“البنزين المهرب” في معان: قنابل موقوتة على الطرقات
حصاد نيوز – تشكل أكشاك بيع “البنزين المهرب” والتي أصبحت محطات ثابتة في مدينة معان، قنابل موقوتة على جنبات الطرق الرئيسية القريبة من الأحياء السكنية والمحال التجارية، خاصة وأن هذه الأكشاك تخلو من وسائل السلامة العامة، في الوقت الذي تتعامل فيه مع مادة شديدة الانفجار “البنزين” معروضة في العراء، وتحت أشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف.
وعادة ما تنتشر هذه المراكز غير الخاضعة للرقابة وما تسببه من مخاطر بيئية، بالقرب من التجمعات السكانية ما يثير القلق لدى الأهالي والمارة باحتمال اشتعالها في أي لحظة، رغم أن الفارق في السعر مع البنزين الذي يباع في محطات المحروقات لا يتجاوز النصف دينار للصفيحة الواحدة.
وقال سكان إن معان أصبحت تشهد اتساعا في ظاهرة أكشاك بيع “البنزين المهرب”، وسط غياب تام للجهات المسؤولة في المدينة، رغم أن وجودها مخالف للقوانين والأنظمة.
وأشاروا الى أن البنزين المهرب يباع بواسطة “جالونات بلاستيك” على الشوارع الرئيسة القريبة من الأحياء السكنية التي تكتظ بالعديد من المركبات، مطالبين الجهات المسؤولة في المدينة بمراقبة عملية العرض التي بدأت تتوسع وبأساليب غير مقبولة تؤدي إلى مخاطر كبيرة على البيئة. ويرى مواطنون أن بيع البنزين المهرب على الطرق الرئيسة أو في سيارات متجولة، ينطوي على خطورة كبيرة جدا، مشيرين ان البعض اعتاد الشراء من مراكز البيع هذه لوجود فارق بالسعر قد يصل إلى قرابة نصف دينار للصفيحة.
ويبدي مواطنون أن الموقف من بيع البنزين المهرب متفاوت ما بين معارض ومؤيد، ولكن ضمن تأطير وتنظيم لهذه العملية تراعي أنها توفر مصدر رزق للبعض وتخدم مصلحة البعض بالحصول على بنزين بسعر معقول واستخدام لمسافة أطول من البنزين العادي.
ويقول قاسم السعايدة إن هناك تواجدا لافتا لأكشاك بيع البنزين المهرب على قارعة الطرق والتي لاقت مؤخرا ازديادا واسعاً، خاصة في الأحياء التي تكتظ بالعديد من المركبات والمواطنين، فيما تحولت بعض منازل أصحابها إلى مستودعات بنزين لتشكل قنابل موقوتة تنتظر شرارة خاطئة لتسفر عن كارثة حقيقية.
ويرى عبدالله أبو هلاله أنه وفي ظل الارتفاع المتصاعد الذي شهدته أسعار المحروقات في المملكة خلال الأعوام المتتالية، برزت ظاهرة بيع البنزين المهرب على الطرقات وعلى مرأى عيون الجهات المسؤولة، لتصطف السيارات تباعاً من اجل تعبئة البنزين من هذه الاكشاك بأسعار منخفضة جداً نسبة إلى أسعار البنزين في المحطات النظامية دون القيام بأي إجراءات تكفل عدم انتشار هذه الظاهرة.
وأوضح محمد قاسم أنه يستخدم البنزين المهرب منذ شهور، ولم يواجه أي مشاكل فيه، ولم يؤثر على سيارته سلباً حتى الآن، لافتا الى أن البنزين المهرب تدوم فترة استهلاكه أكثر ويوفر عليه مبالغ مالية كبيرة. وبين أن كثيرين اعتادوا على تشغيل سياراتهم على “البنزين المهرب” لجودته العالية وتدني سعره، مقارنة بسعر البنزين بالمحطات، لافتا أن تواجده في المدينة يعد أمرا اعتياديا.
من جهته، بين بائع بنزين مهرب، طلب عدم نشر اسمه أنه يتخذ مكانا على الطريق الرئيسي منذ فترة طويلة ليقوم ببيع هذه المادة، مشيرا إلى أن له الكثير من الزبائن الذين يتزودون بالوقود لمركباتهم.
وأكد أنه “لم تواجهه أي مشكلة من أصحاب المركبات، نظرا لجودة ونظافة البنزين الذي يبيعه لهم”، لافتا إلى” أنه لا يبيع خفية، اذ يقومون بشرائه من سيارات محملة بهذه المادة تدخل المدورة الحدودية قادمة من السعودية”.
وأكد أن هناك طرقا مختلفة في عملية تهريب البنزين أبرزها عن طريق استبدال خزانات وقود الشاحنات أو تعديل تلك الخزانات لتتسع لأكبر كمية ممكنة. إلى ذلك، طالب رئيس بلدية معان الكبرى ماجد الشراري من الجهات المختصة الكشف على مواقع بيع البنزين المهرب وتفعيل الاجراءات القانونية لوضع حد لهذه الظاهرة لمخالفتها للقوانين والأنظمة، كونها غير مرخصة وغالبية العاملين فيها من العمالة الوافدة المخالفة لقانون العمل الأردني، نظراً لتأثيراتها البيئية التي تهدد السلامة العامة.
وأشار الشراري إلى أن تواجد هذه الأكشاك المخالفة على الطرق الرئيسة القريبة من الأحياء السكنية التي تكتظ بالعديد من المركبات والمواطنين، قد أعاق عملية الشروع بتنفيذ خطة البلدية الرامية بتجميل مداخل مدينة معان باتجاه العقبة.
وأكد على أهمية قيام الجهات التنفيذية بمعالجة كافة الاختلالات والتشوهات والتجاوز على القانون، التي انتشرت في المدينة مؤخرا، معتبرا غياب الرقابة الدائمة وعدم تفعيل العقوبات بحق مهربي البنزين السعودي عبر الحدود أتاحت الفرصة لرواج تهريب البنزين في المنطقة.
بدوره، أكد محافظ معان غالب الشمايلة أنه لن يكون هناك تهاون في التعامل مع أكشاك بيع البنزين المهرب داخل المناطق السكنية في مدينة معان وعلى الطرقات الرئيسية، معتبرا أن محاربة هذه التجارة غير الشرعية مسؤولية تضامنية بين كافة الجهات، لخطرها على أمن المدينة وسكانها، مؤكدا أنه بتضافر الجهود كافة سيتم الانتهاء منها قريبا لتصبح مدينة معان خالية من هذه الأكشاك المخالفة وكافة أنواع المخالفات والاعتداءات على الشوارع العامة وأرصفة المشاة في المدينة.