دحلان يعود بقوة عبر المثلث الاماراتي السعودي المصري وعباس قلق!
المقربون من الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدثون حاليا عن قلقه وقلقهم من عودة قوية لمحمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي فصله الرئيس عباس من الحركة في ذروة الخلافات بينهما بسبب فتح الاخير لملف ابنائه التجاري، والتخطيط للاطاحة به من الرئاسة.
مصدر القلق يعود الى ارتفاع اسهم السيد دحلان السياسية في المثلث المصري الاماراتي السعودي الذي بات يشكل ثقلا رئيسيا في قيادة المنطقة العربية، فهو يعتبر من اقرب المقربين الى الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي ورجلها القوي، والى الامير بندر بن سلطان رئيس جهاز المخابرات السعودي الذي تصاعد نفوذه داخل الاسرة الحاكمة السعودية اخيرا، والفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس المصري محمد مرسي.
القاسم المشترك بين هذا المثلث هو الكراهية والعداء الشديدين لحركة الاخوان المسلمين، وحركة حماس، فالامارات والسعودية وقفتا ضد حكم الرئيس مرسي وعملتا على تقويضه، ودعمتا الفريق السيسي منذ اليوم الاول وضختا مئات الملايين من الدولارات لتشجيع المظاهرات والاحتجاجات ضده، والاهم من ذلك انهما قدمتا سويا تسعة مليارات دولار لدعم الخزينة المصرية في مرحلة ما بعد الانقلاب.
السيد دحلان الذي كان الحاكم الفعلي لقطاع غزة قبل ان يطيح به انقلاب حركة حماس عام 2006، هو احد المستشارين البارزين للشيخ محمد بن زايد، وعلى اتصال وثيق بالامير بندر بن سلطان حيث تربطه علاقة قوية مع الاخير منذ ايام توليه السفارة السعودية في واشنطن، واتهم مقربون من الرئيس مرسي وحركة الاخوان السيد دحلان بالتآمر مع حركة الانقاذ لزعزعة استقرار حكمهم، كما اتهمته حركة حماس بالوقوف خلف تقارير لتشوية صورتها في مصر وتحريض الشعب المصري عليها والوقوف خلف حملة اعلامية مكثفة في هذا الصدد نفاها الاخير.
نعود الى قلق عباس الذي عبر عنه بزيارة سريعة الى مصر التقى السيسي واصدر بيانا بتأييد الانقلاب العسكري فور حدوثة، فمصدر هذا القلق ان تساعد حكومة السيسي واجهزتها العسكرية والمخابراتية في عودة دحلان الى القطاع سواء في انقلاب عسكري مضاد او من خلال ضغوط على حركة حماس.
حركة حماس تعيش ضائقة معيشية غير مسبوقة حيث يشتد الحصار الاقتصادي والسياسي عليها بعد تدمير مصر لجميع الانفاق واقامة منطقة عازلة على الحدود واغلاق معبر رفح في معظم الاوقات.
السيد دحلان يجلس على مخزون كبير من الاموال الاماراتية، يضخ كميات كبيرة منها الى قطاع غزة لتعزيز انصاره وكسب عناصر جديدة، الامر الذي يقلق حماس وسلطة رام الله معا.
احد المسؤولين الفلسطينيين قال عندما سئل عن تحركات دحلان هذه اجاب بان الرئيس يعتقد “ان نار حماس اهون عليه من جنة دحلان”.
هل نرى تحالفا قريبا بين حماس والسلطة اذا ما تعاظم خطر ظاهرة دحلان؟ كل شيء جائز هذه الايام في المعادية السياسية الفلسطينية.