بالأسماء …استقالة الوزراء اليوم ….والملقي يتجه للتعديل الحكومي للاستغناء عن ” التركة والعاطفة “لاكتساب الفرصة الأخيرة

23

حصاد نيوز – جمال حداد

يعيش رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي في حالة من الترقب والانتظار والتأني والتشاور الواسع والدقيق بعيداً عن عيون الصحافة وحتى اقرب الموظفين في مكتبه الخاص في رئاسة الوزراء في خطوة تشير بان الملقي سيكون في اختبار صعب جداً لاختيار شخصيات ذات تقل ووزن كفيلة بابقاءه في رئاسة الحكومة لفترة زمنية طويلة .

الملقي وفق مصادر تلقى الضوء الأخضر من صاحب القرار لإجراء تعديل وزاري موسع على حكومته ، وبدأ باجراء مشاورات واسعة مع عدد من الشخصيات حول التعديل الوزاري الذي ستشهده الحكومة ، لكن هذه المره لن يكون الملقي رهن سياسة الاسترضاء لبعض الشخصيات لإدخال أسماء مرشحه من قبلهم مالم تكن أسماء معروفة ستخضع لمقابلة وامتحان يتم من خلاله السماع من الأسماء المرشحة لاستراتيجيهم وخططهم في حال قبول اسماؤهم للدخول في التعديل الحكومي .

الملقي يتمتع بعاطفة تدفعه احياناً لاستقطاب بعض الشخصيات المقربة له في حال تكليفه بالمناصب الحكومية ، وهذه المره لم يكن بخيلاً ولم يدير ظهره لتلك الشخصيات ، فقام باستقطاب عدد من الوزراء المحسوبين عليه والمعروف عنهم بارتباطهم بعلاقات شخصية طويله مع الرئيس الملقي ، لكن ما يميز مرحلة التعديل الحكومي المرتقبة بانها مرحلة حسم وفرصة أخيرة للملقي ، الامر الذي سيدفعه لاستبعاد العاطفة في اختيار الأسماء وفق العلاقة والعاطفة التي تجمعه مع بعض الشخصيات .

الرئيس الملقي أدرك منذ تشكيله للحكومة بان التركة التي احتفظ بها من الحكومة السابقة قامت بالتسبب له باحراجات ومناكفات ، ولم تقم بدورها المعهود والمطلوب خاصة فيما يتعلق بدورها الوزاري ، كما أصبحت محل غضب شعبي متراكم منذ دخولها الحكومة السابقة وحتى الحكومة التي يترأسها ، الامر الذي سيدفع به للاستغناء عن تلك الأسماء لتكون حكومته متجانسة ومتقاربة في وجهات النظر خاصة وإنها مقبلة على مرحلة صعبة يتطلب منها العمل بروح الفريق الواحد وحكومة متكاملة تستطيع إثبات نجاحها في احتواء الملفات الساخنة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية .

التعديل الحكومي المرتقب مقلق للرئيس الملقي ، والإشارة الخضراء التي تلقاها من صاحب القرار مؤشر واضح بأنه لارضى عن أداء الحكومة وفريقها الوزاري ، الامر الذي يحتّم على الملقي التأني في الاختيار واستقطاب الأسماء القوية لضمها إلى جانبه في مسيرة الحكومة التي ستصبح مهدده بالرحيل في اقرب وقت مالم تثبت كفاءتها وقدرتها على إدارة الملفات التي يتوجب على الحكومة إدارتها بامتياز .

القمة العربية المزمع عقدها في نهاية آذار المقبل ، ولقاء جلالة الملك مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ، مؤشرات تثبت بان الملقي رغم الإرهاق والتعب الملازم له في احتواء ما يثار من مناكفات ساخنة ، وغضب نيابي وشعبي على بعض وزراء حكومته . سيفرض على الرئيس الملقي الظهور بالوجه المعهود له بالحسم ،وعدم قبول الاعتذار والأعذار من أي وزير تحت مظلة حكومته .

المؤشرات والترجيحات المسربة تؤكد بان الرئيس الملقي لم يعتاد منذ تشكيلة حكومته على عقد لقاءات لمناقشة أي من الملفات الساخنة بعيدا عن العاصمة عمان ، حتى في تشكيلته الأولى اختار مكتباً خاصاً في الديوان الملكي قام بالالتقاء بجميع الأسماء التي كانت مرشحة للدخول في التشكيلة الحكومية ،وهو الأمر الذي يستبعد عقد خلوات او لقاءات في فندق الكمبنسكي البحر الميت كما أشيع في بعض وسائل الإعلام

جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الساعة الثانية من ظهر اليوم السبت مخصصة لإعلام الفريق الوزاري بالتعديل الحكومي ، حيث سيطلب الرئيس الملقي من جميع الوزراء بلا استثناء وضع استقالاتهم بين يديه ليكون له حرية الاختيار في الإبقاء والخروج لأي وزير من حكومته .

الترجيحات المتوقعة لحكومة الملقي في تعديلها الوزاري الموسع منحت مؤشراً بان 13 وزيراً سيغادرون الحكومة اليوم السبت ، وهم وزراء قام الملقي بمراجعة كافة ادوارهم ونشاطاتهم وانجازاتهم السابقة ، وهو ما استند عليه الرئيس في خروجهم من الفريق الحكومي بالتعديل الوزاري المرتقب .

الذكاء الذي يتمتع به الملقي سيكون الفيصل في هذه المرحلة لعملية اختيار أسماء الوزراء المرجح قبول استقالتهم ، ولكن هناك أسماء لن يكون خروجهم تقصيراً في أدائهم بل متسعاً لإدخال أسماء ستكون مؤثرة وقادرة على احتواء بعض الملفات التي تقلق الرئيس الملقي مع العديد من الجهات التشريعية والرقابية .

