د. أحمد الحوراني ..حكاية عربية متفوقة ..و شخصية أردنية لامعة وضاءة خارقة للعادة تلامس الاسطورة
حصاد نيوز – الدكتور احمد الحوراني …. اي رجل هذا الرجل بين الرجال الرجال. اسمه حروف من نور وشخصيته مشعة تفيض علماً وتقطر ثقافة،ذات حضور طاغٍ،وطاقة إبداعية خلاقة عز نظيرها.
شخصية ” ابو ماهر” تتأرجح بين عبقرية متفردة جسدت ارقامها على ارض الواقع عبدّت الطريق الى المستقبل،و اسطورة حالمة حققت احلامها في زمن قياسي كأنها ضرب من الخيال،تمثلت في سلسلة مشاريع متلاحقة،متنوعة ومتباينة تعكس عقلية متعددة الابعاد والرؤى.فلا غرابة وليس غريباً ان يصفه من يعرفه او سمع به انه طراز وحده.رجل علم وعمل يمتلئ طاقات ايجابية ترسل ذبذباتها الجملية الى من حولها،في دائرة قطرها مساحتها مملكة، احبها وعمل من اجلها و لأجل ابنائها.فكان الوفي النبيل لربه،وعمله،ولمستخدميه،وطلابه،لم يبخل على احدٍ بالحب او التوجيه او المساعدة المادية والمعنوية،فكانت حياته قصة حب مع الناس،وكفاح مع الزمن،تصلح ان تكون مسرحية للإبداع الانساني او فيلماً وثائقياً للتفوق على الذات والانتصار على كل المعوقات.
الدكتور احمد الحوراني او كما يحلو للناس من كافة مشاربهم و تلاوينهم تسميته احمد العربي رجل علم و عمل ، يرى ان البناء لا الجعجعة تبني الاوطان،كما ان العلم يعطي صاحبه تذكرة صعود على قطار التقدم كباقي الامم،للولوج الى المستقبل الرقمي بروح اقتحامية واثقة.
من هنا حرص احمد الحوارني / احمد العربي على امتلاك اسباب العلم،والبنية التحتية،وكل متعلقاته اللوجستية من اجل تحويل الدراسة الجامعية من حفظ ببغاوي الى بحث علمي وتنقيب و ابداع،جناحاه العقل والخيال،فالأردن يستحق من ابنائه التضحية. هكذا هم العظماء وهكذا هي المشاريع العظيمة. تبدأ بأحلام صغيرة وتكبر يوما بعد يوم حتى تصير بحجم وطن .
الاحمد الحوراني الشاب المتحمس لا يملك الا ارادته القوية،وعزيمته المتقدة،و احلامه الكبيرة المتنوعة المتعددة.فسلك طريق الخير لخدمة الناس والعلم واستحداث الوظائف لامتصاص البطالة،ودعم الاسر فكان الله معه،وسدد خطاه الى ان حط عصا ترحالة ليس على القمة بل على ذروة القمة،فاخذ مكانه ومكانته من دون ان يزاحم غيره فالقمم تتسع للناجحين المبدعين، و تفرح باحتضانهم.
نذر الدكتور احمد الحوراني، نفسه للعمل منذ بواكير شبابه،فلفت الانظار اليه بسلوكه المتزن،و ذهنيته المتفتحه ، وثقافته الشاملة، وإنتاجيته في العمل،وشخصيته الآسرة، مقرونة بكفاءة عالية،وحماسة منقطعة النظير.كانت جائزته من مسؤولية تسليمه دفة ادارة بنك تنمية المدن والقرى عام 1982 فكان المثل للقيادة الفذة الحكيمة،الا ان اعداء النجاح،و عتاولة الواسطة و فرسان المحسوبية المنتشرين في مفاصل القطاع العام اطاحوا به.فكانت خسارة للقطاع العام شهد بذلك خصوم الرجل قبل اصدقائه،ومكسباً للقطاع الخاص وللوطن كله. الاطاحة بالدكتور احمد الحوراني كما يقال: رب ضارة نافعة، والضربة التي لا تقتلنا تقوينا.هذه فلسفة الناجحين.لذلك لم يذهب الى بيته يندب حظه،او اسدل ستائر غرفته ووضع يديه على خده ليدخل في حالة كآبة سويداوية، كما انه لم ينضم الى حزب سياسي معارض ليناكف الدولة،ولم يجلس على مقهى يبث شكواه للناس ويدعو على من ظلمه بعد كل صلاة،لكنه قام بالرد العلمي والعملي على ما لحق به من ظلم،وحوله الى قارب يمخر به من بحر الظلمات الى مرفأ الامل.
