لتدخلها بشؤون المملكة.. السفيرة الأمريكية تثير غضب الأردنيين
حصاد نيوز -” من المعلوم أن الأعراف الدبلوماسية المتفق عليها عالميا، تقوم على عدم تدخل السفراء في الشؤون الداخلية للدول، إلا أن هذه القاعدة الدبلوماسية – فيما يبدو – لا تنطبق على السفيرة الأمريكية أليس ويلز، والمعينة حديثاً في الأردن، فمنذ تسلمها منصبها الدبلوماسي الجديد خطفت الأضواء وأثارت العديد من الجدل داخل المجتمع الأردني؛ نتيجة نشاطاتها التي يرى مراقبون أنها تدخلاً سافراً في تفاصيل الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية للمملكة.
مواقف وتصريحات مرفوضة
السفيرة الأمريكية رعت مؤخراً حفلاً خاصاً بالمثليين في عمّان، في حادثة أولى غير مسبوقة، كما أنها أطلقت تصريحاتٍ تتعلق بالشراكة الاقتصادية والسياسية بين الأردن وإسرائيل، لاقت ردود فعل غاضبة على المستوى الحزبي والنقابي والبرلماني.
السفيرة ويلز قالت مؤخراً: “لقد تفاجأت كثيراً عند وصولي إلى الأردن بأن قيمة التبادل التجاري بين الضفة الغربية وإسرائيل تصل إلى 4 مليارات دولار سنوياً، بينما يبلغ حجم التبادل التجاري مع الأردن 100 مليون دولار فقط، وبالرغم من أن الكثير من الشاحنات الأردنية مطابقة للمعايير الإسرائيلية إلا أنه لا يمكنها عبور الحدود، كما يجد رجال الأعمال صعوبة في الحصول على التأشيرات الإسرائيلية؛ ومن جانب آخر، يجب تفريغ حمولة الحاويات من ميناء حيفا على منصات قبل شحنها إلى الأردن عوضاً عن نقلها في شاحنات عبر الحدود مباشرة”.
هذه التصريحات وغيرها، أثارت ردود فعل غاضبة وبدرجات كبيرة، نتيجة ما وصفه البعض بـ “تدخل السفيرة الأمريكية في رسم السياسات العليا للأردن”، من خلال الحديث عن شكل المطلوب للعلاقات التجارية والاقتصادية بين الأردن وإسرائيل.
تجاوز غير مقبول
مصدر رفيع في جماعة الإخوان المسلمين، اعتبر تصريحات السفيرة الأمريكية “تجاوزاً غير مقبول للأعراف الدبلوماسية”.
وقال إن “دعوات ومشاركات السفيرة الأمريكية المشبوهة، تتنافى مع قيم الشعب الأردني الأصيلة، سواء من خلال المشاركة في حفل خاص بالمثليين، أو الدعوة الصريحة لها للتطبيع الشعبي مع العدو الصهيوني”.
وكانت السفيرة الأمريكية أليس ويلز، قد عيّنت مؤخراً سفيرةً للولايات المتحدة في نهاية تموز/ يوليو من العام الماضي، خلفاً لمواطنها ستيوارت جونز، كما أنها شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات التي عقدت في الأردن بالإضافة لتلبيتها العديد من الدعوات الرسمية وغير رسمية.
دعم الشواذ
وأثارت مشاركة السفيرة الأمريكية في اجتماع غير معلن منتصف مايو/ أيار الماضي لناشطين أردنيين داعمين للمتحولين جنسياً، غضباً كبيراً في الأردن، خاصةً حين أكدت في الاجتماع أن “حقوق الشواذ من حقوق الإنسان التي يجب صيانتها”.
السفيرة الأمريكية أثارت جدلاً واسعاً إثر طلبها من الأردنيين إرسال مشكلاتهم عبر صفحة السفارة على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”، بالرغم من قصر الفترة الزمنية التي تولت فيها منصبها كسفيرة للولايات المتحدة الامريكية بعمان.
وبالنظر إلى مشاركات المواطنين بناءً على طلب السفيرة ويلز، فقد اتجهت الآراء حول رفض الغالبية العظمى منهم بث مشاكلهم أو مشكلات دولتهم لسفيرة دولة أجنبية.
كما تحدثت في لقاءٍ عشائري عن أن عدد الأردنيين من أصول شرق أردنية في المملكة إلى نسبة السكان الكلية لا تزيد عن 27%، ما أثار مجدداً غضب الشارع الأردني.
الموقف من الإخوان
وعلمنا أن السفيرة الأمريكية التقت مؤخراً رموزاً دينية، في مسعىً لإيجاد بديل عن جماعة الإخوان المسلمين، وهو الأمر الذي رفضته الجماعة داعيةً الحكومة للتدخل ووضع حدٍ لتدخلات السفيرة ويلز في الشؤون الداخلية للمملكة.
الوقائع