القمة العربية في عمّان..بين المأمول في سوريا والعراق والمحظور بنقل السفارة للقدس

22

حصادنيوز- ينظر سياسيون عرب وأردنيون إلى القمة العربية في عمّان التي ستعقد في (23) آذار المقبل، بعين من التفاؤل والآمال نحو إخراج الحالة العربية من قيود الإنكسار والصراعات، إلى حالة إحياء العمل العربي المشترك، والتخلص من التدخلات الإقليمة والدولية بشؤون عديد الدول العربية.
القمة التي تأتي في ظروف صعبة تعيشها غالبية الدول العربية، سواء من حيث الاقتتال الداخلي، أو الظروف الاقتصادية الصعبة، تحمل على عاتقها ملفات صعبة وثقيلة، فالوضع في سوريا واليمن وليبيا ما زال مستمراً منذ العام 2011، حروب داخلية وصراعات إقليمة وشلال دم شرد معه ملايين شعوب تلك الدول، فيما العراق يعاني من تبرعم الجماعات الإرهابية ويخوض جبهات قتال عدة مع داعش الإرهابي، فضلاً عن ملف المصالحة الداخلية ومعاناة بعض المكونات بخاصة السنة من الإضطهاد والقتل، فيما القضية الفلسطينية بوصفها المركزية والمحورية والأساس تقف على مفترق طرق هام، حين برزت نوايا الإدارة الأمريكية الجديدة بنقل سفارة بلادها إلى القدس المحتلة، تزامناً مع مواصلة سلطات الاحتلال ابتلاع الأراضي الفلسطينية وسن قوانين عنصرية تبيح الاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية بالقوة، ومواصلة بناء المستوطنات والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
“هلا أخبار” أجرت حوارات عدة مع عدد من السياسين والدبلوماسين العرب والأردنيين، للوقوف على تطلعاتهم نحو القمة، والمأمول منها في إمكانية إيجاد حلول أو فتح آفاق جديدة تعيد الثقة للشارع العربي، وتجد مخارج لأزمات المنطقة العربية، بما يمكن من وقف التدخلات الخارجية في دولها واستعادة بعضها لحاضنتها العربية.
عمرو موسى: الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى يرى أن القمة العربية التي تستضيفها المملكة نهاية آذار المقبل، تأتي في وقت دقيق ومرحلة استثنائية في تاريخ المنطقة العربية ولا خيار أمام القمة إلا النجاح.
وأضاف موسى في حديثه لـ “هلا أخبار” أن القمة تأتي أيضاً في وقت يواجه العالم العربي تحديات مصيرية في ظل تغيرات إقليمية وعالمية مستمرة، أبرزها التجاذبات والتنافس بين أبرز القوى الدولية، وتحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، كما أنها تأتي مع حاجة الدول العربية الماسة لاستعادة زخم العمل العربي المشترك كإطار لمواجهة التحديات المختلفة.
وتابع موسى: في ظل التحضيرات التي تقوم بها المملكة لإنعقاد القمة العربية، نشهد انقسامات عملت وما تزال على تغيرات في النظام الإقليمي العربي، وعليه فإن نجاح قمة عمّان، بمثابة إنقاذ للعرب من التشرذم الخطير الذي يتعرضون له، سواء فيما يتعلق بالأوضاع القائمة في سوريا وتحكم قوتين إقليميتين بالمشهد فيها “إيران، وتركيا” وكذلك روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وحول المطلوب من القمة العربية إزاء مشروع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، قال موسى: لابد من موقف ثابت وقوي ضد مشروع نقل السفارة، ويجب أن يكون للقضية الفلسطينية حضورها في أعمال القمة، خاصة مع مواصلة الاحتلال رفضه الانصياع للقرارت الدولية و استمراره في بناء المستوطنات.
وبخصوص الأوضاع في سوريا، قال موسى إن المطلوب اليوم موقف عربي ثابت ومتناسق، إذ لا يمكن أن يكون الحل للأزمة السورية في طهران أو أنقرة!، فلا بدّ من دور فاعل ورئيسي للعرب، وأن يتم التعبير عنه بكل قوة في قمة عمّان.
وحول المشاركة السورية في القمة، قال موسى : الحالة التي تمر بها سوريا اليوم تضع علامة استفهام حول طبيعة المشاركة، ومن الأفضل اعادة سيناريو المشاركة العراقية عقب الغزو الأمريكي، حيث تم قبول تمثيل المجلس الانتقالي في الجامعة العربية أنذاك حتى لا ينفصل العراق عن حاضنته العربية، وكانت أهم خطوة اتخذناها بعد الغزو أننا احتضنا العراق وتدخلت الجامعة العربية في صياغة الدستور العراقي.
طاهر المصري: يقول رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري إن الانقسام الذي يشهده الوطن العربي يستوجب على العرب الإجماع واتخاذ قرارات تعيد الثقة للمواطن العربي.
وأضاف المصري أن توقيت عقد القمة العربية في الأردن مهم، فنجاحها يعني فتح أبواب كثيرة امام العلاقات الأردنية العربية والأردنية الدولية والعربية والدولية.