الخطوة الاولى على سلم التفوق الابداعي الذي ارتقاه الدكتور احمد الحوراني،كان تحقيق الحلم بانشاء معهد للعلوم المصرفية.هذا الحلم الكبير بكل المقاييس،كان بحاجة الى مبلغ صغير لا يتجاوز (3) آلآف دينار.استدان المبلغ،وحقق الحلم ونجحت الفكرة.
معروف عند اهل الطموح ان النجاح يوّلد النجاح،فكان الارتقاء على الدرجة الثانية على سلم التفوق الابداعي بتأسيس مدارس الجامعة.الفكرة الحلم بتأسيس المدارس بفروعها الثلاثة ” الجامعة ، طبربور ، الجبيهة “.اخذت تتطور يوما بعد يوم، نظراً لتميزها وتفوق منتسبيها.
الطموح المتدفق كالسيل ظل يتنامى ،و طموح الدكتور الحوراني ايضاً بلا حدود ولا ضفاف.لذلك فالاستثمار ليكون ناجحاً ومحمياً لابد من تنوعه، فاشترى 100 الف سهم في شركة الالبان الاردنية،وبعد دراسة اسباب تعثرها لم تكن مفاجأة له ولا صادمة هو الداء المعروف لدى الجميع….الترهل. فالترهل الاداري مقتل القطاع العام،فعمل الدكتور احمد بخبراته وتغيير الكادر،وبفترة وجيزة تجاوزت الشركة مرحلة الخطر،و اخذت تسجل ارباحاً مذهلة وصارت في عداد الشركات المميزة.
الحلم الكبير الذي كان شبه مستحيل الذي يراود خيال الدكتور الحوراني بتأسيس جامعة خاصة الى جانب الجامعة الرسمية الام” الجامعة الاردنية” هو الحلم الام . فكرة ريادية جديدة غير مسبوقة،تحتاج الى راس مال كبير مغامر،والى مجموعة رجال اعمال يتقبلون الفكرة / المغامرة، ويقبلون بتمويلها. البداية كانت بشراء قطعة ارض،فيما كان المستثمرون يضعون ايديهم على قلوبهم فـ ـ راس المال جبان ـ الا ان شجاعة الدكتور احمد قلبت المخاوف بين ليلة وضحاها الى امن وسكينة،و اصبح مشروع جامعة عمان الأهلية من انجح المشاريع على مستوى المنطقة،ناهيك عن المستوى التعليمي والسمعة الطيبة التي تعود على الجامعة والمملكة معاً وجلب طلبة العرب الى الاردن.
د. احمد الحوراني بعقليته الفذة،وخبراته المتراكمة،وروحه المغامرة بحسابات دقيقة و ارقام محسوبة بدقة،وقاموسه المعرفي بوطنه شبرا شبرا، يعرف ان الاردن يزخر بالآثار التاريخية وهو متحف اثري ناهيك عن التنوع الجغرافي فيه جبال شاهقة،و اغوار سحيقة،ويضم سياحة بحرية في العقبة،وعلاجية في البحر الميت و ماعين،بالتوازي مع سياحة دينية كالمغطس على نهر الاردن،وقبور الصحابة البررة،ناهيك عن العجائب العجيبة كالبترا والبحر الميت،فلا بد لهذا القطاع من بنية تحتية.وجاء تأسيس فندق “الهوليداي ان” و ” فندق أرينا سبيس /الجاردنز ” و فندق ” ارينا سبيس /الجامعة الاردنية ” في اجمل مواقع عمان، لتكون من اهم الفنادق الاردنية التي تدار بأيادي وخبرات اردنية.
