بوادر انشقاق بين «ترامب» والجمهوريين
حصادنيوز–نشر 60 من المتمرسين بالسياسة الخارجية من الحزب الجمهوري الأمريكي خطابا يتعهدون فيه بمعارضة دونالد ترامب ويقولون إن مقترحاته ستقوض الأمن الأمريكي في أحدث علامة على حدوث شقاق بين ترامب متصدر قائمة الساعين للفوز بترشيح الجمهوريين لخوض غمار انتخابات الرئاسة وبين مؤسسة الحزب.
وجاء في الخطاب «تصريحات السيد ترامب تجعلنا نخلص إلى أنه سيستغل إذا تولى الرئاسة منصبه في التصرف على نحو يجعل أمريكا أقل أمانا ويقلص وضعنا في العالم.»
كما جاء به «وبالإضافة إلى هذا فإن رؤيته العامة لكيفية استخدام سلطة الرئاسة ضد منتقديه تشكل خطرا واضحا على الحريات المدنية في الولايات المتحدة.»
ومن بين الموقعين على الخطاب روبرت زويليك الذي تولى من قبل منصب رئيس البنك الدولي ونائب وزير الخارجية ومايكل تشيرتوف وزير الأمن الداخلي السابق ودوف زاكيم المسؤول البارز بوزارة الدفاع في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو. بوش.
والموقعون يمثلون دوائر من تيار الوسط بمجال السياسة الخارجية للجمهوريين ودوائر من المحافظين الجدد الذين يؤيدون اضطلاع الولايات المتحدة بدور دولي قوي وكانت لهم سطوة خلال سنوات رئاسة بوش التي امتدت من عام 2000 إلى 2008.
وحاز الملياردير ترامب على أكبر عدد من الأصوات المؤيدة لترشيحه في الانتخابات التي أجراها الحزب في عدد من الولايات يوم الثلاثاء الماضي وهو ما دفع جناح مؤسسة الحزب لتكثيف الخطوات لعرقلة ترشيحه.
ووصف برايان مكجراث الضابط البحري المتقاعد ومستشار ميت رومني في حملته لانتخابات الرئاسة عام 2012 والتي لم تكلل بالنجاح الموقعين على الخطاب بأنهم «المجموعة الصائبة من الناس».
ويرفض الخطاب المنشور على موقع تدوينات اسمه (حرب على الصخور) العديد من تصريحات ترامب المتعلقة بالسياسة الخارجية ومنها تصريحاته المناهضة للمسلمين ومطالبته المكسيك بتغطية تمويل إقامة جدار للسيطرة على الهجرة غير المشروعة عبر الحدود مع الولايات المتحدة وإصراره على أن تدفع اليابان مبالغ أكبر بكثير مقابل المساعدات الأمريكية في الشؤون الأمنية.
وجاء في الخطاب «لا يمكننا كجمهوريين ملتزمين ومخلصين أن نؤيد بطاقة حزبية يترأسها السيد ترامب… ونحن نلزم أنفسنا بالعمل حثيثا لمنع انتخاب شخص غير مناسب بالمرة للمنصب.»
وتصف مدونة (حرب على الصخور) نفسها بأنها منصة تعلق فيها كوكبة من الدبلوماسيين والضباط العسكريين وضباط المخابرات السابقين ومن الباحثين على الشؤون العالمية «بعدسة واقعية».
وكان ترامب أثار انزعاج القطاع الرئيسي من المتمرسين بالسياسة الخارجية والمفكرين الاقتصاديين بالحزب الجمهوري بتصريحات تعهد فيها بتمزيق صفقات تجارية دولية. ويخشى كثيرون أن يتسبب جلوس ترامب على مقعد الرئاسة في توتير العلاقات مع حلفاء ويتملكهم القلق من استعداده المعلن للعمل بصورة أكثر قربا مع الرئيس الروسي الشمولي فلاديمير بوتين.
كما انتقد ترامب الحزب الجمهوري لتأييده غزو العراق عام 2003.
وقال ماكس بوت مستشار السياسة الخارجية لحملة رومني في 2012 والذي ساند غزو العراق «أن أعمل لدى (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونج أون أفضل لي من العمل لدونالد ترامب. أعتقد أن دونالد ترامب أخطر بكثير من كيم جونج أون ولا يتمتع بنفس قدر استقراره.»
وبوت من بين الموقعين على الخطاب وكذلك ديفيد شيد الذي كان مديرا بالإنابة لوكالة مخابرات الدفاع التابعة للبنتاجون.