الأردنيون يودعون 2015 بأحداث سياسية واجتماعية واقتصادية تركت أثاراً في ذاكرتهمالأردنيون يودعون 2015 بأحداث سياسية واجتماعية واقتصادية تركت أثاراً في ذاكرتهم

26

159083_1_1451291147

حصاد نيوز – في بلد أقل صخبا من محيطه الملتهب، حملت سنة 2015 للمملكة الأردنية أحداثا سياسية واجتماعية واقتصادية تركت أثرا في ذاكرة الأردنيين.حيث نستعرض أبرز الأحداث التي حملتها سنة 2015 للأردنيين:

مقتل الطيار معاذ الكساسبة

ودع الأردنيون الأيام الأخيرة من عام 2014 على حدث “ضخم” سيترك تداعيات كبيرة على 2015، بعد أن نشر تنظيم الدولة في الرقة في آخر شهر كانون أول/ ديسمبر لعام 2014 صورا تظهر لحظات أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة، بعد سقوط طائرته في ظروف غامضة.

لتبدأ سلسلة من المفاوضات بين الأجهزة الأمنية الأردنية وتنظيم الدولة مع بداية 2015 لإطلاق سراح الطيار، إلا أن النهاية كانت غير سعيدة، فقد بث التنظيم في الثالث من يناير مقطع فيديو يقتل فيه الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا داخل قفص حديدي، لتأخذ الحادثة تفاعلات أكبر في شهر يناير بعد أن أعلن سلاح الجو الملكي الأردني قصف مواقع لتنظيم الدولة في الرقة بقنابل حملت آيات قرآنية، رافقها إعدامات سجناء جهاديين ردا على مقتل الطيار وعلى رأسهم ساجدة الريشاوي، الضالعة في تفجيرات فنادق عمان والعراقي زياد الكربولي.

وبقيت انعكاسات حرق الطيار الكساسبة تتفاعل على الساحة الأردنية تحت مسميات “الحرب على الخطاب التكفيري وتعديل المناهج وإحكام القبضة على المنابر”، مع رسم راية الهاشميين على الطائرات الحربية الأردنية وإعادة التذكير بدور الهاشميين دينيا وتاريخيا.

ومن الأحداث التي شغلت الرأي العام الأردني في نوفمبر2015 “حادثة الموقر” التي قتل فيها خمسة أشخاص وأصيب آخرون بينهم أمريكيون على يد ضابط شرطة أردني قتل في الحادثة نفسها، في معهد تدريب للشرطة في منطقة الموقر جنوب العاصمة.

سياسة براغماتية وتحالفات مع الفرقاء

وربما كانت 2015 السنة الأكثر “براغماتية” للسياسية الأردنية الخارجية التي شهدت تحالفات إقليمية وتقاربا مع أطراف متناقضة، فقد دخلت المملكة بتحالف عربي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن إلى جانب تحالف إسلامي شكلته السعودية أيضا، ولم يمنع ذلك الأردن من التقارب والتنسيق مع روسيا، تخللها زيارة ملكية لموسكو مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة التي تشاركها أيضا في تحالف دولي ضد تنظيم الدولة.

ونتج عن التحالفات الأردنية مع الفرقاء، تكليف المملكة بمهمة وضع قائمة بـ”الجماعات الإرهابية” في سوريا، بطلب من الدول المشاركة في اجتماع فيينا بشأن سوريا، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

الكاتب الصحفي عمر العساف لا يميل إلى تسميتها “بالبراغماتية ” بقدر ما يعدها “ردود فعل ضعيفة” يقول : “هي عبارة عن ردود أفعال ضعيفة لأفعال ضعيفة.. بمعنى لا تستطيع المملكة أن تقول لأحد لا.. وتشترك في تحالفات إقليمية ذات بنية ضعيفة”.

على صعيد العلاقة مع “إسرائيل” سجل عام 2015 توترا عقب تكرار اقتحام عشرات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى تحت حراسة جنود الاحتلال، ووصلت التحذيرات الأردنية إلى حد تلويح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بمصير معاهدة السلام.وحاولت المملكة تركيب كاميرات مراقبة في الأقصى، إلا أنها لازالت عالقة وقيد الدراسة بعد رفض إسرائيلي للفكرة.

