د. أحمد الحوراني … فارس لم يترجّل …
حصادنيوز- بقلم أحمد العنبوسي :استيقظت جامعة عمان الاهلية فجر الاثنين 11 كانون الثاني 2016 وعيونها دامعة!! حزينة ” بما فيها من بشر وورد وشجر وحجر ” موشحة بالسواد حدادا على فراق فارسها ومؤسسها وباني نهضتها.. راعي العلم والعلماء.. المربي الفاضل الدكتور أحمد مفلح الحوراني الذي اختطفه الموت بعد أن دشن مدرسة عظيمة في الحياة لتبقى مرشدا لكل مكافح مبدع لا يعترف بالمستحيل . نعم .. كان الحوراني فارسا مقداما في ميادين العلم والاقتصاد وميادين الخير أيضا ..ودّعنا ورحل.. لكن شمسه لم تغب ولم يترجّل !!.. لأنه باق في القلوب وفي الذاكرة .. باق بين سطور الكتب وأروقة البنايات والقاعات في المدارس والجامعة .. باق في ذاكرة تلاميذه ومحبيه..باق عبر ما تركه من بصمات لا تمحى في الصروح العلمية والثقافية والسياحية والصناعية .. وأيضا عبر أعمال البر والتقوى. فما غاب عنا من نحس بنبضه فينا ونرى بأعيننا أثره وانجازاته..فالغائبون حقا هم من نراهم بأعيننا ( وربما كل يوم ) ولكنهم لا يتركون أي أثر فينا!! كان المرحوم “أبا ماهر “استثنائيا في حياته وفي مسيرته وكفاحه وفي طموحه وإنجازاته ..واستثنائيا حتى في مماته !! لقد كان – رحمه الله وغفر له – فارسا شهما بسيطا عميقا واعيا حسن المعشر طيب الخلق وواسع الطموح . نعم .. إن القلوب لتحزن .. والعيون لتدمع .. وإن كل من عرفوك لمحزونون على فراقك يا “أبا ماهر “.. وأخالني أسمع أنينا صامتا في صدريّ ولديْك الكريمين: “الدكتور ماهر والدكتور عمر”.. حزنا على فراق الاب والصديق .. وكأن حالهم يقول : كلا يا “أبتاه” كلا …لن ينسينا الغياب… نابض ما زلت فينا …عاليا دوما مهاب… كيف ننسى من لجيل … كان بدرا لا يناب… كما أنني أسمع شهقات ودموع الحزن” تصدرعن بناتك الفاضلات :ايناس وريم وعبير وسهير… والعائلة” وكأنها تقول : ألتقي عيناك تغفو … بين صفحات الكتاب… من يسليني ويزكي … مسمعي همسة عتاب… من يناديني بـ “يابا “…أين لي عز الصحاب ؟!… لقد أوفيت الرسالة يا “أبا ماهر ” ..وسلمت دفة السفينة لمن هم خيرة الربان .. وعلى نهجك وطريقك لا بد هم سائرون . قديما قيل : “من خلّف ما مات “…فكيف إذا كان خير خلف لخير سلف ؟! وكيف إذا كان السلف قد ترك تاريخا مشرفا وإرثا علميا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا أشبه بالاسطورة ؟! إلى جنان الخلد بإذن الله يا “أبا ماهر” …يا بحر الطيبة وعنوان المجد والفخر وأنموذج الكفاح … رحمة الله على روحك الطاهرة. |