بالتفاصيل ….مشهد مؤثر لن أنساه …فوزي الابن البكر حينما وسّــد تراب قبر والـــدة أبيه

22

حصاد نيوز – جمال حداد

بدأت الطخطخة على ” أبو فوزي ” دولة هاني الملقي قبل ان تطأ قدمه الدوار الرابع،منذ شائعة تشكيل الحكومة،وهذه عادة اردنية بامتياز ـ فلتسقط الحكومة القادمة ـ. الحق من حق اي انسان النقد الموضوعي ولا احد فوق النقد،اما الطخ من اجل التهويش و التجييش او التجريح فهي عادة مذمومة و اسلوب سياسي فج مرفوض شرعاً لما فيه من لمز وغمز يُجّرمها الدين،وتُدينها الاخلاق الفاضلة…ناهيك انها خروج عن النص و ادبيات السياسة المتعارف عليها التي ترتقي بالعمل السياسي من المهاترات والمناكفات الى العمل المنتج الذي يخدم الوطن وينفع الناس.

هذه النوع من الطخطخة لا علاقة له بالشأن العام ،غالباً ما تكون دوافعه من اناس هامشيين،يبحثون عن نجومية زائفة،من خلال تلفيق تهم باطلة لا تستند الى سند،ولا تتمنطق بحجة عقلية ولا منطق.فاصحابها يبحثون عن دور،والسعي للدخول داخل الكادر حتى تظهر صورهم على الشاشة مع انهم لا يتقنون الا الغيبة وخطاب الكراهية في صالونات النميمة السياسية.وهم لم يبلغوا سن الرشد السياسي…مجرد اصوات جهورية وحناجر قوية اما في العمل الميداني فهم لا يعرفون الا مصالحهم الشخصية.

دولة الرئيس هاني الملقي لم يأت بالصدفة،ولا على ظهر العشيرة،ولم تحمله الجغرافيا او المحسوبية او الوراثة حيث فقد اباه وهو في العاشرة من عمره بل أتى كما يعلم الجميع بالكفاءة والخبرة والتاريخ المتدرج في العمل الحكومي ومن السفارة الى الوزارة فالديوان الملكي الى العقبة وعودة الى الرئاسة برحلة حمل معها خبرات هائلة عن الوزارات والموظفين والناس.

ابو فوزي اعرفه عن قرب،وتجمعنا اربد مسقط الراس،وجلسات المناسبات السارة والحزينة و الاعياد الدينية والوطنية.هو شخصية طبع على العاطفة،يحمل عاطفة جياشة للناس كافة،كذلك هو مطبوع على الخدمة العامة، لا يتوانى عن رد لهفة الملهوف،والوقوف الى جانب المظلوم لا يتخلى عنه حتى يرد له حقه،وتقديم المساعدات الطبية للفقراء.

مشهد مؤثر لن انساه ولن ينساه من حضر جنازة والدته،حين وسدها ابنه البكر وحفيدها فوزي تراب الوطن الغالي…تراب اربد الحاني وعندما خرج من القبر تلقفه ابوه هاني الملقي بيديه الحانيتين،وضمه الى صدره ليحتضنه في مشهد عاطفي مثير حتى انه ابكاني وابكى حضور من حضر ذلك الحنان الابوي…وهذا الموقف يدلل على مدى رقة الرجل،ورهافة احساسه،ورقة اعصابه.فالحاني على اهله يكون بالضرورة حانياً على الناس ويقّدر مشاعرهم ويتعايش مع همومهم…هذا لا ينفي ان هنا الملقي يجمع بين الصرامة والعاطفة…بين القوة واللين…بين الحزم و الانسانية.

لا ابالغ ان قلت ان هاني الملقي الانسان والتلميذ والموظف والسفير والوزير كما قال مجايلوه والمقربون منه و اصدقاؤه اللصيقون انه كان زينة الشباب ادبا و اخلاقا وسلوكا فنظرة فاحصة الى وجهه ترى صفحة هادئة،وترى في ومضات عينيه الذكاء الفطري الموروث عن والده فوزي الذي حصل على منحة دراسية الى الجامعة الامريكية في بيروت لدراسة العلوم عام 1932…ومن السمات التي يعرفها كل من حوله تفوقه على ذاته وحرصه الدائم على البحث والمعرفة ومما ساعده في ذلك تمكنه من اللغة الانجليزية بطلاقة.وقد حصل على دكتوراه في هندسة النظم والصناعة من الولايات المتحدة الامريكية بجدارة لما يتمتع به من ادوات فكرية وعقلية وموروثات جينية.

تقول بكل حيادية وموضوعية ان دولة الدكتور هاني الملقي يحمل اليوم على عاتقيه تركة ثقيلة جداً ليست بالهينة،ولا تُخفى على احد تفاصيلها وخطورتها اضافة الى الظروف الصعبة والمقلقة المحيطة بوطننا الغالي والمديونية الضاغطة…من هذا المنطلق وتأسيساً عليه ندعو الله ان يكون في عونه…وندعو الشرفاء المخلصين في هذا البلد الصامد المرابط الوقوف مع الوطن لعبور هذا النفق باذن الله لاننا نقف مع انفسنا…فكل جنود ليبقى الاردن اولاً وليبقى الانقى و الاحلى.” وقل اعملوا فسيرى عملكم ورسوله والمؤمنون…..” صدق الله العظيم .

هاني الملقي احد حراس القلعة الاردنية الاوفياء،وهو يرفض المظاهر البراقة،والفرقعات الاعلامية ويحارب التقاليد البالية بشدة،وبالمقابل لا يقبل المساس بهيبة الدولة من اي مصدر كان و باي شكل…

في وفاة امه رفض اعلانات التعزية بالمطلق كشكل من اشكال النفاق الاجتماعي وطالب من يبغون ذلك لوجه الله فليتبرعوا بها الى مبرة ام الحسين…الى الاطفال الايتام…وهو يفضل العمل المكتبي والميداني على عقد المؤتمرات الصحفية لانه عازف عن الاضواء والاستعراض الفارغ…ناهيك انه رجل علم صموت لانه معبأ بالمعرفة والعمل…فالثرثرة تركها لرواد المقاهي ومدمني الكلام الفاضي في الصالونات السياسية التي لا تأوي سوى العجزة الذين انتهى دورهم سياسياً وهم بانتظار طلقة الرحمة.

الملقي كما عرفته وعرفه الجميع شخصية اردنية فذة تربي في مدرسة الهاشميين وسار على نهجهم،وكان له الحسين ـ رحمه الله ـ معلماً وسيدا وفي ابي الحسين قدوة ومرشدا…لهذا هو سياسي من الطراز الرفيع همه الاكبر والاول مصالح الدولة العليا وخدمة الاردنيين كافة تحت الراية الهاشمية الخفاقة ابداً

حمى الله الاردن وطناً وشعباً ومليكاً يتربع على عرش القلوب

قد يعجبك ايضا