مدافع النسور “تقصف” مجلس التعليم العالي تمهيدا لاجتياح سلس لـ”استثنائية” النواب
حصاد نيوز – مشهد وحصيلة لقاء الحكومة بالنواب يوم الأحد الماضي، الذي شهد نهاية ‘تراجيدية” لقرار مجلس التعليم العالي برفع معدلات القبول الجامعي، عندما ‘انقلبت” الحكومة على نفسها، وحملت على القرار، رأى فيه مراقبون ونواب ‘عربون ترطيب أجواء بين رئيس الوزراء عبدالله النسور ومجلس النواب، تمهيدا لعلاقة سلسلة في الدورة الاستثنائية المقبلة.
ولاحظ مراقبون أن الرئيس النسور، وخلال اللقاء مع رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ورئيس وأعضاء لجنة التربية والتعليم النيابية وعدد من النواب، أغدق الكثير من الغزل بالنواب، وبرئيس المجلس، فيما خرج وزير التعليم العالي لبيب الخضرا، بنقد حكومي ‘غير مباشر” وغير مسبوق، انتهى واقعيا بتراجع الحكومة عن قرار رفع معدلات القبول الجامعي.
و”أعطى إشارة واضحة عن وقف العديد من القرارات والتوصيات المرتقبة فيما يخص برنامج إصلاح التعليم العالي” كما يقول نائب، فضل عدم نشر اسمه.
الرئيس النسور، وبعد ما يقرب من شهر من الجدل، الذي أثاره قرار ‘التعليم العالي” برفع معدلات القبول في الجامعات، وبعد أن انتهت الكتل واللجان من كتابة مواقفها، وبات الموضوع أقرب إلى النسيان، فاجأ الجميع، بموقف مؤيد للنواب، ورافض لموقف الوزير ومجلس التعليم العالي، خاتما بتوجيهه لإعادة النظر بالقرار من جديد.
فيما ذهبت أدراج الرياح تحذيرات الوزير الخضرا، التي اشارت الى ‘أن الأردن يتفرد عن كل دول العالم بأن الهرم التعليمي لديه مقلوب، حيث يوجد خريجو جامعات تفوق اعدادهم العمال وخريجي كليات المجتمع”، منوها إلى خطورة الاستمرار بسياسات التعليم العالي الحالية، والتي وصفها بأنها ‘قنبلة” موقوتة في السنوات القادمة.
التطور الذي شهدته قاعة الصور في مجلس النواب صباح الأحد الماضي، تمثل في انحياز الرئيس النسور للنواب، فيما ترك الوزير الخضرا ومجلس التعليم العالي وحيدين بعد شهر من صدور القرار.
موقف النسور وخطابه في جلسة الأحد لاقت فورا اشادات وكلمات ايجابية من نواب معارضين له، بل صنفوا بمعارضين أشداء للحكومة ورئيسها، تحت القبة.
وبحسب نائب، حضر اجتماع الأحد، فإن الرئيس النسور كان، بتقديمه ذلك الموقف تجاه قرار التعليم العالي، يريد سماع اشادات النواب، وأن يرى علامات الرضا على وجوههم، ولا يريد أن يدخل الدورة المقبلة، وهو تحت خطر حرد نيابي هنا، وزعل هناك، حيث بدأ بتمهيد الأرض لذلك، من خلال الانفتاح أكثر على النواب، وعلى رئيس المجلس، والكتل النيابية، بشكل عام.
موقف النسور كان مفاجئا لنواب، كان لهم يد في تعزيز قرار مجلس التعليم العالي، بحسب ما أبلغ مصدر نيابي شديد الاطلاع، واعتبر المصدر أن قرار مجلس التعليم جاء في وقته، ولصالح منظومة التعليم العالي بشكل عام، وهو يهدف الى ضمان الحفاظ على مخرجات التعليم”. معتبرا أن التراجع عن القرار او تجميده ‘لا يخدم العملية التعليمية بالمطلق”.
في المقابل، فإن موقف النسور قد فرّج أسارير الائتلاف النيابي، الذي ينتمي إليه رئيس المجلس، والذي سبق له أن اصدر بيانا، في هذا الصدد، اعتبر فيه أن قرار رفع الحد الأدنى لمعدلات القبول في الجامعات الرسمية والخاصة ‘غير ناضج”.
واعتبر ان ‘توقيت إصداره غير مناسب إذ تزامن مع فترة امتحانات طلبة ‘التوجيهي”، ما أثر سلبا على أدائهم، باعتباره قرارا مفاجئا، لهم ولأولياء الأمور وللجامعات على حد سواء”.
وقد طالب الائتلاف بتأجيل تنفيذ القرار إلى العام الدراسي المقبل، وراوا في قرار رفع معدلات القبول سببا إلى توجه الطلبة إلى خارج المملكة للدراسة.
وبخلاف موقف الائتلاف النيابي، سبق لكتلة مبادرة النيابية، أن قدمت رؤى متكاملة في قطاعات مختلفة، ومنها قطاع التعليم العالي، تضمنت التوصية برفع معدلات القبول في الجامعات، وعدم قبول أكثر من 50 % من الناجحين بالتوجيهي في الجامعات، وذلك ‘بهدف تعزيز التعليم التقني والفني”.
فيما كان للجنة التربية والتعليم النيابية، موقف رافض لقرار ‘التعليم العالي”، تساوق مع موقف الائتلاف، وهذا ما عبر عنه رئيس اللجنة النائب بسام البطوش، الذي قال إن ‘القرار في غير مكانه، وهناك جزر معزولة بين وزير التربية ووزير التعليم العالي، ويجب ردمها للنهوض بالتعليم في الأردن”.
الراهن، ان الرئيس النسور انحاز للنواب، فمنحهم نقطة هامة وضرورية، واظهر أن ما جرى من تراجع، عن رفع معدلات القبول، جاء بفعل ضغط نيابي، وهي رسالة حكومية للنواب، يحار بعضهم في تفسير مغازيها، وان كان ثمة إجماع بينهم، ان الرئيس بذلك، ورغم ‘انقلابه” على إصلاح التعليم العالي، قد مهد لعلاقة ذات اريحية مع النواب عند انطلاق الدورة الاستثنائية للمجلس بعد العيد. –