بدران يؤكد أهمية نموذج محاكاة الأمم المتحدة في بناء الوعي لدى الشباب

24

img_7721

حصاد نيوز – قال رئيس الوزراء الأسبق المستشار الأعلى لجامعة البترا الدكتور عدنان بدران ” أيَّ صراعِ في أي جزءٍ من هذا العالم، إذا لم تتدخلَ هيئةُ الأمم بحسم الخلافِ فيه سلمياً، فإنه قد ينتشُر لتشارَك به دول عظمى، مما قد يؤدي إلى حربٍ عالمية ثالثة ستقضى على الحضارةِ والمكتسباتِ الإنسانية”.

ورعا بدران مندوبا عن سمو الأمير الحسن افتتاح مؤتمر نموذج هيئة الأمم المتحدة الذي ينظمه المجلس العربي في الأكاديمية الدولية بعمان لطلبة المدارس، قائلا “نحن نعيشُ على هذا الكوكب في قرية كونية، إذ ما يحدث في جزءٍ منها، ينتقلُ خلالَ دقائقَ إلى جميع أجزائِها، وبصراحة، نحن نعيشُ تحت سقفٍ واحد، وأيُ خللٍ يحدثُ في جزءٍ منه، سرعانَ ما ينتقلُ إلى بقيةِ أجزاءِ السقف، فينهاُر علينا جميعاً”.

وأوضح بدران أهمية المجلس العربي في محاكاةِ جلساتِ هيئة الأمم المتحدة، في أنه يوفر نافذة لاطلاع الشباب على مشكلات العصر وتحليلها بذكاء وموضوعية للوصول إلى الحقيقة، قائلا “تقعُ على الشباب مسؤوليةَ جسيمة في كيفيةِ تجاوزِ المخاطرِ الممزقةِ لامتنِا بالوعي، وبالفكرِ الناقد المستنير، والعقلانية، واستخدامِ الحوار، وزرعِ ثقافة احترام الاختلاف، والتعلمِ كيف نعيشُ مع الآخرين”.

ونبّه بدران إلى أن التطرف بالرأي يقود إلى خدمة أعداء الأمة قائلا “يؤدي الإقصاءُ إلى إشعالِ الفتنةِ الدينية والمذهبية أو العرقية أو القومية مما سيمزق ُالنسيجَ الاجتماعي الوطني، ويمزقُ وحدتَنا الوطنية، وبذلك تشتعلُ الصراعاتِ والحروب الأهلية.  وقد تستغلُ جهاتٌ خارجية هذه الصراعاتِ الداخلية لتحقيقِ مصالحِها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتفتيتِ أوطاننِا إلى دويلاتٍ طائفية تبقى تتصارعُ فيما بينَها عقوداً وربما قرونا”.

واعتبر بدران أن غياب المبادئ الأساسية لحقوقِ الإنسانِ والعدالةِ والمساواة في المجتمع سيؤدي لإقصاء شرائح كبيرة، وسيؤدي بالتالي إلى تطرفِ هذه الشرائحِ ولجوئِها إلى العنفِ للوصول إلى حقوقِها بالقوة نتيجةَ غيابِ القضاءِ العادلْ في البتِّ السريعِ في قضاياها، مضيفًا “تعيش منطقتُنا العربية حالياً في دوامةٍ من الحروب الأهليةٍ والانقساماتِ المدمرة لإنجازات الأمة، ذهبَ ضحيتُها مئات آلافٍ من المدنيين والنساء والأطفال، بالإضافة إلى أنها دمَّرتْ البنيةِ التحتيةِ الاقتصادية والاجتماعية وإعادَتْنا عقوداً إلى الخلف.  وأسبابُ ذلك يعودُ إلى التطرفِ الديني أو المذهبي أو الأثني أو القبلي، وغيابِ العدالةِ والمساواةِ والتسامحِ وسيادةِ القانون على الجميع دونَ تّميز”.

وشدد بدران على أهمية مرحلة الطفولة في تشكيل وعي الفرد قائلا “يجب أن نوفرًّ أفضلَ طرائقِ التعلمِ والمنهجيةِ الدراسية والمعلمَ المؤهلُ الكفوء لمرحلةِ نشوءِ الطفلِ من سلوكِ وأخلاقياتٍ، ولغاتٍ، ومنطَقْ، وفكرٍ ناقد، وعقلانيةٍ، وتحليلٍ، واستنتاجٍ وموضوعيةٍ لبناءِ الذكاء، والنبوغِ والإبداع”، موضحًا “قد يتشكلُ الفكر الحاقد في بيئةِ الأسرةِ أو في بيئةِ مجتمعِ الرفاق، في الحارة أو في بيئةِ المدرسة، وخاصةً أنَّ عقليةَّ الطفلِ يستكملُ تكوينُها من الطفولةِ المبكرةِ في الحضانةِ ورياضِ الأطفال حتى بلوغِه سنَّ الحادي عشرة، هذه مرحلَةٌ حساسةٌ في تشكلِ الفكر الإنساني”.

وحذر بدران من أن تهميش اللغة العربية أمام اللغات الأجنبية في عالمنا العربي قد يهمش استخدام اللغة العربية كلغة رسمية خامسة في هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية.  وعلى الجامعات ومجامع اللغة العربية تطوير أساليب تدريس اللغة العربية منذ الطفولة المبكرة لتبسيطها، كما تم ذلك في تعليم اللغات الأجنبية.  وهذا لا يعني أننا نقلل من أهمية تعلم اللغات الأجنبية، بل في تعلمها ننفتح على حضارة وثقافات العالم للتعامل معها في عالم متفاعل ومتغير، ونرسخ بذلك ثقافتنا ولغتنا القومية.

قد يعجبك ايضا