خبراء: التقارب الأردني الروسي يساهم بحل أزمات الإقليم

16

حصادنيوز-قرأ خبراء وسياسيون في نتائج المباحثات التي أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، تقدما واضحا في العلاقة بين الطرفين وفي مقاربتيهما تجاه الازمة السورية وضرورة التأسيس لحل سياسي لها.
ورأوا أن المباحثات أظهرت مدى التقارب في الرؤية والآراء بين البلدين، المتمثل بـ”تجنب السقوط في أزمات المنطقة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا”.

وبينوا في حديث لـهم أن هذا التقارب “يوفر للمملكة ضمانات أمنية وعسكرية تحصنه ضد خطر عصابة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى”، مشيرين إلى أن الأردن نجح في خلق توازن في علاقته مع جميع الأطراف بالأخص ما بين أميركا وروسيا، لضمان دعم القطبين لاستراتيجية المملكة وضمان مصالحه العليا في مواجهة الجماعات المتطرفة.

وأكدوا ضرورة اكتمال هذا التقارب بضم جميع أطراف النزاع في العراق وسورية، تحقيقا لمصلحة الأردن الاستراتيجية الإقليمية، التي تتمثل بشكل واضح باحتواء أزمات المنطقة ومنعها من الامتداد إلى الداخل. ولم يغفلوا أهمية التنسيق الأردني الروسي عسكريا لما له من أهمية في استقرار الاوضاع في الجنوب السوري، بالإضافة إلى أمن الحدود الشمالية للمملكة.

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني أجرى الأسبوع الماضي مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعرب فيها عن تطلعه لتنمية العلاقات الثنائية بين عمان وموسكو، وزيادة التنسيق بين البلدين في عدد من الملفات الإقليمية والعالمية التي يمكن لروسيا أن تلعب دورا فيها، وفي مقدمتها الأزمة السورية، وعملية السلام في الشرق الأوسط، ومحاربة الإرهاب.

وفي هذا الصدد، اكد نائب رئيس الوزراء الأسبق العين توفيق كريشان، أن روسيا تعد مفتاحاً اساسياً ومهماً في تسوية الازمة السورية، خاصة في ظل المعطيات والمستجدات الميدانية مؤخراً على الأرض، وما رافقها من تطورات سياسية مهمة بدأت بمؤتمر استانا ولن تنتهي بمؤتمر جنيف للسلام المرتقب.

وأضاف كريشان أن هذه التطورات دعت الأردن لإعادة التفكير في خياراته السياسية في الاقليم، ومنها ضرورة إعادة بناء تحالفات جديدة تتماشى مع التغيرات والتحولات الأخيرة التي طرأت على السياسة الدولية، من باب تغليب المصالح الأردنية في إقليم ملتهب، حيث كان لا بد للمملكة من قراءة المرحلة المقبلة، عبر فتح خطوط اتصال جديدة مع روسيا، وإحياء أخرى.

ويرى مراقبون أن التواصل الأردني الروسي، في الجانب العسكري، سيشهد نشاطا قادما، بالتوازي مع التواصل الأردني الأميركي، حيث نجحت المملكة بالاحتفاظ بعلاقات وصلات قوية مع جميع دول الإقليم والقوى الدولية الفاعلة، بما فيها النظام السوري وإيران أيضا.

وأكدوا في تصريحات صحفية، أن الحرب في سورية التي تتواصل للسنة السادسة على التوالي، والأخرى التي يرزخ تحت وطأتها العراق، فرضت على الأردن ضرورة النجاح في وضع استراتيجية سياسية وعسكرية تجنبه التهديد الذي يحدق به نتيجة الإقليم المضطرب.

ورأى الوزير الأسبق سعيد المصري أن الزيارة الملكية الى العاصمة الروسية تعكس مدى التقارب في الرؤية والآراء بين عمان وموسكو، مبينا ان هدف التقارب واضح ويتمثل بتجنب السقوط في أزمات المنطقة بشكل عام، والهروب من بعض الأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية التي تعاني منها دول المنطقة بشكل خاص.

ويؤكد المصري امتلاك عمان وموسكو رؤية مشتركة في ما يتعلق بالأزمة السورية والفوضى والجحيم التي خلفتها تلك الأزمة على العالم كله، مطالباً في الوقت نفسه بضرورة اكتمال هذا التقارب لدى جميع أطراف النزاع، سواء في العراق أو في سورية، في ظل حرص الأردن على مصالحه الاستراتيجية الإقليمية، التي تتمثل بشكل واضح باحتواء أزمات المنطقة ومنعها من الامتداد إلى الداخل.

بدوره، تطرق العميد الركن المتقاعد حافظ الخصاونة، إلى التقارب الأردني الروسي من زاوية عسكرية، إذ أكد ضرورة التقارب لجهة الحفاظ على مصالح الأردن الاستراتيجية، خاصة الأمنية منها، من خلال حماية حدوده مع الجنوب السوري من أي ضربات روسية، في ظل توقعات بتوسع الحملة العسكرية الروسية لتطال جنوب سورية، الأمر الذي قد يصل إلى مناطق قريبة من حدود المملكة.

وأضاف الخصاونة أن التنسيق والتقارب الأردني الروسي، وهو أمر ليس بجديد فيما يتعلق بالجانب العسكري، يضمن استقرار الأوضاع في الجنوب السوري، بالإضافة إلى أمن الحدود الشمالية للمملكة.

ويؤكد الخصاونة أن هناك التزاماً روسياً تجاه الأردن، من خلال الضغط على النظام السوري بعدم توسيع عملياته العسكرية في الجنوب لدرجة قد تزعزع استقرار الأردن.

قد يعجبك ايضا