14 جريمة قتل خلال “آب”…وخبراء يربطون بين ارتفاع الحرارة وتزايد الجريمة

28

134748_1_1440014039

حصاد نيوز – يبدو أن ارتفاع درجات الحرارة  في آب اللهاب (أغسطس) لعب دورا في ارتفاع معدلات الجريمة، حيث سجل هذا الشهر أعلى معدلات لارتفاع الجريمة، بعد ان بلغ عدد جرائم القتل فيه، حتى الآن، 14 جريمة قتل، وفق سجلات محكمة الجنايات الكبرى.

ويشير خبير في مجال مكافحة الجريمة الى أن معدل الجريمة في الاردن يزداد عادة في آب (اغسطس)، ويكون ارتكاب الجرائم في هذا الشهر أكثر بشاعة، موضحا ان معظم الجرائم في هذا الشهر عائلية، كالتي قتلت زوجها في أبو علندا ودفنته في غرفة نومها، او (المختل عقليا)، المتهم بقتل والده، ومن ثم الدوس على رأسه امام المركز الوطني للصحة النفسية، في منطقة الفحيص قبل أيام.

ويلفت الخبير، الذي طلب عدم نشر اسمه، الى ان القضايا الجنسية، خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة، تسجل عددا أكبر من جرائم القتل او جرائم السرقات، الا ان الإعلام لا يركز الا على جرائم القتل، مرجحا وقوع جرائم قتل لم تسجل في محكمة الجنايات الكبرى هذا الشهر، كونها لا تزال قيد التحقيق بالنسبة للبحث الجنائي.

ورغم عدم توفر احصائيات حول معدل الجريمة في هذا الشهر على مدار سنوات سابقة، الا ان الخبير يؤكد ارتفاع معدلاتها خلاله كل عام.

بدوره، يربط مستشار أول أمراض دماغ وأعصاب، وزير الصحة الاسبق الدكتور عبداللطيف وريكات ارتفاع درجات الحرارة بتأثيرها على الجهاز العصبي، وبالتالي يضعف القدرة على التركيز، ويثير الغضب، لدى من يتواجدون في المناطق الحارة، او الذين ليس لديهم اجهزة تكييف، في منازلهم او أعمالهم.

وأضاف الوريكات لـ”الغد” انه يلاحظ ان معظم الجرائم ترتكب بين ابناء الطبقة الوسطى والفقيرة، فهم الاكثر مواجهة لارتفاع درجات الحرارة بالصيف، ومعظم اعمالهم ميدانية.

ويؤيده بذلك، اخصائي علم النفس الدكتور باسل حمد، الذي يلفت الى ان هناك دراسات علمية في علم النفس، تؤكد ان للظروف المكانية التي يعيش فيها الانسان، تأثيرها على سلوكه وإنتاجيته، ومنها تأثير درجات الحرارة على الانسان، فإذا كان الإنسان يعمل في مكان مرتفع في درجات الحرارة، تكون انتاجيته ضعيفة، وتزيد نسبة الحوادث ويزداد معدل الاخطاء، وكل هذه العوامل تؤدي الى العدوانية، بسبب الاحباط الذي يصيب الانسان، ويؤدي الى الغضب والنتيجة الطبيعية للغضب هي العدوانية، وفقا لحمد.

وكان مدعي عام الجنايات الكبرى صلاح الطالب تحفظ قضائيا على المختل عقليا في مستشفى الامراض النفسية، الى حين اصدار تقرير طبي بحالته العقلية، فيما اوقفه بتهمة القتل العمد (قتل الفرع للأصل).

والمتهم بهذه القضية هو من سكان مدينة الرصيفة، المكتظة بالسكان والمنازل المتلاصقة، أصيب خلال موجة الحر بحالة هيجان، عندما أقدم على تحطيم منزله، حيث استنجد والده السبعيني بالشرطة، والتي سارعت بالسيطرة عليه، واتخذ حينها قرارا على عجل، بنقله الى مستشفى الفحيص، بباص خاص مستأجر من قبل الضحية، برفقة احد رجال الامن.

وبينت التحقيقات انه لدى وصول الحافلة الى منطقة الفحيص، توقف سائق الباص، ليسأل عن عنوان المستشفى، لكنه ردد الاسم المتداول بين عامة المواطنين (مستشفى المجانين)، الأمر الذي أثار غضب المتهم، حيث انهال ضربا على سائق الباص، ومن ثم رجل الامن، الذي كان يرافقهم، وبعدها سحب “العكاز” الذي كان يتكيء عليه والده (الضحية)، وضربه عدة ضربات على رأسه، اسقطته ارضا مغشيا عليه، وبعد أن تأكد من موته، قام بالدوس على رأسه، إلى أن حضرت الشرطة وتمكنت من السيطرة عليه.

وأكد استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة مؤتة حسين محادين وجود تبرير اكاديمي لارتفاع معدلات الجريمة في آب (اغسطس)، لها علاقة بالتغير المناخي والجغرافي، حيث أن أصحاب السلوكيات المنحرفة، يشعرون ان لديهم طاقة اضافية بوسعهم توظيفها لأغراض تخالف القانون، ناهيك عن زيادة ساعات النهار والاختلاط السكاني، الذي يزيد بالصيف لوجود وافدين وسياح وزائرين.

وأضاف أن أصحاب السلوكيات المنحرفة يستغلون فترة الصيف كونها تمنحهم فرصة للإفلات من العقاب، حسب اعتقادهم، لصعوبة تحديد هوية المجرم في ظل الزيادة السكانية.

من جانبه، أكد أحد ضباط البحث الجنائي ارتباط عدد من انواع الجرائم والحوادث بمواسم مناخية مختلفة، لافتا إلى أنه في الصيف، بشكل خاص، تزداد جرائم الاعتداء على المال، وعلى الإنسان، ناهيك عن القضايا الجنسية، وذلك بسبب الاحتكاك والاختلاط بين السكان، ما يوفر بيئة خصبة للمجرمين، في ارتكاب جرائمهم، ومن بينها جرائم القتل، بينما خلال فصل الشتاء، فإن العوامل المناخية تحد من العلاقات بين الناس، مما يخفف من معدل الجريمة.

وأضاف “حتى جرائم النشل والسرقات، بمختلف أنواعها، والاحتيال تزداد أيضا في فصل الصيف، الذي ينشط فيه القطاع الاقتصادي بشكل عام، وتحديدا مع زيادة السياح وارتفاع حجم الاستثمار، وكثرة الإنفاق من المواطنين”.

قد يعجبك ايضا