دولة سمير الرفاعي… كتم الشهادة إثم كبير وخيانة للوطن…حان وقت الحديث

24

حصاد نيوز – جمال حداد

الاختلاف في تشخيص علة الظاهرة السلبية يدل على امتدادها ، و تشعباتها ، إضافة إلى عمق غور جذورها المتآكلة بسبب عدد من الفيروسات الضارة.بمعنى إن الحالة المرضية قائمة حتى وإن اختلفت الآراء في كيفية إجتثاثها ، ووجوب إزالتها قبل استفحالها باللجوء إلى جراحه عميقة، للتخلص من آثارها.

فان تُركت تنمو وترعرع من دون علاج مبكر،فانه لا يعلم إلا الله عواقب الكارثة الناتجة عنها ، وما تجره على البلاد والعباد من ويلات.

الحقيقة الواضحة كشمس رابعة النهار،ان حكومتكم الأولى التي قمتم بتشكيلها في الرابع عشر من كانون الأول من العام 2009، وحكومتكم الثانية في الرابع والعشرين من تشرين الثاني للعام 2010م ، كانتا من أسوأ الظواهر التي مرت في تاريخ الأردن منذ نشأة الإمارة حتى فتوة المملكة،اذ أنها خلقت هزات عنيفة سجلها مقياس ريختر الشعبي،وان كان صمت عنها فانه لم يسامحها.

حكومة كانت بلا طعم ولا لون ولا رائحة ، هلامية فاقدة مقومات الشخصية،و مسطحة لا هوية تحدد ملامحها،و سطحية لا بصمة تدل عليها،فلو أنها تاهت في تلك الأيام بأحد زواريب العاصمة عمان اجزم لا احد يستطيع التعرف عليها،حيث ولدت غير مرغوبة سياسياً و لا برلمانياً، و لا مقبولة شعبياً.فكانت أشبه ما تكون بالعشيقة التي أصابها شيخوخة مبكرة،فأصاب عاشقها الملل مما دعاه الرحيل مبكراً ” لشعوره أنها خدعته بالمكياج المصطنع و الألوان البراقة ”

لا يختلف أردنيان عاشقان لتراب الأردن ، أن حكومتكم كانت عاجزة وغير كفؤة بكل المقاييس الشعبية والسياسية والقدرة على إدارة الدولة،ولم تكن بحجم القدرة على تخطي الأزمات التي كنا نمر بها من تحولات اقتصادية ، واجتماعية ، سياسية ،ناهيك عن المديونية العالية، ،وتعاطي المخدرات والبطالة إضافة إلى ترهل الجهاز الإداري… اذ أن السكوت على الخطأ مشاركة فيه ومؤازره صامته له وكتم الشهادة على سريان الماء من تحت أرجلنا، إثم كبير وخيانة للوطن .

الشهادة على ما كان يدور،وكشف المستور بصفتنا مراقبين وحملة أقلام مسؤولة حق لنا وواجب ديني ووطني وأخلاقي،عملاً بقول الله تعالى وهو خير القائلين : ـ ” ولا تكتموا الشهادة ، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم ” صدق الله العظيم

ليس بخاف على أحد أن أوقاتنا العصيبة وظروفنا القاسية،أمران يستدعيان إستنفار الهمم كافة ، وبذل طاقات الجميع من دون استثناء ، وحشد القوى كلها في سبيل إعلاء الوطن اقتصاديا،وبذل أقصى الجهود لتمتين بنيانه ولُحمة أبنائه،حيث لا وطن بلا عمل مضنٍ ولا وطنية بلا تضحيات موصولة،فالوطني المنتمي هو الذي يعطي،وخير أهل العطاء الشهداء الذين يبذلون دمهم رخيصاً في الدفاع عن التراب الوطني.

