جولة ملكية ذكية…!!

18

جصادنيوز-المتابع لتحركات جلالة الملك عبد الله الثاني في جولاته العالمية مؤخراً من البديهي ان يلتفت بأن الأردن معنيّ اليوم أكثر من أي وقت مضى في المحيط العربي والاقليمي والعالمي .

ويبدأ جلالة الملك عبد الله الثاني الاثنين المقبل زيارة عمل إلى الولايات المتحدة الأميركية، يلتقي خلالها أركان الإدارة الأميركية الجديدة والكونغرس ، بعد اختتام زيارته من موسكو ولندن.

والمتابع للشأن العالمي مؤخراً خاصة تجاه سوريا الدولة التي تشغل بال المنطقة والعالم في هذا الوقت ، يستطيع ملاحظة اهمية جولات الملك في هذا الوقت تحديداً ، والاعتماد على دبلوماسيته الذكية في تقريب وجهات النظر بين دول العالم واقطابها .

خاصة انه من المتوقع ان تتغير السياسة الامريكية تجاه سوريا مع ادارة جديدة للبلاد ، ويؤكد ذلك اعلان ترامب اقامة مناطق امنة في سوريا مخالفاً في ذلك موقف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما .

واوباما أكد في أكثر من مناسبة أنه سيكون من الصعب للغاية تخيل نجاح ما يطلق عليها “منطقة آمنة” في سوريا بدون التزام عسكري كبير ، متسائلاً من البلد الذي يمكنه “وضع عدد كبير من القوات البرية داخل سوريا”.

كما من الملاحظ ان هناك دفع عالمي تجاه وقف القتال في سوريا واهمية المفاوضات وهو ما أكده جلالة الملك خلال لقاءه مؤخراً مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالتركيز على أهمية مفاوضات أستانا في تسوية الأزمة السورية.

وعند الحديث عن لقاء جلالته مع الرئيس الروسي نستطيع الجزم ان الاردن استطاع التأكيد على علاقاته المتينة مع الجانب الروسي خاصة مع تأكيد بوتن في تصريحاته عن ارتياحه لمواصلة الحوار بشكل ثابت على أعلى المستويات بين البلدين .

وبالعودة الى الدعم العالمي للمفاوضات في سوريا طلب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت استئناف مفاوضات السلام حول سورية في اسرع وقت ممكن “برعاية الأمم المتحدة”.

وهو ما اكدت عليه بريطانيا والتي زارها جلالة الملك خلال زيارة قصيرة يقوم بها إلى لندن، يلتقي خلالها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون و وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون.

ومع زيارة جلالته الى الولايات المتحدة يكون اول زعيم عربي يلتقي الادارة الاميريكية الجديدة ، ويؤكد ذلك على المكانة التي يحظى بها جلالته ، واهمية المملكة في المحيط العربي والاقليمي والعالمي .

وتؤكد هذه الجولات حاجة الأردن المستمرة إلى تحقيق التوازن في شبكة علاقاته الخارجية ، خاصة مع تأمل العلاقات العربية وإرهاصاتها وسياسة المحاور، إضافة إلى لكل ذلك، مواقف وسياسات الدول الكبرى والأطراف المتحالفة بشأن المنطقة ومستقبلها .

هذه العوامل وأخرى، شكلت محددات لسياسات الأردن الخارجية، وفي رؤية جلالة الملك ،فمنذ توليه سلطاته الدستورية، وهو يسعى جاهدا من أجل تعزيز علاقات الأردن السياسية والاقتصادية مع دول العالم .

قد يعجبك ايضا