لماذا ” جت ” اولا ؟

18

a5512f54a40f3259aff6079581e2aae6

حصاد نيوز -في ظل الاوضاع السياسية التي تعيشها المنطقة وجمود الحركة السياحية الاجنبية تجاهها، وتوقف خطوط دولية برية بسبب العنف والقتال الناشب في الجارتين الشمالية والشرقية، تحافظ شركة النقليات الاردنية ” جت ” على ذلك الوجه المشرق الذي لم يعبس يوما في وجه التحديات، بل حافظ على تلك الابتسامة التي جعلته الاول وطنيا وعربيا وعنوانا لذلك الامان والاستقرار الذي ينعم به الاردن.
وهذه الحالة التي فرضتها ” شركة جت ” في ظل وضع اقليمي مترد، لها اسرارها، وابرز هذه الاسرار تلك الادارة التي استثمرت الانسان وجعلته خطأ احمر، فتفجر ذلك الانتماء للقمة العيش، الذي انصهر مع فكر الادارة لتشكيل لوحة اقتصادية تستحق ان تدرس في المناهج الاجتماعية.
وما كرسته ادارة جت في اتون الازمة الاقتصادية التي يعيشها الاردن والاقليم، ان استثمار الانسان يولد المال، وانه اذا تقدم المال على الانسان، تبدأ الازمة التي كانت سببا في انهيار العديد من الشركات المماثلة في قطاع النقل البري والسياحي، والتي استسهلت حلول وقف الخسائر وامكانية تحقيق الارباح بالمس بارزاق العاملين لديها بدلا من ابتكار الافكار والحلول التي تجعل السفينة تجدف بهدوء وسط الامواج العالية والعواصف.
ولان القاعدة التي تنطلق منها ” جت “، كيف يستفيد الوطن منها وليس العكس؟، فهي الشركة التي تدفع ثلث ايراد الخزينة من هذا قطاع الحافلات للنقل البري والسياحة، وهي التي وضعت كل امكانياتها في خدمة النقل العام وضمان وصول كل مواطن الى مكان عمله ومنزله يوم اضراب شركة المتكاملة التي كانت ستشكل ضربة موجعة للوطن بسبب تقدم الربح والخسارة على حساب المصلحة العامة.
وبصرف النظر عن قيمة هذه الارباح، الا انها تعود لتشغيل ابتكار جديد في عالم النقل، الذي جعل خدمة ” الخمس نجوم ” على حافلات جت فقط.
والبصيرة التي تمتلكها ادارة جت في مواجهة الازمات والتي كان اولها رفع اسعار المحروقات، جعلتها تتفرد في اضافة خدمات مميزة لزبائنها على كافة المستويات، الامر الذي جعلها دوما الخيار الاول لايمانهم بان القدر لا يخذل كل مجتهد ومجد في خدمة الناس واسعادهم.
وفي “جت” لا يتبادر الى ذهن ابنائها من الموظفين ما يثير قلقهم او خوفهم على مصدر رزقهم، فايمانهم دوما انهم يملكون ادارة يقودها رفيق دربهم واخيهم وصديقهم الربان مالك حداد، ولا تعرف حلولا للخروج من الازمات الا بالابتكار الذي يعظم وتيرة انتاجهم، ويعوض ما اكلته الظروف القاهرة الخارجة عن الارادة، وفي مقدمتها السياسية.
كل شيء في ” جت ” تحت السيطرة، ومراقبة الحافلات على الطرق الطويلة وغيرها من اجل سلامة الركاب، خلقت ذلك الانضباط الذي يجعل المسافر او الراكب مع هذه الشركة دائما باذن الله في حفظ المولى ورعايته.
” جت ” حكاية اقتصادية اجتماعية اردنية، فرضت ذاتها في المحافل المحلية والعربية والدولية.

قد يعجبك ايضا