أكدت مصادر إسرائيلية مطلعة في تل أبيب أن ضابط الحرس الجمهوري السوري المنشق ، مناف طلاس، اجتمع خلال الساعات الماضية مع ضابط كبير في “شعبة التخطيط” برئاسة هيئة الأركان الإسرائيلية.
وجاء الاجتماع قبل ساعات من انعقاد الاجتماع الطارىء لرؤساء أركان عدد من الجيوش الأجنبية على الجانب الأردني من البحر الميت لبحث الوضع في سوريا . .وقال المصدر” إن ضابطا كبيرا من رئاسة هيئة الأركان الإسرائيلية، يعتقد أنه رئيس شعبة التخطيط نمرود شيفر، توجه نهار أمس إلى عمان يصحبه عدد من ضباط شعبة الاستخبارات العسكرية للمشاركة غير المعلنة في الاجتماع المذكور”. وأكد المصدر أن واحدا على الأقل من أعضاء “الائتلاف” السوري المعارض، الذين يحاولون تعويم الضابط السوري المنشق للعب دور سياسي وعسكري في مرحلة “مابعد الأسد”، شاركوا في الاجتماع المذكور.
وقال المصدر إن طلاس وصل إلى عمان على متن الطائرة العسكرية التي أقلت رئيس الأركان الفرنسي، بينما وصل أعضاء “الائتلاف” على متن طائرة رئيس الأركان التركي، فيما جاء بعضهم من السعودية على متن طائرة رئيس الأركان السعودي.
وفيما جرى تداول معلومات في بعض الأروقة الإسرائيلية تفيد بأن رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتس، شارك بشكل سري في اجتماع رؤساء الأركان المشار إليه، أكدت مصادر أخرى أن الجنرال نمرود شيفر هو الذي مثل إسرائيل في الاجتماع مع ضباط شبعة الاستخبارات العسكرية “أمان”، وضباط آخرين من شعبة التخطيط.
وبحسب المعلومات المتسربة من عمان وتل أبيب، فإن النقاشات التي جرت بين الضابط الإسرائيلي، المفترض أنه نمرود شيفر، تناولت نقطتين أساسيتين هما : إدخال وحدات عسكرية بإمرة مناف طلاس إلى دمشق عقب أي استهداف للحلف الأطلسي وحلفائه للمواقع العسكرية الاستراتجية، و تأمين خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل عقب الضربة ، المعتقد أنها ستؤدي في حال حصولها إلى “فوضى عسكرية” شاملة على امتداد الأراضي السورية، وتفكك في الجيش السوري ، لاسيما في محيط العاصمة والمناطق المحيطة بها، لاسيما الممتدة جنوبا إلى الحدود الأردنية، وهو ما تخشى إسرائيل من إمكانية تحوله إلى “بيئة ملائمة لاستهدافها من قبل حزب الله، الذي يلاقي صعوبة كبيرة في القيام بذلك انطلاقا من لبنان ، بفعل المعارضة السنية التي يواجهها”، وفق تعبير المصدر الإسرائيلي.
وكان رئيس”المجلس الوطني السوري”، في حينه، برهان غليون، تقدم بـ”ورقة عسكرية” لوزيرة الخارجية الأميركية هلاري كلينتون خلال اجتماعه بها في فيينا مطلع كانون الأول / ديسمبر العام 2011، ضمنها طلبا بقصف 35 موقعا عسكريا وأمنيا رئيسيا سوريا ، فضلا عن مواقع فرعية أخرى، في العاصمة السورية وما حولها، وفي محافظات حمص وحلب واللاذقية وطرطوس، لتمكين “الثوار السوريين من إسقاط النظام ومنعه من إقامة دولة علوية في حال فراره من دمشق”، وفق ما جاء في الورقة التي أعدت بالاشتراك ” جمعية هنري جاكسون” الإسرائيلية ـ البريطانية التي تتخذ من برج”باركر تاور” في لندن مقرا لها، والتي يديرها الصحفي الإسرائيلي ـ البريطاني “روبين شيفرد” ويرعاها مدير وكالة المخابرات الأميركية السابق “جيمس وولسلي” ومدير المخابرات البريطانية الأسبق “ريتشارد ديرلف”).
وتتضمن الأهداف المشار إليها، من بين ما تتضمن ، كلا من :
1 ـ مستودعات ومرابض الأسلحة الإستراتيجية في جبال منطقة “القلمون” والمنطقة الواقعة شمال قاعدة “الضمير” الجوية.
2 ـ مقرات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في منطقة “جبل قاسيون” وغربي دمشق( التي استهدفتها إسرائيل بالصواريخ والرؤوس المشحونة باليورانيوم المنضب مطلع العام الحالي).
3ـ مقرات قيادة الفرقة الأولى والفرقة السابعة جنوب دمشق ( بهدف فتح الطريق أمام المسلحين من درعا).
4ـ محطات الاستطلاع الجوي الأربع في “تل الحارة” جنوب دمشق و “شنشار” جنوب حمص و”برج إسلام “شمال اللاذقية و “مرج السلطان” شرقي دمشق و “النعيمة” شرقي درعا( الأخيرتان دمرتا من قبل “الجيش الحر” في وقت سابق من هذا العام والعام الماضي).
5ـ مصانع مؤسسات معامل الدفاع في حماة وحمص وحلب( المعتقد بأنها تزود حزب الله بالصواريخ، وبأنها تصنّع الأسلحة الاستراتيجية غير التقليدية للجيش السوري).
6 ـ إدارة الحرب الإلكترونية والمحطات التابعة لها في دمشق ومحيطها.
7 ـ إدارة الحرب الكيميائية.
تبقى الإشارة إلى أن مناف طلاس، وكما كشف في نيسان من العام الماضي (أي قبل فراره)، يستعد للفرار بمساعدة شقيقته والمخابرات الفرنسية والاستخبارات الاسرائيلية ، التي تولى صهره الإسرائيلي ‘مارك هالتر’ التنسيق معها بشأن العملية.وقد اعترف طلاس بعد فراره إلى فرنسا بأنه فرّ بمساعدة الاستخبارات الفرنسية (فقط!).
وكان ‘الصهر الإسرائيلي’ ، هالتر، زار دمشق في العام 2008 على متن طائرة خاصة وضعتها بتصرفه ناهد طلاس. وقد اجتمع خلالها مع زوجة المعارض ميشيل كيلو في منزل هذا الأخير وطالب الأسد ومسؤولي النظام خلال زيارته بإطلاق سراح كيلو.
وقد أصبح كيلو صديقا له بعد أن أطلق سراحه وغادر إلى فرنسا. ويتولى ‘هالتر’ منذ سنتين على الأقل إدارة حملة إعلامية منظمة ضد ‘محور الشر’ الذي تمثله إيران وسوريا وحزب الله، فضلا عن حملة ‘علاقات عامة’، بالاشتراك مع كيلو وبرنار هنري ـ ليفي، لتنصيب مناف طلاس على رأس قيادة عملية انتقالية في سوريا