هل تشهد 2016 “ورقة نوايا” بين “القوات اللبنانية” و”حزب الله”؟
حصادنيوز-حرّك ترشيح زعيم تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية العلاقات السياسية الراكدة بين الخصمين السياسيين الألدّ والمقصود هنا: “حزب الله” و”القوات اللبنانية”.
وعلى رغم تأكيد أوساط في قوى 14 آذار بأن لا شرخ في التحالف السياسي مع رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع بسبب المظلّة السعودية الواقية، يبدو أنّ تفرّد رئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري بقرار ترشيح “خصم تاريخي” لجعجع لن يمرّ بسلاسة لدى “الحكيم”. ولعلّ “حزب الله”- بحسب تحليل أوساط مسيحية مستقلة- سيكون الرابح الأكبر على الساحة المسيحية برمّتها وليس عند “البرتقاليين” فحسب. فالمناخ المسيحي الشعبي في جبل لبنان يتحدّث بلغة الإعجاب والإحترام عن “الحزب الشيعي الذي لم يتخلّ عن “الحليف المسيحي” في أحلك الظروف على رغم الضغوط كلّها”. هذه اللغة يتقاسمها شباب “العونيين” و”القوات اللبنانية” في الصالونات السياسية المغلقة، وإن اختلفت “نظريات” الطرفين حول قراءة المصلحة السياسية لـ”حزب الله” في التشبّث بترشيح عون للرئاسة الأولى.
وتذهب قراءة بعض الأوساط المسيحية الى القول أنّ الحريري خسر “الغطاء المسيحي” المتمثل بـ”القوات اللبنانية” فعلياً، وإن بقي في الشكل نظراً الى الحسابات السياسية المعقدة والمرتبطة بالإقليم، لكنّ الحريري بحسب هؤلاء فقد ما سوّق له من “مشروع وطني ليتقلص إلى مذهبي بعدما اختار ترشيح مسيحي قوي في منطقته لكنّه لا يؤثر على المعادلات السياسية العامّة”.
وتهمس بعض الأوساط المسيحية بأن العلاقة الإستراتيجية بين “حزب الله” والجنرال عون لن تنتقل بسهولة الى بقية المكونات المسيحية، ولا سيما “القوات اللبنانية” حيث الخصومة السياسية تصل أحياناً إلى حدّ العداء، لكن في الآونة الأخيرة تكثفت الحوارات بين الطرفين، أي “حزب الله” و”القوات” في إجتماعات سرية برعاية عونية، وهي وإن لم تؤدّ بعد الى “ورقة تفاهم” فإنها خفضت منسوب الإحتقان بين الطرفين الشيعي والماروني الأكثر راديكاليّة.
فهل من الممكن أن تشهد سنة 2016 “ورقة نوايا” بين “القوات اللبنانية” و”حزب الله”؟
يقول سياسي لبناني مخضرم من قوى 8 آذار: “إن أي اتفاق عتيد بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية” يجب أن يكون العماد ميشال عون ممررّه الإلزامي، وعلى عكس ما يظنّ البعض بأن العلاقة مع عون “عشوائية” فإن الواقع هو أنّ أي قرار يطال الساحة المسيحية لا يوافق عليه “حزب الله” إلا بعد موافقة الجنرال عون بحسب القاعدة الآتية: لا أحد يقيم علاقة مع أحد بلا عون”، ويستطرد السياسي ممازحا: “قد ينجح جعجع بفتح علاقات مع إيران ولكن ليس مع “حزب الله” إلا إذا نال بركة عون”!