وفيما يتعلق بالأسماء فقد أكدت مصادر بان الرئيس الملقي لن يكون صاحب الولاية والقرار في خروج بعض الوزراء من حكومته بل سيكون هنا تشاور وتوافق ما بينه وبين جهات أخرى ، وخاصة فيما يتعلق بمعالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة فقد رجحت مصادر بقاءه في الحكومة نظراً لما  يتمتع به من خبرة طويلة ، وله قدرة على إدارة ملفات الدولة الخارجية خاصة وان الأردن مقبلة على استضافة قمة عربية ، ومواجهة سياسة أمريكية جديدة في ظل رئاسة ترامب .

الوزير الذي اشغل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تعبر عن وجود غضب شعبي ، وجلسات مجلس النواب عبر المذكرات التي تحتوي على غضب نيابي للتصويت على الثقة للإطاحة بوزير الداخلية سلامة حماد ، فقد توافقت مؤشرات بان الملقي سيطيح بوزير داخليته بالتعديل الحكومي المرتقب في محاولة للتهدئة ما بين الحكومة ومجلس النواب ، بعيداً عن الاستحقاقات التي تتحدث عن وجوب التصويت على حماد ، حيث يجيز القانون عدم عرض المذكرة النيابية التي تطالب بالتصويت على حماد على جدول أعمال جلسة مجلس النواب القادمة ،وبالتالي فان البحث عن البديل جاءت وفق الترجحيات بان الرئيس الملقي التقى باثنين من المرشحين لتولي حقيبة وزارة الداخلية .

اما الوزير الصامت والغائب في نفس الوقت د. جواد العناني نائب الرئيس للشؤون الاقتصادية ، فقد اظهرت التقارير بأن العناني لم يعمل ولم يظهر في أي ملف اقتصادي ، كما انه غائب حتى في الجلوس مع الحكومة في جلسات مجلس النواب ، حيث اوكلت له بعض المهام الخارجية لكنها ليست مؤشرات لبقاءه ، حيث سيكون الوزير الثاني المغادر بعد حماد من الحكومة

معالي الدكتور محمد الذنيبات نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم اثبت قدرته على التغيير ونجاحه في إدارة دفة وزارة التربية والتعليم ، كما احدث تغييرات كأن من شانها إعادة الهيبة لامتحان الثانوية العامة ” التوجيهي ” وهو وزير اثبت جدارته وهو ما ينظر اليه الملقي في هذه المرحلة ، مما يؤكد بقاءه في منصبه الوزاري

وزير الميدان والانجاز ، معالي الدكتور حازم الناصر وزير المياه والري ، وهو الوزير العابر للحكومات بالثبات والعطاء الذي يحدثه بغض النظر عن من هو رئيس الوزراء ، حيث اثبت بانه من الوزراء الذين احدثوا فعلاً ثورة في الانجاز فيما يتعلق بقطاع المياة ، الامر الذي سيدفع الملقي للاحتفاظ بالوزير الناصر مالم يبدي رغبته الشخصية بالمغادرة .

وبعيداً عن الأسباب والتحليلات الموجبة لرحيل بعض الوزراء ، فقد رجحت مصادر بان التالية اسماؤهم سيكون خارج الفريق الوزاري لحكومة الملقي وهم معالي عادل الطويسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي ، ومعالي نبيه شقم وزير للثقافة ، ومعالي وجيه عزايزة وزير التنمية الاجتماعية ، ومعالي الوريكات وزير الشباب ، ومعالي فواز أرشيدات وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء ، ومعالي لينا عناب وزير السياحة والآثار ، ومعالي الدكتور وائل عربيات وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ، ومعالي خالد الحنيفات وزير الزراعة ، ومعالي يوسف منصور وزير الدولة للشؤون الاقتصادية ، ومعالي الدكتور عوض أبو جراد المشاقبة وزير العدل ، واخيراً معالي يعرب القضاة وزيرا للصناعة والتجارة والتموين

فيما سيتحتفط الوزراء التالية أسماؤهم بمناصبهم وهم كل من المهندس موسى المعايطة وزيرا للشؤون السياسية والبرلمانية، ووزيرا للدولة.ومعالي عماد نجيب فاخوري وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي.ومعالي السيد علي ظاهر الغزاوي وزيرا للعمل.ومعالي الدكتور محمود ياسين الشياب وزيرا للصحة.ومعالي الدكتور ياسين مهيب الخياط وزيرا للبيئة.ومعالي المهندس وليد محي الدين المصري وزيرا للشؤون البلدية.ومعالي الدكتور إبراهيم حسن سيف وزيرا للطاقة والثروة المعدنية.ومعالي الدكتور محمد حسين المومني وزير دولة لشؤون الإعلام.ومعالي المهندس سامي جريس هلسة وزيرا للأشغال العامة والإسكان.ومعالي مجد شويكة وزيرا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ،ومعالي عمر ملحس وزيرا للمالية ،  ، ومعالي حسين الصعوب وزيرا للنقل ، فيما سيكلف د.بشر الخصاونة بحقيبة وزارية لم تتضح معالمها لغاية الآن .

التعديل الوزاري قادم ، والأسماء التي طرحت للخروج تبقى محض ترجيح وتوقعات وفق معلومات لم يتسنى لنا التأكد من دقتها ، والحسم سيكون ما بعد ظهر اليوم لمعرفة الوزراء الذين سيخرجون من الحكومة ، فيما تبقى الأسماء المرشحة الباقية للدخول رهن التكتم الشديد لدى الرئيس الملقي

قد يعجبك ايضا