وأكد المصري أهمية اتخاذ قمة عمان لقرارات وقف التدخل الغربي في الشؤون العربية الداخلية، حيث أصبح لبعض الدول الغربية تغلغل في سيادة بعض الدول العربية، ويجب أن يكون هناك تماسك عربي خلال القمة وبعدها كي تنتهي هذه التجاوزات.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال المصري: لا بد لقمة عمّان العمل على اتخاذ قرارات توقف خطر سياسات إسرائيل، خاصة بعد قراراتها الأخيرة بمواصلة الاستيطان وشرعنته، وقرار الكنيست الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بالقوة.
وبخصوص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، قال المصري إن جلالة الملك لديه اتصالات قوية في هذا الموضوع وجميعنا يعلم أن للولايات المتحدة دور مهم في قضايا المنطقة، لافتاً إلى أن جلالة الملك تحدث مع الرئيس الامريكي ترامب حول هذا الملف وخطورته وتداعياته على عملية السلام والمنطقة برمتها، مؤكداً ضرورة وقوف العرب بشكل قوي ومناسب مع الملك إذ من الممكن أن يؤثر ذلك في اتخاذ قرار نقل السفارة.
كامل أبو جابر: من جهته يقول وزير الخارجية الأسبق كمال أبو جابر إنه وفي ضوء حالة الدمار التي تعيشها بلدان عربية عدة، فإن الوقت قد حان لاجتماع زعماء الدول العربية لاتخاذ قرارات مصيرية وحاسمة لإخراج الحالة العربية من حالة اليأس التي يعيشها المواطن العربي، ونقله لمرحلة أكثر ثقة وأمناً.
وتابع أبو جابر: إذا أردنا لقمة عمّان النجاح، فلا بدّ لها إعادة قاموس العلاقات العربية، فمجرد اجتماع زعماء الدول العربية للحديث بقضايا الشعوب وتطلعاتهم سيمنح الفرد العربي ثقة بأن الآمال ما زالت موجودة، وعليه يجب على أصحاب القرار إعادة الأمل لبعث روح الأمة من جديد.
وبخصوص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، قال أبو جابر: لا بد على الزعماء العرب الوقوف صفاً واحداً لمنع تحقيق هذه الفكرة وإبراق رسائل للإدارة الأمريكية أن “القدس خط أحمر” كما يقول دوماً جلالة الملك، وأن القضيه الفلسطينية هي الأساس لأمتنا وعدم إيجاد حل عادل لها هو سبب الإضطراب في الشرق الأوسط.
وتابع: جلالة الملك أثبت موجودية وحضور عربي اسلامي دولي لا مثيل له، فهو لا يتحدث في المحافل الدولية والعربية عن قضايا أردنية محلية إنما عن قضايا عربية وإسلامية.
وختم بالقول إن عمان هي العاصمة العربية الوحيد الآن التي تستطيع فتح ذراعيها إلى جميع زعماء الدول العربية، حيث أن بعض العواصم العربية دمرت ومنها ما يحاك لها اليوم مؤامرات تدمير، نسأل الله أن يحول دون ذلك.
رائد الخزاعلة: فيما قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب رائد الخزاعلة إن وجود سورية في القمة العربية في عمان مهم، ولكن سوريا ليست طرفاً واحداً اليوم وللأسف. متسائلاً هل يمكن وجود وفد يمثل جميع الأطراف؟، واعتبر أن دعوة أي طرف سوري لحضور قمة عمّان، سيعمل على زيادة الفجوة بين مكونات الشعب السوري.
وأكد الخزاعلة أهمية ومحورية الدور الأردني في المنطقة، لافتاً إلى أن القمة تم ترحيلها إلى المملكة بعد اعتذار اليمن ما يدل على ثقة العرب جميعا بالمملكة وأمنها، وكذلك الدبلوماسية العالية للمملكة مع مختلف الأطراف.
وفيما يتعلق بنقل السفارة الامريكية إلى القدس، قال الخزاعلة إن الملف الفلسطيني يندرج في كل قمة بشكل أساسي فهي قضية العرب جميعاً، متمنياً أن يكون ملف نقل السفارة على سلم أولويات أعمال القمة.
وتابع: إن المطلوب من القمة العمل على وضع حلول سياسية لمختلف الصراعات والنزاعات في منطقتنا العربية، لوقف شلال الدم والتقسيم الذي تشهده بعض البلدان العربية.
بدر الماضي: من جهته قال دكتور علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأردنية بدر الماضي إن قمة عمان تأتي في وقت حساس وهام لجمع الشتات العربي بعد الحروب والصراعات التي اجتاحت منطقتنا، ونأمل أن تؤلف قلوب زعماء الأمة وأن نشهد مصالحات في عمّان، وبطبيعة الحال سيلعب الملك دور هاماً في ذلك.
وأكد أهمية توصل الزعماء العرب، لحل سياسي لأزمات المنطقة في سوريا واليمن والعراق وليبيا، معتبراً أن نجاح القمة سيفتح آفاقاً جديدة لعمل عربي مشترك وعلاقات عربية –دولية جديدة.
وفيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال الماضي إن جلالة الملك تحدث مع الرئيس الأمريكي بهذا الملف، منبهاً لخطورة ومغبة هذه الخطوة، وهو هنا يتحدث بلسان وهموم الشعوب العربية والإسلامية.
وختم الماضي بالقول: يجب على قمة عمّان إعادة الثقة للمواطن العربي، فقد وصل لحالة غير مسبوقة من اليأس، ونأمل أن تؤسس القمة لمرحلة جديدة بعد حالة الإحباط والإنكسار التي تعيشها الأمة.
قد يعجبك ايضا