الأرصاد أكّدت التراكمات والأمانة رفعت النفايات !

22

164954_1_1453800388

حصاد نيوز – كتبت سطوراً في مادة صحفية قبل أيام، ذكرت فيها أن المنخفض القطبي ليس سبباً وحيداً في الانقلابات الشرائية والاحترازية الحادة.

السبب الرئيس والمباشر، هو اهتزاز ثقة المواطن في المؤسسات، وتوقع العكس تماماً، مع كل تصريحات تتحدث عن قضايا تمسّ الأمن والحياة.

على مدار أيام خلت، ودائرة الأرصاد الجوية تتحدث عن منخفض قطبي عميق، تتراكم ثلوجه على ارتفاعات، تختلف حسب النشرة اليومية، وجميعها ترواحت بين 700 – 900 متر.

وكانت الأرصاد في نشراتها حاسمة، وحازمة، حتى ترسّخ في عقول المواطنين أن الثلوج على الأبواب، وربما لا يملكون وقتاً كافياً، لتأمين أطفالهم بالخبز، والمواد التموينية، والمحروقات.

نشرات نارية، خلقت حالة من الفزع والهلع، وأحدثت تهافتاً كبيراً على محطات الوقود، وأماكن التسوق، وشوّهت المزاج العام، بعد أن بشّرته بثوب أبيض جميل، سماكته لا توصف.

في عمّان تحديداً ما حدث العكس، لم ير الأردنيون الثلج إلا على ظهور السيارات، وكان تساقطه خجولاً، لم يغلق طريقاً، ولم يحقق طموح أطفال انتظروا الزائر، للعلب والتقاط الصور.

من حق أي مواطن أن يقول : من المسؤول ؟ من المستفيد ؟ من حق المواطن أن يسأل عن دقة النشرات الجوية، المطرزة بتراكمات بيضاء.

نشرات ضربت المواطن في خاصرته الاقتصادية، أفلسته، وسحبت منه الراتب المتآكل، وقضت على خيارات عائلته البسيطة.

أطنان من المحروقات، وأخرى من الخبز والمواد التموينية، ستحال إلى حاويات النفايات، بعد أن انقشعت غبار التصريحات، وذاب الثلج، وبان المرج !!

الخاسر الوحيد من معركة الأرصاد الجوية مع “أم العواصف”، المواطن، والرابح مولات حققت أرباحاً كبيرة فاقت أحلامها، خلال أيام قليلة، ومحطات وقود، أحدثت النشرات فرقاً هائلاً في مبيعاتها ومخابز استفادت من الطحين المدعوم باموال دافعي الضرائب.

اهتزّت الثقة في المؤسسات، وتعوّد الأردنيون على قراءة التصريحات بشكل مغاير، لأن الواقع معهم، وهو استاذ شاهد على ما حدث، وما يحدث.

فإذا أعلنت أمانة عمّان مثلاً، انها مستعدة للأحوال الجوية، سيتشكك المواطنون، ولن يتوقعوا إلا فيضانات الشوارع، وغرق الأنفاق، كما حدث في منخفضات سابقة، ذهبت فيها أرواح.

وإذا حزمت، وحسمت، دائرة الأرصاد الجوية، وتحدثت عن زائر قطبي عميق، سيُلبس الوطن ثوباً أبيضاً، لن يصدقها أحد، بعد مقارنة نشرات التراكم بالواقع على الأرض.

ليس مطلوباً من دائرة الأرصاد الجوية أن تعلم الغيب، المطلوب منها أن تكون أكثر دقة في رصدها، ونشراتها.

مطلوب منها أن تُقدّر جيداً عواقب نشرات تتحدث عن تراكمات كبيرة للثلوج لمدة أربعة أيام، مرفقة بجداول توضح الارتفاعات والسماكة.

مطلوب منها، أن تبتعد عن النشرات التي تُظهر وكأنها في صراع مع الهواة، لإثبات تراكم الثلوج من عدمه.

مطلوب منها، أن تعرف أن نشرة واحدة تتحدث عن ثلج، كفيلة بوضع المواطن على الحديدة، ورفع مبيعات المولات ومحطات الوقود إلى أرقام فلكية.

مطلوب منها أن تعرف أن نشرة واحدة تتحدث عن الزائر الأبيض، كفيلة بتشويه المزاج العام، وهزّ ثقة المواطن بالمؤسسات، وخلق الإرباك والفوضى.

لا نريد من الأرصاد أن تتحدث عن التراكمات ! ونرى الأمانة ترفع النفايات!

قد يعجبك ايضا