صحيفة تنشر قصة مقتل الأردني مجد على أيدي عناصر تنظيم داعش
حصاد نيوز – نشرت صحيفة لوتون السويسرية تقريرا حول خبر مقتل المسلح السويسري من أصل أردني؛ مجد، على أيدي عناصر تنظيم داعش، مشيرة إلى تفاصيل حياته وكيفية التحاقه بجماعة الشباب بالصومال ومرحلة اعتقاله وترحيله إلى الأردن وتعرضه للتعذيب هناك، وذلك وفق ما نقله موقع “عربي 21”.
وأفادت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته “عربي 21″، أن ملابسات وأسباب عملية إعدام مجد، الذي غادر مدينة بيال السويسرية ليلتحق بتنظيم الدولة، لا تزال غامضة ولكن الرواية المنتشرة تفيد أنه تلقى ثلاث رصاصات في ساقه، قبل أن يترك فريسة للألم لمدة ثلاثة أيام، ليقوم زملاؤه في التنظيم بإعدامه إثر ذلك.
وصرحت الصحيفة أن البداية كانت عندما اختفى مجد من المدينة في 2011، عندما بلغ من العمر تسعة عشر عاما، ليلتحق بجماعة الشباب المسلحة في الصومال ليؤدي انتماءه هذا إلى اعتقاله في كينيا وترحيله إلى الأردن، بلده الأم. كما أشارت أن الجميع فوجئوا لرؤيته يتجول بين جثث جنود بشار الأسد في سوريا، وذلك في فيديوهات تم نشرها على الانترنت في نيسان 2014.
وأكدت الصحيفة أنها حاولت الاتصال بوالدي مجد مباشرة وعن طريق صديق قديم للعائلة ولكن دون جدوى، حيث أن العائلة قامت بتغيير مقر سكناها وانقطعت أخبارها عن الجميع.
وأكد صديق العائلة، الذي اختار تغيير اسمه واعتماد اسم لورون لأهداف وقائية، أن أخبار مجد قد انقطعت بعد ترحيله إلى الأردن، وأنه بقي على اتصال به قبل ذلك عندما وقع اعتقاله في نيروبي وحاول جمع المبلغ الكافي لسداد كفالته، قبل أن تتم تبرئته لنقص الأدلة المدينة.
وقالت الصحيفة إن مجد قد تعرض لكافة أنواع التعذيب في كينيا وأنه كان على استعداد للعودة إلى سويسرا والتعرض للمحاكمة والسجن.
وأضافت أن ذهاب مجد للقتال في الصومال وكينيا كان خطأ فادحا ولكن من غير المنطقي أيضا أن ترفض البلاد طلب مجد للعودة والعيش حياة طبيعية، الأمر الذي اضطره لاختيار مسالك أخرى.
كما أشارت “لوتون” إلى أنها قد تمكنت من الحصول على التسجيل الصوتي المثير للجدل الذي يدين مجد ويربطه بتنظيم الدولة، وأكدت أن صوتا مغايرا لصوت مجد، ولكن له نفس العيب في النطق، قد انتقد ممارسات التنظيم واتهمه بمخالفة قواعد الشريعة التي تمنع السرقة والفساد المالي والأخلاقي والسرقة والقتل بدون مبرر وقتل المعترضين على التوجه.
وتعرضت الصحيفة إلى طفولة مجد وحياته الدراسية، حيث أنه كان تلميذا متميزا وميالا لدراسة التاريخ والأدب وأنه كان دائم الدفاع عن القضية الفلسطينية، دون أن يحاول إقناع أصدقائه باعتناق الإسلام، كما كان مجد طفلا رياضيا جدا حيث كان يحمل الحزام البني في فن الكاراتيه وشارك في عديد التظاهرات الرياضية كسائق دراجة هوائية. كما نقلت عن أصدقاء طفولته؛ الذين كانوا يحملون أطيب الذكريات عنه، أنه كان ضحوكا بشوشا ويحاول الترفيه عن أصدقائه رغم أنه كان دائم التعرض للضرب من قبل والده، وكان يعاني من عدة أمراض.
وأضافت الصحيفة أن مجد كان يتعرض للمضايقات بسبب صوته الرقيق، وأنه كان قليل المشاركة في نشاطات مابعد الدراسة باعتبار أن والديه كانا يمنعانه من ذلك. كما أكدت أن الفتى قد تعرض للظلم خلال سنوات دراسته حيث أنه قد تم إسناد عدد سيء له في مادة الرسم الأمر الذي اضطره لإعادة السنة وتغيير القسم، وأشارت إلى أنه تلقى هذا الأمر بطريقة سيئة وقام بالانزواء عن الجميع والتهديد بترك سويسرا والعودة للعيش عند خاله في الأردن.
ونقلت الصحيفة عن أصدقاء مجد أنه كان شابا رقيق القلب، يريد مساعدة كل محتاج ويأمل في الذهاب إلى إفريقيا لمساعدة الفقراء هناك، كما نقلت عنهم أيضا مفاجأتهم الكبرى عند اكتشافهم أن نفس صديقهم هذا قد التحق بمنظمة إرهابية ومن المحتمل جدا أن يكون قد ارتكب جرائم بشعة في حق العديد من الناس، ولكنهم لم يستغربوا أن يقوم بدور الناقد وأن يهاجم الممارسات المنافية للشريعة الإسلامية.
وفي الختام، أفادت الصحيفة السويسرية أن الروايات قد تعددت حول تفاصيل موت مجد فهنالك من يقول بأنه قد توفي نتيجة لرصاصة تلقاها في الصدر، بينما تنتشر فرضية أنه قد توفي متأثرا بجراحه بعد أن تلقى ثلاثة رصاصات في الساق.
وأكدت أن اعتراض الشاب على تجاوزات القادة للمحليين للتنظيم الرافض للنقد هو ما أودى بحياته، وأن السلطات السويسرية كانت حذرة جدا في تعاملها مع الموضوع مخافة أن تقع في فخ إعلامي وتصرح بما يعمل لفائدة الدعاية التي ينتفع منها التنظيم المسلح.