حصيلة هذه المشاريع الباهرة توفير فرص عمل تعتاش عليها خمسة الآف عائلة اردنية،في وقت اخذت ترتفع معدلات البطالة وتزداد بؤر الفقر.فالمواطنة الحقة و نشدان الحكمة وخدمة الناس هي هاجس الاحمد الحوراني.فلسفة طبعت حياته بطابع العمل البناء والعطاء اللامحدود. اجتهد الرجل كرجل يحمل روحاً متفوقة،ويرنو الى اعلى درجات الكمال الانساني من صدق وخلق و ايثار بروح شفافة ونفس جميلة ومعاملة الجميع كاخوان و ابناء. هذا الامر لا يأتي بسهولة بل بمواصلة الليل بالنهار،و ليس طمعاً في مال فعنده الكثير الذي يفيض عن حاجته ـ الحمد لله ـ و لا سعياً لشهرة ذاتية بل مرضاة لله،ومنفعة الناس كافة. قال النبي محمد صلوات الله عليه قدوتنا : ” الخلق كلهم عيال الله عز وجل،فاحب خلقه اليه انفعهم لعياله”.
المواطنة لا تكون ادعاءً لفظياً بالمواطنة،والوصول الى الهدف لا يجوز ان يكون عن طريق نهب الاخرين بطرق ملتوية غير مشروعة كما يحدث من فساد هذه الايام من سلب للمال العام من لدن ضعاف النفوس.المواطنة الحقيقية هي فتح ابواب عمل وخلق فرص عمل للشباب المتطلع لمستقبل زاهر،ومساعدة الباحثين من اهل العلم والطموحين من اهل الكفاءة تحت مظلة الانتماء والولاء للوطن.
الدكتور المواطن الوفي المنتمي احمد الحوراني زاوج بين العلم والعبادة،و اعطى لكل شيء حقه،ضمن تجارة لا تلهي عن ذكر الله،وتجارة مع الله في سبيل اسعاد الناس وتنمية المجتمع المحلي ضمن افضل المواصفات على اسس اخلاقية تراعي كرامة الفرد و انسانيته،وخدمة الوطن للنهوض به ليكون في مصاف الدول المتقدمة.
” ولله في خلقه شؤون” . الانسان مسير لما خُلق له، والدكتور احمد الحوارني العربي،كان وما زال وفياً للرسالة / الامانة التي اوكلها الله اليه، وصادقاً مع نفسه و الاخرين خلال مسيرته الشاقة التي اقرب ما تكون الى سيرة محارب يحمل روحية الانتصار و لا يقيم وزناً لما يعترضه من سواتر وحواجز و عقبات حتى بلغ من القدرة تطويع الازمات التي تقارب المستحيل،وصنع منها قنطرة للعبور،لكنه تميز بروح المقاتل النبيل الذي يترفع عن الصغائر ويعفو عند المقدرة من باب القوة لا الضعف، وهذا ما تشي به سيرته الذاتية التي تنم عن عظمة شخصيته ومتانتها بالتلازم مع مرونتها.
فلسفته في الحياة،العمل الخالص لوجه الله تعالى، لا يرجو شيئاً من سواه. لذلك لم يقع اسير الثروة و الشهرة، ولم تشده نوازع الغرور بالنجاحات المتلاحقة بل زادته تواضعا للناس وحمدا وخضوعاً لله. اللافت ان الفرد الذي يصل القمة ينفض الناس من حوله فيشعر بالبرد وتلك حقيقة ثابتة. العكس ما حصل مع الدكتور احمد تحلق الناس حولة ومدوه بدفء انفاسهم،لتكون ردءاً لجمائله معهم.فهو الانسان،الاخ،الصديق،المحسن،الاب الحنون،رجل الاعمال الامين،المربي الفاضل….فوق هذا وذاك اعتبره الجميع قدوة في الاستقامة،والخلق،و الادارة والانسانية.
المدقق في ملامح ” ابو ماهر ” الكبير الكبير،يقرأ تاريخ مجد شخصية اردنية لامعة،ويتهجى على جبهته حكاية عربية متفوقة مكتوبة بلغة عربية فصحى . شخصية وضاءة خارقة للعادة تلامس الاسطورة،وحكاية شعبية حقيقة من لحم ودم ذات بصمات عميقة تحكيها الامهات للابناء ليكون الدكتور احمد الحوراني / احمد العربي رمزاً وقدوة للاجيال المقبلة .فهنيئاً له بتاريخه وهنيئاً لنا به. بصورة رائعة من الشموخ المتألق والعطاء الموصول.
عن الوقائع