسواق تكايا الخير مع جمعية تكية أم علي للاستمرار في دعم مبادرة “العقبة لعيش كريم”، والتي تهدف إلى القضاء على الجوع في مدينة العقبة والقرى المجاورة لها ورفع مستوى المعيشة فيها وتوفير العيش الكريم للأسر العفيفة حيث يتم دعم ما يقارب 500 أسرة شهريا بالمدينة من خلال أسواق تكايا الخير التي تم افتتاحها بالإضافة إلى توفير طرود غذائية شهرية للعائلات المنتفعة بالقرى حيث يصل عدد المنتفعين بالقرى إلى (327) أسرة.

وهنا ينبغي ان أوضح ان السلطة تسعى الى خلق روح المبادرة لدى الشباب لإنشاء مشاريع صغيرة خاصة بهم من خلال توجيه الدعم لهم لإنشاء مثل هذه المشاريع حيث أطلقنا مشروع يمكن الشباب من خلق مشاريعهم بالتعاون مع مركز الأميرة بسمة للتنمية المجتمعية بحيث تشكل هذه المشاريع جزءا من الجهود التنموية المستدامة التي توفرها وتدعمها سلطة المنطقة الخاصة .وبما ينسجم مع توجه الحكومة في خلق فرص التشغيل وليس التوظيف .

قد يعجبك ايضا