هــزّة سياسية تجتاح إسرائيل …من هي الإعلامية التي تهدد نتنياهو وزوجته

30

حصاد نيوز – مَن يتابع الهزة السياسية التي تجتاح إسرائيل في هذه الأيام، لن يصدّق أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يزور الصين في هذه الأيام، بات مشغولا أكثر من الماضي في عرقلة محاولات وزير المالية في حكومته، موشيه كحلون، لإقامة اتحاد البث العام الجديد.

حيث أن اتحاد البث العام، أو حسب ما يُعرض أمام الجمهور الإسرائيلي باسم “كان” (أي هنا باللغة العربية) هو اتحاد إعلامي إسرائيلي أقيم عام 2015 بموجب قانون سلطة البث في إسرائيل، ليحل محل سلطة البث القديمة، التي فرض القانون إغلاقها.

وتكمن المشكلة في أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، غير راض إلى حد كبير من الخطوة ويحاول الإضرار بإقامة هيئة البث الجديدة وبدء عملها. يدعي نتنياهو، من بين ادعاءات أخرى، أن اليسار الإسرائيلي، سيطر على سلطة البث وأنه ليس معنيا بهذه الهيئة بعد، هذا وفق ادعاءاته: “لا تمثل هيئة البث كافة الجمهور في إسرائيل تمثيلا صادقا”. تجدر الإشارة في هذه الفرصة إلى أن إحدى الصحف الأكثر انتشارا في إسرائيل “إسرائيل اليوم” هي صحيفة يملكها الملياردير الأمريكي، شيلدون أدلسون، المقرّب من نتنياهو.

ولم تنته الضجة الكبيرة حول برامج البث الجديدة لهيئة البث الجديدة بعد. اذا أعلنت أمس إدارة هيئة البث العام الجديدة، في ظل الضجة السياسية، أن الصحفية القديرة والإعلامية، جئولا إيفن ساعر، ستُقدم نشرات الأخبار المركزية في هيئة البث العام الجديدة.

حيث بدأت إيفن عملها الإعلامي في محطة إذاعة الجيش الإسرائيلي، وفي عام 1993 انتقلت للعمل في القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي. منذ أن كانت جئولا ابنة 25 عاما، بدأت تقدم نشرت الأخبار المركزية في القناة الأولى.

وهنا تزداد الحبكة تعقيدا: إيفن ليست إعلامية قديرة وجدية طرحت الكثير من المواضيع الصعبة ضد إدارة نتنياهو وزوحته، سارة نتنياهو فحسب، بل إنها زوجة خصوم نتنياهو اللدود، عضو الكنيست سابقا ووزير التربية سابقا في حكومة نتنياهو، وهو جدعون ساعر. رغم اعتزال ساعر الحياة السياسية، موضحا أنه اتخذ هذا الخطوة لأنه يرغب في قضاء المزيد من الوقت مع العائلة، ما زال يعتبر شخصية سياسية هامة جدا في حزب الليكود ومرشحا ملائما قد يعود إلى حزب الليكود، حزب نتنياهو، ويترشح لرئاسته.

ليس هناك أسوا من الإعلان عن أن جئولا إيفن، ستكون مقدمة النشرة المركزية في القناة الجديدة بالنسبة للزوجين نتنياهو. إن نسبة المشاهدة التي ستحظى بها برامج البث العام ليست هامة في نظر عائلة نتنياهو، ولكن حقيقة وجودها تشكل خطرا على الصورة الذاتية الإعلامية التي عمل عليها نتنياهو كثيرا عبر صفحته على الفيس بوك، وعبر صحيفة “إسرائيل اليوم” وهما موقعان يشكلان موقعين إعلاميين يثيران الطمأنينة لنتنياهو بشكل تام. يعتقد الزوجان نتنياهو أن حكمهما وسيطرتهما المستقبلية، يتعرضان للنضال من أجل البقاء بشكل مستمر.

تشكل إيفن مصدر تهديد على الزوجين نتنياهو. في الحرب على الصورة الذاتية، لم تلحق بإيفن الوصمة اليساريّة التي تخيف الزوجين نتنياهو. لا شك أن إيفن مهنية، وأن شخصيتها كمجرية مقابلة حازمة، لا تتملق من أي أحد من الذين تجري معهم مقابلات. أكثر من ذلك، فإن الزوجين نتنياهو يخافان ليس من قدراتها الصحافية فحسب أو من حضورها، بل من أن يشكل زوجها جدعون ساعر تهديدا حقيقيا على حكم نتنياهو في الانتخابات القادمة.

“جئولا إيفن – ساعر؟ تشكل خرقا لاذعا للوضع الراهن، تجاوزا علنيا للخط الأحمر.. إعلانا عن حرب. لا مناص، يجب إجراء انتخابات”، كتب اليوم صباحا المحلل البارز، بن كسبيت، في صحيفة معاريف.

يعتقد الزوجان نتنياهو أن الكثير من الصحافيين ليسوا قادرين على التخلي عن مواقفهم السياسية. فهما يعتقدان أن زعماء القناة الجديدة، هم “يساريون” مثل صحيفة “يديعوت أحرونوت” و “هآرتس” يعملون معا لإسقاط حكومة نتنياهو. وفق اعتقادهما، ليست هناك إمكانية للإعلان عن تقرير عادل من قبل إيفن، أو مقابلة غير محرّفة أو حتى عن افتتاحية منقمة حول إدارة نتنياهو في أي موضوع كان. “كل وقت بث يخصص لنتنياهو، سيُخصص مقابله وقت لعدو لدود يشكل تهديدا عليه”، كُتب اليوم صباحا في صحيفة “هآرتس”.

قد يعجبك ايضا