الاردن والتهشيم العربي

102

images

حصاد نيو – كتب ماجد القرعان

استخدام السلاح الكيماوي في الحرب المدمرة التي تشهدها سوريا وبغض النظر عن الجهة التي استخدمته والذي ذهب  ضحيته الاف الابرياء لم يكن محض صدفة بل جاء بعد فشل القوى الغربية من اثبات استخدامه في الفترة السابقة والتي تبحث عن ذريعة لبدء الحرب على سوريا .

وما جرى ويجري لم يكن مستغربا بل هو المتوقع أن يسرع  الأمريكان وتيرة بدء الحرب التي تقع ضمن سيناريوهات تشكيل شرق اوسط جديد والذي رسمته وخططت له الولايات المتحدة ومعها شركاؤها الأوروبيون ورأس حربتهم في المنطقة اسرائيل .

والاحداث التي بدأت مع ما سمي بالربيع العربي والذي في حقيقته ( التهشيم العربي ) الذي صنع فوضى ما بعدها فوضى في الوطن العربي فأشغل شعوبها عن بناء مستقبلهم وأغرقهم في مستنقعات من الدماء في صراع محموم على السلطة وما سبق ذلك من حرب مدمرة على العراق بذريعة امتلاك الكيماوي والنووي لخير دليل على اطماع الأمريكان وشركاؤهم في مقدرات الأمة العربية والذين لا يهمهم ثمن هذه الحرب ما دام وقودها عرب في عرب .

في الحرب على العراق التي كان وقودها عرب في عرب تمكن الاردن بحكمة ساسته من الخروج بأقل الخسائر غلم يلوث تاريخيه في المشاركة بالجريمة البشعة … واليوم ها  نحن أمام جريمة ابشع يجري الأعداد لها بقوة من ذات الاطراف وباتت طبول الحرب تقرع بقوة وتضغط ليكون الاردن نقطة الارتكاز والانطلاق  .

وبكل المقاييس والتوقعات فان الحرب على سوريا لن تكون نزهة بل ستكون هي الحرب العالمية الثالثة وأما بالنسبة للمخطط الصهيو- أمريكي – اوروبي ستكون الخطوة الأخيرة لاعلان تشكيل الشرق الوسط الجديد الذي سيضمن لاسرائيل تنفيذ كامل مخططاتها فيما العرب يصارعون في محيط من الدماء .

والاردن الذي انهكته الضغوطات الخارجية بات بين أحد خيارين لا ثالث لهما …إما المشاركة في هذه المؤامرة أو تجنب الدخول فيها وفي كلا الحالتين فان الخسارة واحدة وفي هذه الحالة فان من الحكمة اختيار الخيار الثاني والله المستعان .

 

قد يعجبك ايضا