السيارات المفخخة: هل كانت خارج أم داخل حسابات الدفاعات الحدودية ؟

25

190838_1_1466548923

حصاد نيوز – تمثل حادثة السيارة المفخخة الإرهابية التي تعرض لها أحد المواقع العسكرية الحدودية التابعة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي أمس في منطقة الركبان، سابقةً هي الأولى من نوعها، لأن استخدام سيارة مفخخة، عادة ما يلحق خسائر كبيرة في الهدف، إضافة إلى سرعة الحركة التي توفرها السيارة، وقدرتها على حمل أوزان ثقيلة من المتفجرات.

وكان قائد قوات حرس الحدود اللواء صابر المهايرة أوضح، في تصريحات سابقة، أن التوقعات العسكرية حول التهديدات الإرهابية المحتملة، تتمثل في “الهجوم على الأبراج واستخدام الأحزمة الناسفة، وتهريب مواد بيولوجية وكيماوية، وإطلاق صواريخ عن بعد ضد الأهداف الحيوية الاستراتيجية، مثل محطة الغاز أو معبر الكرامة، اللذين زودا بحماية منفصلة عن قوات حرس الحدود”.

ورجح المهايرة احتمالية “استخدام التنظيمات الإرهابية للاجئين لإدخال المخدرات والمتفجرات واستخدام الأنفاق لعمليات التسلل والتهريب”، مشيرا إلى أنه “تم إغلاق 5 أنفاق من الجانب الأردني بين الأردن وسورية مؤخرا، حيث تم قتل 12 مهربا استخدموا نفقا عثمانيا يصل طوله إلى 100 متر، وضبطت بحوزتهم كميات كبيرة من المخدرات”.

وعن الإمكانات العسكرية واللوجستية التي يقدمها الجيش لقوات حرس الحدود، قال المهايرة إن ذلك يتمثل بـ”أسلحة وتقنيات عالية المستوى، كذلك وضعت قوات حرس الحدود في مواقعها الأمامية سواتر ترابية محصنة، وسيارات محملة بكاميرات مراقبة، وكذلك أبراج مزودة بكاميرات، إضافة إلى رفد قوات حرس الحدود بأجهزة كشف للعوامل الكمياوية، واستخدام منظومة اتصالات حديثة وطائرات مسيرة، وتفعيل قوة الرد السريع بطائرات وآليات عسكرية حديثة”.

وأشار المهايرة إلى أن الأردن “يرتبط مع سورية بشريط حدودي طوله 378 كم، ومع العراق بشريط طوله 186 كم”، موضحا “أنه تم وضع 45 نقطة عبور للاجئين، أبرزها منطقة الحدالات التي تجمع الحدودية السورية الأردنية العراقية، كما تم تخصيص منطقة تل شهاب لاستقبال اللاجئين السوريين”.

وعن ميكانيكيات منظومة الحدود، بين المهايرة أن هنالك أبراجا مسلحة مزودة برقابة إلكترونية تمكنهم من تحديد الهدف وأجهزة “جي بي أس”، لافتا إلى وجود 632 برجا.

في هذا الصدد، اعتبر المحلل العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري أن استخدام السيارة المفخخة “له علاقة بالعقل المدبر للعملية، حيث يدرس جميع أنواع الأسلحة الممكن استخدامها، لتحقيق أكبر قدر من الخسائر، مقارنة باستخدام العناصر الإرهابية بشكل فردي”.

وبين أن المركبة المفخخة تستوعب عددا أكبر من المتفجرات، وبالتالي تلحق خسائر فادحة أكثر، ولها قدرة على قطع مسافة مئات الأمتار خلال دقائق.

وأضاف الدويري إنه “لا توجد حدود محصنة بشكل كامل في العالم، وأي حدود تشهد ثغرات أمنية”.

واعتبر أن منطقة الركبان “ضعيفة أمنيا، لأن تواجد اللاجئين السوريين محاذ لوجود قوات حرس الحدود”، لافتا إلى ضرورة إبعاد خيم اللاجئين مسافة لا تقل عن 500 متر عن الساتر الترابي، حتى لا تشكل خطرا أمنيا.

وللمرة الثانية على التوالي، يختار منفذو العمليات الإرهابية زمن ما بعد صلاة الفجر موعدا لتنفيذ عملياتهم، بعد الاعتداء الإرهابي الذي نفذه شاب ضد مكتب مخابرات البقعة بلواء عين الباشا في محافظة البلقاء، وأدى لاستشهاد خمسة من رجال المخابرات، في أول أيام شهر رمضان المبارك عند الساعة الخامسة و45 دقيقة صباحا، وكذلك الأمر مع عملية الركبان أمس التي جرت في الساعة الخامسة والنصف صباحا.

وبحسب الدويري، فإن هذا التوقيت “يطلق عليه عسكريا فترة اليقظة”، مشيرا إلى أن هناك “فترتين: الأولى صباحية، والثانية مسائية، تمثلان الفترة الانتقالية بين الليل والنهار أو العكس، حيث يكون العسكريون في حالة ارتخاء، والمهاجم يختار هذه الفترة تحديدا كونها أكثر الفترات ملاءمة للعملية الإرهابية، ولتلافي سلبيات تلك الفترة، تم إطلاق مسمى فترة اليقظة، حيث يجب أن يكون الشخص يقظا خلالها”.

وتقوم قوات حرس الحدود بجولات جوية يوميا عبر طائرات الاستطلاع ومراقبات أرضية، ناهيك عن الرقابة الإلكترونية العاملة ليل نهار، بحسب المهايرة.

وحول أسباب مثل هذا الهجوم الإرهابي، يقول الخبير في شؤون الحركات السلفية التكفيرية زايد حماد إن تنظيم “داعش” الإرهابي “يعيش مأزقا عسكريا في سورية والعراق، ومن المرجح أنه يسعى لنقل أزمته خارج ساحات معاركه، عبر تنفيذ عمليات إرهابية لتشتيت الأضواء الإعلامية ونقل أزمته”.

وأضاف أن هذا “التنظيم الإرهابي استغل الظروف الإنسانية ودور القوات المسلحة الإنساني على حدود الركبان لتنفيذ عمليته، حيث يتواجد عشرات الآلاف من اللاجئين”.

وقال إن “داعش تسعى لخلق قاعدة لها في الأردن، بعدما خسرت الكثير من مؤيديها في عملياتها الإرهابية بحق الأردنيين، مثل حرق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، والاعتداء على “مخابرات البقعة”، ولذا تحاول تنفيذ عمليات أخرى بحثا عن تأييد لها، غير أن هذا العمل الإرهابي لن يزيد الأردنيين إلا إصرارا على رفضهم لهذه الفئات الضالة”.

وأضاف حماد إن “استخدام السيارة المفخخة في الهجوم يعكس تخطيط التنظيم الإرهابي لتنفيذ عمليته مسبقا، بغية إلحاق أكبر خسارة بحق قوات الأمن الأردنية، فالهجوم لم يكن بواسطة سلاح، نظرا لطبيعة المنطقة”.

قد يعجبك ايضا