خطوط إيطالية تقطع رحلاتها مع مصر على خلفية قضية ريجيني
حصادنيوز-تصاعدت حدة المواقف الإيطالية تجاه الأزمة التي خلفتها قضية مواطنها المغدور في مصر، الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر عليه قتيلاً بالعاصمة المصرية القاهرة، في فبراير/ شباط الماضي.
وضاقت روما ذرعاً تجاه ما تعتبره “أكاذيب مصرية”، لتتحول من مواقف وتهديدات إلى أفعال وإجراءات كان هدد مسؤولون إيطاليون باللجوء إليها لإرغام السلطات المصرية على التعاطي الجدّي مع القضية.
وفي أحدث المستجدات، ألغت الخطوط الجوية الإيطالية الرسمية، رحلاتها إلى المطارات المصرية منذ الخميس الماضي، في خطوة تأتي بعد قرار كانت اتخذته جمعية السياحة الإيطالية (AITR) (غير حكومية)، مساء السبت الماضي، التي أعلنت اتفاقها مع شركائها على “تعليق أنشطتها” مع مصر خاصة برنامج السفر.
وفي حين بررت السلطات المصرية قرار إيطاليا إلغاء رحلتي 896 و897 بين القاهرة وروما من طرف الأخيرة بـ”ظروف التشغيل”، اكتفت روما بالصمت وعدم إبداء الأسباب، على أن إعلان مصادر بمطار القاهرة أن الرحلات من إيطاليا “ستستأنف” غداً (الأحد) يكشف ربما أن القضية أبعد من “ظروف تشغيل” ورحلة لم تنل نصابها من عدد الركاب.
ويبدو أن إيقاف الرحلات الرسمية الإيطالية هو بداية “جسّ نبض” من روما للحكومة المصرية، حتى تتأكد الأخيرة أن إيطاليا “جادة” تجاه حقيقة أسباب وفاة مواطنها.
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت جمعية السياحة الإيطالية (AITR)، اتفاقها مع شركائها على “تعليق أنشطتها” مع مصر خاصة برنامج السفر، حتى توضح القاهرة أبعاد مقتل مواطنها.
وقال رئيس الجمعية الإيطالية، ماوريتسيو دافيلو، إن جمعيته علقت بالاتفاق مع شركائها أنشطتها ورحلاتها إلى مصر، حتى يتم توضيح أبعاد الحادث المأساوي، مؤكداً أن “منظمي الرحلات التابعين للجمعية علقوا بالفعل جميع أنشطتهم مع مصر”، معرباً عن أمله بأن يتم استرجاع العلاقات مع القاهرة في إطار الاحترام المتبادل والثقة والسلامة.
وأمس الجمعة، استدعت الخارجية الإيطالية سفيرها لدى القاهرة، ماوريتسيو مساري؛ لإجراء مشاورات، وذلك بعد فشل اجتماع المحققين والمسؤولين الأمنيين المصريين والإيطاليين.
وقال بيان صادر عن الخارجية في روما، مساء الجمعة: “إن القرار يأتي عقب تطورات التحقيق في قضية مصرع الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، وخاصة الاجتماعات التي عقدت أمس واليوم في روما بين فريقي التحقيق الإيطالي والمصري”.
وخلص إلى القول: “بناء على هذه التطورات فإن المطلوب هو إجراء تقييم عاجل للعمل الأنسب، في سبيل تعزيز الجهود الرامية للتأكد من حقيقة القتل الهمجي الذي تعرض له جوليو ريجيني”.
وكان لويجي مانكوني، رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب الإيطالي، أعلن فشل اجتماع المحققين والمسؤولين الأمنيين المصريين والإيطاليين حول واقعة مصرع ريجيني، وقال: “لقد أضيفت لوفاة جوليو ريجيني مأساة أخرى، فبعد شهرين ونصف من الأكاذيب المصرية، لا يمكننا استخدام عبارات ملطفة لإهانة ذكائنا من الجانب المصري، وها نحن نتحدث بتأخير مؤسف”.
وحث مانكوني حكومة بلاده على اتخاذ تدابير بحق القاهرة، بالقول: “أنا أتفهم تكتم وزارة الخارجية الإيطالية، ولكن يجب أن يتم تبني تدابير عاجلة تشمل استدعاء السفير الإيطالي في القاهرة، وهذا هو الشرط الأساسي لمصر لكي تدرك بأننا جادون”.