وضع اقتصادي سيئ وارتفاع الدين العام

اقتصاديا، وكما كل عام حملت 2015 وضعا اقتصاديا سيئا ليرتفع الدين العام إلى 24.4 مليار دينار، وهو الأعلى في تاريخ المملكة، كما حملت قرارات برفع سعر اسطوانة الغاز وتعرفة مياه الشرب وترخيص المركبات، ليعقبها احتجاج شعبي ونيابي كاد أن يطيح بحكومة عبد الله النسور التي عدلت عن قرارها، ووزعت فرق رفع أسطوانة الغاز على المشتقات الأخرى.

يقول المحلل الاقتصادي مازن إرشيد إن عام 2015 “شهد تراجعا في أسعار النفط والفاتورة النفطية للمملكة بشكل حاد، كما سجلت ارتفاع الدين العام لرقم تاريخي”.

ملف الحريات.. اعتقالات وترحيل لاجئين..

وفي ملف الحريات.. شهدت 2015 تضييقات حكومية على فعاليات جماعة الإخوان المسلمين، ومنع إقامتها وترخيص جمعية تحمل اسم الجماعة نفسه، واعتقال نائب المراقب العام زكي بني إرشيد، وإغلاق استوديو البث المباشر في فضائية اليرموك المحسوبة على الجماعة.

وشهد عام 2015 انتقادات حقوقية للأردن بعد أن رحل 800 لاجئ سوادني من على أراضيه، وقالت الحكومة على لسان الناطق باسمها محمد المومني “إنهم لا يحملون صفة اللجوء”.

ولم يكن الحال أفضل على صعيد الحريات الإعلامية؛ فقد قامت السلطات الأردنية بتوقيف واعتقال صحفيين تحت تهم مختلفة حسب قوانين مكافحة الإرهاب وأمن الدولة وغيرها.

رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور يقول إن سنة 2015 شهدت تضييقا على حرية الإعلام “من خلال استخدام التشريع بشكل قوي للتقييد، فقد أصدرت الحكومة قرارا لديوان تفسير القوانين يجيز حبس الصحفيين ورواد شبكات التواصل الاجتماعي استنادا للمادة 11 من قانون الجرائم الإلكترونية”.

ويؤكد أن ” الاعتداءات الجسدية على الصحفيين تراجعت في 2015 مع ارتفاع الرقابة الذاتية لدى الصحفيين، ولازال حجب المعلومات من الجهات الرسمية قائما”.

عمان تغرق… وأغنية للتعداد السكاني تثير شبكات التواصل الاجتماعي

ويسجل في عام 2015 أن العاصمة عمان غرقت في مياه الأمطار التي خلفت أربع وفيات ومئات المحاصرين، لتنشغل شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الأردني في الحادثة التي حمل مواطنون مسؤوليتها لأمانة العاصمة؛ بسبب تقصيرها في صيانة البنية التحتية.

كما تداول الأردنيون في 2015 مقطع فيديو لنائب أردني وأشقائه، يعتدون بالضرب على عامل مصري في مدينة العقبة لتحال الحادثة إلى القضاء.

واحتلت أغنية أطلقها مطرب أردني بمناسبة التعداد السكاني مساحة واسعة في صفحات الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، ساخرين من تخصيص أغنية لهذه المناسبة وطريقة غنائها.

يؤكد المغني عمر السقار الذي أدى الأغنية أنها “جاءت وليدة اللحظة دون توجيه حكومي”.يقول السقارإنه “لم يتوقع الصدى الكبير الذي تركته الأغنية على شبكات التواصل الاجتماعي، مفسرا ذلك بسبب عدم ثقة المواطنين في الحكومة وحدوث خطأ بسيط من التلفزيون الأردني الذي لم يزامن الصوت مع الصورة لحظة الغناء”.

اجتماعيا.. أثار مقتل سيدتي أعمال شقيقتين ثريا وجمانة السلطي بالأردن جدلا واسعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بسبب وفاتهم في ظروف غامضة، حيث تقول الرواية الرسمية إن السيدتين انتحرتا من فوق بناية مهجورة في العاصمة، الأمر الذي لم يقنع الرأي العام خصوصا أنهن من الرائدات في مجال الأعمال.

وعلى صعيد التشريعات.. تقف المملكة أمام مشروعي قانون الانتخاب وقانون اللامركزية الذي أقره العاهل الأردني، يقول وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة إن سنة 2015 ” شهدت تعديل قانون الانتخابات”، وعدّ ذلك “إنجازا كبيرا”.

وعلى الرغم من أن العام 2015 جاء صاخبا بالأحداث، إلا أن المملكة الأردنية تبقى أقل نصيبا مما يجري في المنطقة المحيطة بها، ولكنّها تتأثر بشكل أو بآخر بانعكاسات هذه الأحداث.

قد يعجبك ايضا