آداب “الأردنية” تعبّرعن حبّها للطراونة بمفردات الأدب وبلاغة الكلام

24

180379_1_1460794088

حصادنيوز-لأن خطواته في الحياة كمن يمشي علي الرمل في سكون ويترك أثرا واضحا خلفه؛ لا زال الدكتور اخليف الطراونة يُحتفى به تكريما وتقديرا من كل من عرفه، ليس فقط على صعيد الجامعة بل على صعد خارجية مختلفة أيضا.

وفي خضّم تلك التكريمات؛ واصلت كلية الآداب في الجامعة الأردنية احتفاءها بقامة الجامعة ورئيسها السابق – الذي لن تكفينا حروف اللغات كلها أن ننصف ما قدمه من عطاء لأجلها خلال رئاسته لها-؛ في أجواء وظّف فيها القائمون على الحفل بلاغة الأدب في التعبيرعن حبهم وإيمانهم بقيمة الجزل والبذل اللذين ارتبطا بالطراونة طوال معرفتهم به.

عميد الكلية الدكتور عباطة الظاهر وفي كلمة له مزجت بين الرفيق الوفي والأكاديمي الدمث، قال فيها “إن وجه الصديق الصدوق له قسماته التي لا تمحى مهما تعثر الزمن وطوى معه الأيام والمحطات”، معرجا على حضوره المميز بين الوسط الطلابي وعلاقات التواصل غير المسبوقة مع شرائح الجامعة كافة والتي ثبت امتدادها حتى إلى ما بعد نهاية مدة رئاسته.

بدوره تحدث الدكتور عبد الهادي القعايدة بكلمات اقشعرت أمامها الأبدان عن شخصية “الطراونة” الذي آلف الأطفال في رمضان وجعل من ميدان الجامعة وساحات تخريجها وطنا مزروعا بضحكاتهم ومطعما لسد جوعهم وملعبا يلهون به بألعابهم وغفوة يحلمون بنعيمها في منامهم، مستعرضا بدفء المشاعر محاسن ذلك الرجل الذي جمع الإدارة الحازمة مع الإنسانية السامقة.

ومثّلت ميسون الفاعوري زملائها الموظفين في كلمتها التي وجدت فيها جوابا للاعتصام الذي نفذه موظفي جامعة البلقاء التطبيقية عند صدور قرار بنقل رئيسهم “الطراونة” كرئيس”للأردنية” محاولة منهم بإلغاء القرار، موضحة في سياق حديثها أن من يخالط هذا الأب المنصف الذي ما سد بابه يوما أمام أيٍ كان؛ سيعي تماما سبب اعتصام زملائنا في البلقاء حيث خسروا وقتئذ صاحب الخلق الرفيع والقلب الدافئ والرئيس الإنسان.

والطالب هاشم العدوان لفت في كلمة له أمام الحضور إلى الأثر الذي كانت تتركه تلك الجولات الصباحية للدكتور اخليف الطراونة في نفوسهم، حيث كان يتفقد الطلبة ويسأل عن أحوالهم ومطالبهم ومشاكلهم، ويسير بنفسه معهم خطوة خطوة لمناقشتها وحلها، فضلا عن جميل النصائح التي كان يقدمها لهم في كل مرة يحظون فيها بلقائه في مكتبه الذي ما انسد يوما في وجه أحد.

ومشاركة وجدانية فريدة بمعانيها تلك التي جسدها الطالب حارث الشاهين بين ثنايا فقراته الشعرية عن طيب أصل ومعاملة لرئيس لن يذود الزمان بمثله ولن تخر العواطف أمام غيره مهما دارت وطالت الأزمان.

وفي وقفة للطراونة بعد كل تلك الكلمات، عبّر عن فرحته بالدعم الذي لقيه ولازال يلقاه من أسرة الجامعة كلها، حيث كشفت الأيام وعيهم بقدرتهم على التمييز بين الحقيقة والوهم، وكانوا دعما له خلال مسيرته في الجامعة ليحققوا سوية ما تم إنجازه فيها، مستذكرا أيامه الأولى في كل ركن من أركانها، ومبيّنا أن مكانته بين الطلبة الآن لن تقلل من شأنه إن لم تزد من هذا الشأن رفعة وسموا ووقارا.

وفي ختام الحفل الذي تولّى عرافته الدكتور نزار قبيلات تسلّم الطراونة درعا تذكاريا من عميد الكلية، وتبادل الجميع حديثا شيقا في ضيافة ببهو الآداب.

قد يعجبك ايضا