من هذا المنطلق أجد بأن الحكومة الحالية يقودها رئيس وزراء من الطراز المميز …من أهل العطاء بلا حدود ، وكادر وزاري يتقي الله يشمرون عن سواعدهم لتتعفر بتراب الوطن ، فهم على قدر من المسؤولية وقامات بحجم التحديات التي تعصف بنا من كل الاتجاهات ؟

لسنا من صيادي الأخطاء ولا قناصي الفرص ، لكننا نتمرس في خندق الوطن ونقف في صف المواطنين دفاعا عن الحق و استماتة لأجل مستقبل المملكة…هذه المملكة التي نفديها بفلذات أكبادنا من العقبة إلى الطرة . مسنودين بترسانة من الحقائق الدامغة لحكومتكم السابقة التي تعثرت ومرت بأخطاء قاتله نحجم عن ذكرها كي لا نتهم بالتصيد والتضخيم والتهويل.

الشارع الأردني القلق كان ومازال يسأل السؤال المشروع :ـ ماذا عملت حكومتكم لمكافحة المخدرات التي غزت الشباب ودخلت الجامعات وانتشرت كالوباء،وما نتج عنها من كوارث اجتماعية نمسك عن التصريح بها؟!. يقابلها بطالة زادت على 15% من الأيدي العاملة.ماذا فعلت بتضخم القطاع العام الذي يأكل الميزانية من دون انتاج يذكر،ناهيلك عن ترهله وانتشار الواسطة ،المحسوبية،الرشوة بين مفاصلة ؟!.

كان الخروج في مأزق حكومتكم التي لم تقدم شيئاً في المشهد الأردني، نرى أن المفتاح الذهبي لحل جميع المشكلات التي تتعلق بها وبذيولها لا يكون إلا بحلها .. بمعنى أن الحل بالحل. و في وقفة لقراءة الأحداث ومحاسبة صرامة مع الذات ، نكتشف أن حكومتكم لم تفلح في شيء،ولم تسجل أي انتصار لها بل كانت منذ يمين القسم أمام سيد البلاد وحتى تقديم استقالتها سلسله من الإخفاقات بمتواليات هندسية لا حسابية حيث بلغ التذمر الشعبي والسخط أعلى مستواه.

لن نظلمك دولة الرئيس – فقد تكون موظفا ناجحاً ، و مسؤولاً متفوقا ، ووزيراً متميزاً ، ، وأما أن يتربع على كرسي رئاسة الوزراء من جديد فهذا أمر مشكوك فيه لأن منصب رئيس الوزراء ليس عملا مكتبياً ولا وظيفياً بالمعنى الروتيني بل هي عمل قيادي،ومسؤولية ثقيلة ، ومواجهة يومية مع المتغيرات المتعددة والمستجدات الحادة والقرارات العاجلة ،حيث يتطلب الأمر مواقف جريئة لحظيه وعلاقات خارجية متينة، ومعرفة عميقة بالشأن الداخلي،و اطلاع على أحوال الناس في البادية والقرية،في المخيم والتجمعات العشوائية،في الأطراف والمحافظات وليس فقط في المجتمع المخملي في عمان وتحديداً عمان الغربية … وهذا ما تفتقر إليه جملة وتفصيلا ..

الأردني صبر صبر أيوب اقتصادياً،وظل كاظماً جرحه ومعاناته …سؤالي لك يا دولة الرئيس إلى متى ؟! . إن جمل المحامل له طاقة له قدرة زمنية وكذلك الإنسان مهما بلغت طاقته الاحتمالية قوية.البلد بحاجة إلى تنمية لا مساعدات…بحاجة إلى مشاريع صغيرة لا قروض…إلى ساسة وطنيين لا إلى حيتان منتفعين جلَّ همهم تكيس الأموال…الى مسؤوليين حقيقيين نفاخر بسيرهم الحميدة وسلوكياتهم المستقيمة التي تفرض الاحترام.

وللحق يقال بان الرئيس الحالي د. هاني الملقي شخصية كاريزمية قوية… تتفاعل مع الناس ، تؤثر وتتأثر بهم. بعيداً عن فرض الرأي الاحادي عليهم ، والسير عكس حركتهم ، وتحميلهم أخطاء غيرهم ، يمنح الناس الأمن و الأمان، والحب و الرضا، و فوق هذا وذاك،يتحلى بالصدقية و الموضوعية ومتانة الشخصية بعيداً عن الغرور والثقة المصطنعة.

قد يعجبك ايضا