دائرة قاضي القضاة تشكّل لجنة لإعادة النظر في مواعيد الصلاة .. هل إمساك وإفطار الاردنيين صحيح ؟
حصاد نيوز – أثار تشكيل دائرة قاضي القضاة لجنة لإعادة النظر في مواقيت الصلوات، وخاصة صلاة الفجر، ردود فعل متباينة؛ حيث استغرب البعض طرح الفكرة، واعتبروا الحديث غير دقيق، بينما المقربين من اللجنة أكدوا تواصل عملها، وأنه لم يصدر عنها قرارات بعد.
ويبدى علماء دين وفلكيون خشيتهم من تداعيات نتائج العمل التي ستخلص إليها اللجنة المشكلة من وزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة وفقهاء وفلكيون حديثا، بخصوص إعادة النظر في مواقيت الصلاة، خاصة ما تعلق منها بأذان الفجر موعدا لإمساك الصائمين، وأذان المغرب موعدا لإفطارهم.
ويستغرب مختصون إثارة موضوع حُسم جدله منذ نحو 35 عاما، مؤكدين أن مواقيت الصلاة المعمول بها حاليا مواعيد صحيحة، وتشهد الجهات الغربية بدقتها.
وينتقد وزير الأوقاف السابق عبد السلام العبادي تشكيل لجنة تحقق من موعد صلاة الفجر للمرة الثانية، معتبرا الموعد في غاية الدقة منذ 35 عاما، والأمر برأيه ليس من اختصاص دائرة قاضي القضاة.
وزير الأوقاف السابق يشير إلى مذكرة وقعت منذ عام 1981 من ثمانية عشر فلكيا، اعتمدوا فيها دراسات علمية في تحديد فرق التوقيت للتأكد من مواعيد الصلاة، أكدوا فيها دقة المواعيد المعمول بها، وصدر عنهم كتاب عنوانه ‘التوقيت الأردني لمواقيت الصلاة’.
واعتبر العبادي الحديث عن خطأ توقيت صلاة الفجر إنما هو كلام غير دقيق من أناس ليسوا أصحاب اختصاص وليسوا من أهل العلم؛ فالأمر له أبعاد فلكية لتقدير الفجر الصادق من الفجر الكاذب.
ويورد العبادي قوله تعالى: (.. حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)، وأن الحسابات الفلكية تقدر وقت الفجر بناء على زاوية 18 بين الشمس والأرض، وأن من يقول بعدم دقة الحسابات إنما يريد حسابها على زاوية 15، فضلا عن اعتمادهم على العين المجردة في التحديد.
ويتوافق عضو رابطة علماء الأردن محمد أبو صعيليك مع العبادي فيما طرحه بخصوص دقة مواعيد الصلاة المعمول بها التي تشهد الجهات الغربية بصحتها، محذرا من خطورة تشكيك الأفراد بمواقيت صلاتهم ودينهم التي يصلون بموجبها من 40 عاماً.
وذكر أبو صعيليك أن اللجنة شكلت من بعض الفلكيين الشرعيين، لكنهم ليسوا من تخصص أهل الفقه، مشيرا إلى أن الإشكال الذي تطلب إعادة النظر بمواقيت الصلاة يتعلق بأذان صلاة الفجر؛ إذ يقولون إنه يرفع قبل وقته باثني عشر دقيقة.
ويتابع: ‘خبرتنا أنه صحيح ويؤذن بدقة عند طلوع الفجر، إلا أن الإشكال خلق بناء على من يتبع رأي ابن حزم الظاهري الذي يتبين طلوع الفجر بظهور البياض قبل طلوع الشمس، وهو رأي شاذ لا يؤخذ به’.
في السياق ذاته، يشير الفلكي عماد مجاهد إلى أن اللجنة ما زالت تواصل عملها، وتحتاج إلى أربعة شهور لوضع نتائجها التي سترفع لدائرة قاضي القضاة، لكنه لفت إلى أن الأمر يمس صلاة الفجرة، ويخشى إحداث فتنة.
رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عبد السلام غيث يعتقد بأن المواقيت والحسابات الحالية صحيحة، وأن التشكيك بصحتها يصدر ممن ليسوا أصحاب خبرة، لأجل ذلك ارتأت الجهات الرسمية التأكد من الأوقات، ودعت لإعادة النظر؛ للتأكد من صحة الحسابات.
ووفقًا له، فإن التشكيك ‘شوشرات’ ليست من ذوي الخبرة والمختصين، وليس لديهم رصد، بل يعتمدون على العين المجردة، لافتا إلى اللجنة رصدت من مواقع مختلفة، إلا أنها ما زالت تعتبرها مواقع غير مثالية، وتحتاج للرصد الابتعاد عن التلوث الضوئي، والإضاءة الصناعية.
يؤكد غيث أن تغيير مواقيت الصلاة يعني تغيير مواقيت الصيام؛ ما يعني أننا نأكل في وقت محرم، لكننا نقدم رأيًا علميًا، وولي الأمر هو من يعلن بدء مواعيد الصلاة.
السبيل