ترامب في البيت الأبيض والعالم يترقب

24

حصادنيوز-اصبح الجمهوري دونالد ترامب أمس الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة بعد ادائه القسم ليتولى مقاليد السلطة في بلد يشهد انقساما عميقا ووعد في خطاب شعبوي اللهجة بأن سياسته ستتمحور حول مبدأ واحد هو “أميركا اولا”.

وترامب الذي لا يملك اي خبرة سياسية او دبلوماسية تولى رئاسة اكبر قوة في العالم مؤكدا مجددا وعده بأن يعيد “لأميركا عظمتها” واتجاهه لاعتماد رؤية جديدة للحكم تعيد السلطة للشعب.

ووضع قطب العقارات الأميركية يده اليسرى على الكتاب المقدس ورفع اليد اليمنى ليؤدي القسم كما فعل قبله جورج واشنطن وفرانكلين روزفلت وجون اف كينيدي.

وقال “أنا، دونالد جون ترامب، أقسم رسميا بأنني سأؤدي مهام رئيس الولايات المتحدة بإخلاص وبأن أبذل كل ما في وسعي لحماية وصون والدفاع عن دستور الولايات المتحدة، فليكن الرب بعوني” قبل ان يرفع قبضته.

وبعد أداء اليمين، تعهد ترامب في خطاب تنصيبه بأن رؤية “اميركا فقط اولا” ستحكم جميع قرارات الولايات المتحدة من الان فصاعدا.

وقال أمام مئات الآلاف من مؤيديه “سنحدد معا مسار أميركا والعالم لسنوات عديدة مقبلة” مضيفا “سنواجه التحديات وسنتحدى الصعوبات لكننا سننجز العمل”.

وأضاف ترامب “من اليوم فصاعدا فإن رؤية جديدة ستحكم بلادنا. من هذا اليوم فصاعدا ستكون أميركا فقط اولا”.

وقال “اليوم، نحن لا ننقل السلطات من ادارة الى اخرى او من حزب الى آخر لكننا نقوم بنقل السلطات من واشنطن لنعيدها اليكم، الى الشعب”.

وتابع “معا سنجعل اميركا قوية مرة اخرى. سنجعل اميركا ثرية مرة اخرى. سنجعل اميركا فخورة مرة اخرى. سنجعل اميركا آمنة مرة اخرى. نعم معا سنعيد الى اميركا عظمتها مرة اخرى”.

وفي ملف السياسة الخارجية اكد أنه سيعزز التحالفات القديمة وانه سيشكل اخرى جديدة، مبديا تصميمه “على القضاء على الإرهاب الاسلامي المتطرف”.

وحفل التنصيب الذي تابعه ملايين الاشخاص مباشرة على التلفزيون في مختلف انحاء العالم اتخذ طابعا انتقاميا لرجل اعمال النيويوركي الذي اثار اعلان ترشيحه في حزيران (يونيو) 2015 استهزاء كبيرا لدى الجمهوريين وكذلك لدى الديموقراطيين.

وتجمع آلاف الاميركيين على طول جادات منطقة المول في واشنطن قبالة الكابيتول وعبر كثيرون عن املهم في بدء “عصر جديد”.

وقال ميغيل (54 عاما)، “لست موافقا بنسبة مئة بالمئة على الطريقة التي يعبر فيها (ترامب) عن نفسه لكنه رجل اعمال ناجح وليس سياسيا” مضيفا “اعتقد انه سيفي بوعوده”.

من جهته قال مايكل هيبوليتو الشرطي النيويوركي المتقاعد “لقد عرف كيف يبسط الامور للناس العاديين، ونجح في لم شمل الناس”.

وفي هذا اليوم التاريخي، اتبع ترامب نفس التقليد البروتوكولي كأسلافه. وبعد ليلة امضاها في “بلير هاوس” المقر المخصص لكبار الضيوف مقابل البيت الابيض، توجه الجمهوري وزوجته ميلانيا الى كنيسة القديس يوحنا قرب البيت الابيض وحضرا قداسا قبل ان يستقبلهما الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما وزوجته ميشيل لتناول الشاي ثم توجهوا جميعا الى الكابيتول.

وبعد حملة استمرت 17 شهرا ومرحلة انتقالية استغرقت شهرين ونصف الشهر، تبدأ اعتبارا من الجمعة ممارسة السلطة لأربع سنوات من رئيس يثير اسلوبه وتصريحاته انقساما.

ونال قطب العقابات 63 مليون صوت مقابل 65,3 مليون صوت لمنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون التي خسرت رغم ذلك الانتخابات بسبب نظام الاقتراع غير المباشر.

في وسط واشنطن، اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مناهضين لترامب قاموا برشق الحجارة وتحطيم النوافذ قبل حفل التنصيب.

فجر الجمعة كتب ترامب على تويتر “كل شيء يبدأ اليوم!” قائلا “الحركة مستمرة، العمل يبدأ”.

وأعلن فريق ترامب انه سيوقع مطلع الاسبوع المقبل سلسلة مراسيم تهدف الى تفكيك حصيلة اداء سلفه الديموقراطي (المناخ والهجرة…) وفرض سياسته. وقد يوقع عددا من هذه المراسيم اعتبارا من الجمعة.

وتبدو المهمة شاقة لمقدم برنامج تلفزيون الواقع السابق ومؤلف كتاب “فن إبرام الصفقات” الذي وعد بصيغة تثير ارتياح انصاره واستياء معارضيه، وبأنه سيكون “اكبر منشىء للوظائف خلقه الله”.

وكان تشكيل ادارته عملية شاقة اذ ان فوزه فاجأ الجمهوريين. ومن العمل اليومي في البيت الابيض الى التعامل مع الهيئات الاخرى، قد تشهد الاسابيع الاولى من حكم ترامب حالة من الفوضى.

ولم يحدث منذ اربعين عاما ان تولى رئيس اميركي السلطة بينما شعبيته في هذا المستوى المنخفض.

الا ان ايفانكا ترامب دعت معارضي الرئيس المنتخب الى “إعطاء فرصة” لوالدها مع اعترافها بأنها تنصحه في بعض الأحيان بالكف عن كتابة تغريدات على تويتر.

عبر تويتر، يواصل رجل الاعمال تصفية حساباته يوميا مع الذين وجهوا انتقادات له من جون لويس الشخصية التاريخية في حركة الدفاع عن الحقوق المدنية الى النجمة السينمائية ميريل ستريب.

ونتيجة لذلك قاطع عشرات النواب الديمقراطيين حفل التنصيب.

وأظهرت دراسة لمركز بيو للابحاث نشرت الخميس أن 86 بالمئة من الاميركيين يرون ان البلاد تشهد انقساما اكبر من الماضي. وكانت هذه النسبة تبلغ 46 بالمئة عند تولي اوباما الرئاسة.

وبعد انتهاء مراسم التنصيب غادر باراك اوباما (55 عاما) مباشرة الى كاليفورنيا لقضاء أول عطلة عائلية له كرئيس سابق.

وبعد ثماني سنوات في السلطة اعلن الديموقراطي الذي تجاوز خلال رئاسته ازمة اقتصادية ومالية كبرى، على تويتر “لن اتوقف، سأبقى هنا معكم بصفة مواطن” وذلك في آخر تغريداته على حساب “بوتوس” (رئيس الولايات المتحدة الاميركية) الذي سلمه لاحقا لدونالد ترامب.

قد يعجبك ايضا