حصادنيوز-بغداد – الأناضول – شّن مقتدى الصدر، زعيم “التيار الصدري” في العراق، اليوم الجمعة، هجومًا عنيفًا على حكومة حيدر العبادي، واتهمها بـ “ترك الشعب يصارع الجوع والخوف والموت لوحده”، مهددًا باقتحام المنطقة الخضراء، التي تضم مقري الحكومة والبرلمان.
وقال الصدر في كلمة له أمام الآلاف من أتباعه، في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد “أنا اليوم بينكم لأعلن لكم بكل صراحة، أن الحكومة قد تركت شعبها يصارع الموت والخوف والجوع والبطالة والاحتلال، وأوصلته إلى أزمة أمنية خانقة، واقتصادية مهلكة، وخدمية متردية، وسياسية متهالكة”.
وأضاف الصدر، أن “ما يحصل من أزمات حاليا هي بسبب ما خلفته الحكومة السابقة، لتصارع الحكومة الحالية، مع كل هذا الكم الهائل من الأزمات الداخلية والخارجية.”
وتابع قائلا “كفانا خضوعًا وخنوعًا وضعفًا، فلا فرق بين عراقي إسلامي أو مدني أو مسلم أوغيره، وكذلك بين سني أو شيعي، الكل معني بهذا البلد الجريح، الذي قضمته أفكاك الفاسدين”.
وأشار أن “رئيس الحكومة حيدر العبادي على المحك، وليسمعني وخصوصًا بعد أن انتفض الشعب ولا يزال وسيبقى منتفضًا، وبعد صوت المرجعية (الشيعية) وصوت الداخل والخارج ودعم إصلاحات الحكومة، وبعد أن مكناه من الإصلاحات لكنه توانى، اليوم هو ملزم بالإصلاح الجذري لا الترقيعي”.
واستطرد قائلا “نحن على أسوار المنطقة الخضراء، وغدًا سيكون الشعب فيها، ليستعيد حقوقه من الظالمين والفاسدين، وأحذركم من صرخة المظلوم”، مرددًا هتافات “بغداد حرة حرة أمريكا اطلعي(اخرجي) برة(خارج)، وبغداد حرة حرة كل فاسد يطلع(يخرج) برة(خارج)”.
وأعلن الصدر، تخليه عن أعضاء الحكومة من كتله، مؤكدًا، “أعلن أن أي أحد من أفراد الحكومة لايمثلني على الإطلاق بل يمثل نفسه، وإن تعاطف معنا أو انتمى إلينا”، مضيفًا أن “الشعب يريد إصلاح الحكومة، ومن يرفض صوتكم (الشعب) من الحكومة لابد أن يتنحى”.
ووصل الآلاف من أتباع الزعيم الشيعي، في وقت مبكر من صباح اليوم، إلى ساحة التحرير، قادمين من محافظات الوسط والجنوب ومن مناطق مختلفة من العاصمة، للمشاركة في التظاهرة، وسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاق للطرق الرئيسة.
وحمل المتظاهرون الأعلام العراقية، ولافتات خطت عليها شعارات تطالب بمحاربة الفساد، وإحالة المتهمين بسرقة المال العام إلى القضاء، وإبعاد الأحزاب السياسية عن المناصب الحكومية، ووحدة الأراضي العراقية.
وأعلنت غالبية الأحزاب الشيعية، المشاركة في حكومة العبادي، استعدادها للتخلي عن حقائبها الوزارية مقابل تشكيل حكومة تكنوقراط وكفاءات، بعد الأزمة المالية الخانقة التي تشهدها البلاد، إثر تدني أسعار النفط وارتفاع سقف الإنفاق الحكومي.ر